عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-21, 12:01 AM   #25
فهمي الضالعي
مـديـر الـمـوقــع
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-12
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 533
افتراضي


أسئلة الأخ بائع المسك :

مرحباً فيك والدي وسيدي الفاضل، أوجز أسئلتي بالآتي:
1ــ سأخبرك بانطباع أحد ابناءكم وهو انطباع يشاركني فيه كثيرون من أترابي في العمر؛ حيث نرى آباءنا في كل واد يهيمون خارج نطاق تغطية همومنا ومعاناتنا وتطلعاتنا... فما هي الأسباب برأيك التي خلقت نوعاً من الانفصام ما بين النخبة الجنوبية وهموم شعبها ؟
2ــ هل الحراك الجنوبي ثورة شعبية تعبر عن الارادة العامة والوعي العام والضمير العام لغالبية ــ ولا أقول جميع ـــ شعب الجنوب؟؟ فإن كان كذلك: فهل منطق تعاطي النخب مع الثورة يختلف عن منطق تعاطيها مع الحركة المطلبية أو السياسية أو الحقوقية أو الفئوية..الخ وما أوجه الاختلاف في ذلك؟؟
3ــ أيهما برأيك الصواب ؛ أن تحتوي الثورة النخب أم أن النخب تحتوي الثورة ، بمعنى آخر: من المفروض أن يحتوي الآخر؟؟
4ــ كان حزبكم أول حزب سياسي يعلن انضمامه الى ثورة شباب التغيير في صنعاء، لماذا لم يكن حزبكم أو شخصكم أول المنضمين الى الحراك الجنوبي؟؟
5ـــ هل ترى ثمة شرعية ومشروعية لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994م سواء حينها أو حالياً؟؟
6ـــ هل ترى ثمة شرعية ومشروعية قائمة حالياً لمشروع الوحدة(الجمهورية اليمنية)؟؟
7ـــ ما هو تأصيلك لمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي؟؟
8- ختاماً عذراً على الإطالة ولكن تبقى أن أفشي لك سراً نحاول نحن أبناؤكم أن نخفيه عنكم ربما تأدباً أو انتظاراً لمناسبة معينة أو لمبررات تسقط عنا الحرج في قوله، ولكني سأفشيه لك ومفاده: بأنكم بصراحة وأسف صرتم تشكلون لنا يوماً بعد يوم مشكلة وعائق أمام بلوغ تطلعاتنا حتى البسيط منها؛ فما الخيار الأنسب لنا برأيك:
ـــ أن نقول لكم: بعدوا من طريقنا..
ـــ أم خذوا بأيدينا .. أم ماذا؟؟
فائق تقديري وعظيم أمتناني لشخصك الكريم
ابنك/ صلاح حسين


الإجابة الثالثة والعشرون: مرحباً بك يا بائع المسك..
1) أشكر لك صراحتك، ومثل صراحتك هي بحق مسك،.. وأتمنى منك أن تتفهم ما سأقول.. وما سأقوله ليس تبريراً وإنما هو شرح لظروف مراحل لم تعيشوها..
وبادئ ذي بدء ليس صحيحاً أننا في كل وادٍ نهيم إلا إذا كان قصدك عجزنا في أن نتحد كقيادات.. وساعتبر أن ذلك ما قصدت وهو أمر ليس محموداً – أي عدم توحدنا كجنوبيين – ولكن لا تنسى أنه في الستين عاماً التي مضت كانت كل مراحلها تتسم بالصراعات الدامية في معظمها وكانت قائمة على الصوت الواحد.. واللون الواحد.. والرأي الواحد.. وبالتالي غاب التنافس الذي يعزز الأنفع والأجدى دون إلغاء للآخر لتسود مفاهيم البقاء للأقوى مع إزالة الآخر وتصفيته أو تهميشه كحد أدنى.. ولا شك أن مراحل هذه صفاتها تترك قدراً من الريبة والشك لدى من كان حاكماً وعند من كان محكوماً.. الحاكم شكه مؤسس على أن المقابل له يريد (أن يتعشى به) فلا بد له (أن يتغدى به).. والمحكوم يرى فيه أنه إنما يريد أن يعود لتعيد سيرته الأولى؛ وقلة منّا لم يتحكم فيها هذا الشك وعدم القدرة على القبول بالآخر وأقول وبصدق ونحن الرابطيين من هذه القلة وتاريخنا القريب يؤكد ما أقول.. وتاريخنا البعيد هو الذي سمح لنا أن نكون كذلك لأننا طوال تاريخنا لم ندخل في صراع حاد مع أي طرف من الأطراف السياسية في الجنوب أو غيره مطلقاً بسبب اختلاف في الرأي أو التوجه أو غيره.
واليوم ولله الحمد بدأت الغالبية التخلص من هذا الأسلوب في التعامل.. وبدأت المسافات الفاصلة بين النخب الجنوبية شيئاً فشيئاً تصبح مساحات مشتركة.. وبدأت تسود ثقافة أن التباين لا يمنع التعاون.. بل ويعزز اللحمة الوطنية لأن في التنوع إن أدركنا كنهه وتفهمناه بعمق لوجدناه يصنع قوتنا لا ضعفنا.. ودليلي على ذلك، ذلك التعاون الجميل الذي تمثل في ذكرى التسامح والتصالح في ساحة العروض في عدن 13/1/2013م.. التعاون بين جميع الفرقاء مع تباينهم وتنوعهم.. وكذلك هذا الأمر تمثل في بلاغ القاهرة الذي أصدرناه مع الأخوين العطاس وباعوم.. وكذلك مذكرتنا في لقاء الرياض إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي أثبتت أن الجنوبيين يمكنهم الاتفاق والاتحاد حول رؤى مشتركة.. هذه الوحدة التي تمثلت في لقاء الرياض بدأت تباشيرها تصلنا من خلال مؤشرات تدل على قبول دول مجلس التعاون رعاية لقاء جنوبي/جنوبي المأمول منه أن ينبثق عنه قيادة جنوبية موحدة.. أو على الأقل هيئة تنسيقية قيادية عليا.. تدير أمرنا في المتفق، وتمنع صدامنا في المختلف فيه.
إذن هذه النخب ليست بعيدة عن هموم شعبها.
2) نعم، إنها كذلك ثورة شعبية تعبر عن الإرادة العامة والوعي العام والضمير العام للغالبية من شعب الجنوب.. وعلينا أن نستوعب أن التعاطي السياسي للتعبير عن هذه الإرادة يحكم الأداء فيه منطق العقل.. ومتطلبات تحقيق أقصى قدر من المصلحة للإرادة الشعبية.. وهنا قد لا يتفهم الجميع هذه القواعد التي يتحكم فيها دوائر ثلاث.. الدائرة المحلية "الوطنية".. فالدائرة الإقليمية.. ثم الدولية وهي الدائرة الأكبر.. فالتعامل مع الدائرة الإقليمية والدولية يستوجب عدم الارتطام بها لتحقيق المصلحة الوطنية.. ولا يعني هذا التسليم لها.. وفي هذه العجالة لا يمكنني الاسهاب في الشرح.. ومتى كان التعامل مع الناحية السياسية قائم على حسابات العقل المجرد والمصلحة الوطنية تمكننا من الاستجابة للحركة المطلبية والحقوقية وحتى الفئوية.. وهناك فروق في ما يجب أن يكون عليه تعامل النخب مع الثورة الشعبية والحركة المطلبية..
فالنخب يُفترض أن يكونوا جزءاً من الثورة الشعبية، فكراً ودعماً وحركة.. وأن يساهموا في ترشيد أداء الثورة للتبصير بالمزالق التي قد لا يتنبه لها البعض نتيجة لدرجة الحماس العالية التي ترافق الثورة.. كما ت تولى النخب القراءة السياسية لما يحيط بالثورة الشعبية محلياً وإقليمياً ودولياً.. وكيفية استفادة الثورة من المعطيات السياسية.. ويُفترض أن تندمج النخب مع مسيرة الثورة فهم من سيبصر بالدروس المستفادة من تجارب الثورات الأخرى في التاريخ.. بحيث تحقق الثورة أهدافها..
أما في الحركة المطلبية الحقوقية أو الفئوية، فإن كانت مطالب للشعب عموماً أو لمنطقة هم منها فالنخب جزء من أصحاب تلك المطالب وسيقودون الحركة أو يوجهونها لتحقيق المطالب الجمعية أما إن كانت مطالب لفئة فمن واجب النخب، حتى من خارج هذه الفئة، أن يناصروها في مطالبها العادلة ويروجوا لها ويزاولوا الضغط الممكن لإنصاف هذه الفئة..
تلك باختصار أهم الفروق..
إلا أن القاسم المشترك أن النخب تغادر أبراجها لتنصر الثورة الشعبية.. والحركات المطلبية وإلا تصبح "نُكَب".
3) لا معنى للإحتواء فالمفترض في النخب أن تدرك لم قامت الثورة وأن تنخرط فيها.. لأن الثورة إن لم تعمل معها تسحقك ومهما بدا أن النخب احتوت فهو مظهر خادع كالسراب فثورة الشعب لا يحتويها أحد.. وتقع مسؤولية النخب أن ترشّد مسار الثورة لا أن تحاول إعاقتها فالثورة الحقيقية كالسيل إن أغلقت مساره اكتسحك أو تحول مساره في اتجاه آخر يكتسح ما يعترضه.. وهذا هو دورها وعليها أن تدرك أن الثورة يجب أن تعزز قيادتها التي يجب أن تتولى هي زمامها.. وإن لم تدرك هذه النخب ذلك فهي الخاسر الأكبر، وإن كان ولا بد من احتواء فالأصل يحتوي الفرع، والأصل هنا هو الثورة.
4) نحن أول من بادر بالإعلان في عدن الإنضمام لثورة الشباب وأعلنّا أنا سنسير معها.. وكان هذا في تصريح لأمين عام حزبنا الأخ محسن محمد أبوبكر بن فريد، وعدم انضمامنا إلى الحراك له عدة اعتبارات أهمها أنها حركة شعبية لا تلتزم بأي قيود قانونية ليس لها تكوين تنظيمي مرخص له حسب القوانين المطبقة.. ونحن حزب تقيدنا مجموعة الأنظمة والقوانين السارية والتي على ضوئها سمح لن باستمرار نشاطنا لأننا أقدم حزب في الجزيرة العربية.. وأيضاً الحراك لم يتكون من أحزاب بل من أعضاء في أحزاب ومن غير الحزبيين وانخرط كثير من كوادرنا في الحراك دون قرار حزبي وبعض قياداتنا ومنهم من استقال من الحزب وبقيت علاقة الود والاحترام مثل العميد علي السعدي واحمد عمر بن فريد وكنا ندافع عن الحراك في صنعاء ذاتها.
5) القضية السياسية ليست كالقضايا الأخرى.. وإعلان عن دولة الجنوب في 21 مايو 1994م استمدت شرعيتها من حقائق واقع كان حينها.. فقد تقدم التكتل الوطني للمعارضة في ذلك الحين بمقترح قيام حكومة إنقاذ على مستوى الجمهورية اليمنية.. وطالبنا بوقف الحرب.. وافق الحزب الاشتراكي ورفض رأس النظام في ذلك الوقت علي عبدالله صالح، فلم يكن من خيار أمام ابناء الجنوب إلا رفض ذلك وإعلان عن قيام دولتهم مرة أخرى.. وتلك كانت شرعية ذلك الإعلان نابعة من عدم شرعية الحرب.
6) هذا السؤال لا يمكن الاجابة عليه دون تفنيد وتوضيح الأسس القانونية التي تجعل للجمهورية اليمنية شرعيتها وهذا امر يطول شرحه واختصره في الآتي:
(أ) الجمهورية اليمنية قامت على أساس الاتفاق الذي تم توقيعه بين طرفيه في إبريل90م.
(ب) دستور تم الاستفتاء عليه بعد الوحدة (أسمينها عقد بعد الدخلة).. ومعه ورقة أُلحقت به تقول أن الاستفتاء على الدستور هو أيضاً استفتاء على الوحدة (ملحوظة: الحزب الجنوبي الوحيد الذي رفض الاستفتاء هو حزب الرابطة).
(ج) انتهت الفترة الانتقالية بإقرار الدستور وإجراء الانتخابات عام 93م.
(د) اعترف العالم بأسره بالدولة الجديدة ولايزال حتى الآن يتعامل معها ولم يسحب اعترافه بها ولازالت عضواً في كل المحافل الدولية.
(هـ) تم إلغاء الشخصية الاعتبارية لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وكذلك دولة الجمهورية العربية اليمنية.. وذابتا في الجمهورية اليمنية.. وسواء قبلنا هذا أو رفضناه فهو المعتمد عليه في القانون الدولي.. ونحن نؤمن أن هذه المشروعية قد أصابها "العَوار"، كما يقولون في لغة القانون، بحرب 94م.. وفقدت مشروعيتها الشعبية بما عبر عنه شعب الجنوب في 30 نوفمبر2012م وفي مناسبة التسامح والتصالح يناير 2013م.. ولكن من الناحية العملية ما لم يتبلور هذا في صيغة اعتراف دولي وأقصد به اعتراف دول العالم، ستظل الجمهورية اليمنية هي المعترف بها دولياً.. هذا هو الواقع السياسي.
7) تأصيلي لمفهوم التسامح والتصالح يقوم على الآتي:
(أ) ما جاء في الآية الكريمة ((فمن عفا وأصلح فأجره على الله)).
(ب) المسلك الذي سلكه سيد الخلق سيدنا محمد بن عبدالله، عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم، وهو قدوتناعندما فتح مكة قال للمشركين: ما ظنكم أني فاعل بكم، فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.. وهم من نكلوا به وبأصحابه وأخرجوهم من ديارهم ونهبوا ممتلكاتهم بل عفا عن وحشي قاتل حمزة، وهند التي مثلت به ومضغت كبده.. وعندما عفا عن كعب بن زهير بعد أن أباح دمه وجاءه معتذراً، وعفا عن عكرمة بن أبي جهل عندما طلبت له زوجته العفو وكان هارباً فعاد، وغير ذلك من صور التسامح.
ومن هذين الركنين أتى معنى العدالة الانتقالية التي نؤمن بها التي تقوم على ما يلي:
1- اعتراف المذنب. 2- ثم اعتذار المذنب إلى من أساء إليه.
3- فتتم المسامحة. 4- فتأتي المصالحة.
5- فوحدة وطنية.. فبناء وطن.
وتتولى الدولة جبر الأضرار.. ودفع التعويضات إن وجد ما يلزمها.. وليس الهدف من هذا نبش الماضي.. والإساءة إلى أحد.. أو الانتقام من أحد.. ولكن المقصد جبر الأضرار وضمان عدم التكرار لهكذا صراعات.
8) أسئلتك كلها، فعلاً، مسك وختامها أنقى مسك..
وقبل أن أجيب على هذا السؤال، اسمح لي بتعليق "مسك" هدية مني لأبنائي الشباب.. وهو نقد محب لكم، حريص عليكم، يعتز بكم، ويرى فيكم مستقبل وطن.. وتعليقي الناقد لأني أرى فيكم أيضاً شبابي ولي ابنان وابنة في سنكم أو أكبر من أغلبكم، وأود أولاً أن أقول حقيقتين وتنبيه يجب أن ندركها نحن وتدركونها أنتم وهي:
الحقيقة الأولى: أن مستقبلنا خلفنا ومستقبلكم أمامكم.. فخذوا الأمور بجدية ولا تستهينوا بقدراتكم ودوركم في بناء مستقبلكم.
الحقيقة الثانية: أننا قد أضعنا نصف قرن في صراعات أضاعت مستقبل جيلين وتخلفت فيها بلادنا بعد أن كانت الأكثر تقدماً في الجزيرة العربية.
التنبيه لنا ولكم: أنه مادام المستقبل مستقبلكم فلا يضيع كسابقيه، فلا بد أن يتم بنائه وفق خياراتكم ومعاييركم أنتم فيما يتعلق بالتعامل مع العصر وآلياته وأدواته ومعطياته لا وفق معاييرنا نحن التي تعاملنا بها مع عصر وظروف مختلفة.. مع الأخذ في الاعتبار أن هناك قيم اجتماعية انسانية ودينية ثابتة لا تتغير بتغير العصور والأماكن.. مثل أركان الاسلام وأركان الايمان وأركان الاحسان وما يترتب عليها، وقيم الحق والعدل والصدق والامانة والسخاء والنجدة والتسامح والايثار...إلخ.. ورأس هذه القيم العفة بمعناها الواسع.
أما "المسك" الهدية: فإنني لاحظت أن إحدى القيم الهامة غائبة وهي التي قد يسبب غيابها ظلماً وأحقاداً وصراعات، وهذه القيمة هي مبدأ "التثبت".. فنحكم غيابياً لمجرد سماع إشاعة بل كلٌ يضيف إلى ما سمع.. أو لمجرد نشر خبر في موقع أو جريدة وندين ونجرّم ونخوّن ونسيء على بعضنا ونبني مواقف ونصنع أنقسامات وقد تتطور الأمور إلى مشادات كلامية تتطور إلى صراع بالأيدي ثم العصي ثم السلاح الأبيض وقد تصل إلى ما هو أسوأ اتساعاً وسلاحاً.. بينما لو أخذنا بقيمة "التثبّت".. وبدأنا نتحقق من صحة ما سمعنا أو قرأنا لربما تبيّن لنا الحق ووجدنا لا صحة لذلك أو ربما حتى أن ما سمعنا أو قرأنا كان قلباً للحقائق.. أو تحريفاً أو فهماً خاطئاً أو دساً...إلخ.. وأول وسائل "التثبت" هو العقل الذي وهبه الله لنا فيتحقق الإنسان في معنى ما سمع أو قرأ وفي إمكانية أن يكون ما قيل صحيحاً أم لا.. ثم يستفسر ويتأكد قبل التسرع في إصدار الأحكام التي قد تورث خراباً وظلماً وندماً.
والله سبحانه قد أمرنا بقوله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم.
وعن ابن عباس، مرفوعاً، "إذا تثبّت كدت تصيب وإذا استعجلت أخطأت أو كدت تخطئ".. وغيرها من التعاليم..
"ومسك آخر".. آفة التعميم للأحكام.. وهي أن نحكم على فئة بالسوء لأن أحداً منها أو بعضها أساء.. ونتحاشى أن نحدد فنلقي باللوم وربما أسوأ من ذلك على الجميع، وهذا نوع من الظلم والإجحاف لا يجوز.. ونخسر الجميع حياءً أو مداهنة للبعض..
ويجي تساؤلك يا بياع "المسك" الأصلي في إطار التعميم!!
فإن كنت لا تود أن تحدد فقل "البعض".. أما إن كنت تقصدني فوالله لن أستاء بل سأبحث عن عيوبي وأحاول أن أصلحها إن استطعت.. وسأقول جزى الله خيراً من أهدى لي عيوبي.
وفي كل الأحوال.. إن كنت تقصد الجميع فعلاً.. فسيروا في طريقكم وأهملوا الجميع.. وإن كنت تقصد البعض فأهملوا هذا البعض دون الحاجة إلى الإساءة لأحد، انسوا وجودهم وقلّصوا أثرهم بينكم وتأثيرهم عليكم.. ومن لازال فيه خير يأخذ بأيديكم وتأخذون بيده.
فهمي الضالعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس