[فادي عدن]

أخي العزيز الكوكني
لا أدري كيف أخترت لنفسك لقب أبو مافيش وأنت فيك الكثير لتقدمه بأسلوبك الساخر الذي يرسم بسمة على الشفاه وخلفها ألف غصّة مخفية خلف العبارات الساخرة ..
فيك الكثير من الألم والهم اللذان يحملهما كل مخلص لقضيته .. لهذا لقب أبو مافيش بعيد كل البعد عنك إلا إذا كان من متطلبات الكتابة الساخرة ...
إن الأدب الساخر فن عظيم وأنت تجيد مفرداته حتى لو أغضبتنا بعض عباراتك وأشعلت غيرة البعض الآخر بسبب الإشارة المباشرة أحياناً لأوجاع معروفة في الجسد الجنوبي .. لكن يبقى الأدب الساخر الذي سلكت سبيله وسيلة تفتح أعيننا على عيوبنا دون أن تحيد بنا عن العمل السليم لصالح قضيتنا وهو نوع كان ينقص السيرة الأدبية لحراكنا العظيم وجئت أنت لتحاول أن تسد جزء من هذا النقص ...
لا ألوم من تغضبه كتاباتك لأن الأدب الساخر منذ وُجد وهو يفعل هذا في الناس إذا لم يستسيغوا عباراته أو يستوعبوا الرسالة التي يحملها ...
لقد كنت أخد الذين غضبوا من عنوان أحد مقالاتك قبل تعديله وهو الذي تناول يافع ولكني عندما قرأت المقال كاملاً لم أتمالك نفسي من الضحك على سوء فهمي اولاً وثانياً للأسلوب الرائع الذي صيغ به المقال وقد رسمت لناصورة جميلة للتلاحم الذي يحدث في المعتقلات بين الجنوبيين او أثناء مشاركتهم في الفعاليات وقد شهدت العديد من هذه الصور في الفعاليات التي شاركت فيها وعلى سبيل المثال فعالية 13 يناير 2008م فقد داس عل بطني وظهري يومها بعض الشباب ودست على ظهور وبطون بعضهم ولكن الصورة كانت رائعة وخاصة التلاحم الذي شهدته بنفسي أثناء إسعاف الجرحى أو التصدي بالحجارة لقوات الإحتلال أو التضامن الفعال بجانب مستشفى النقيب ...

بارك الله فيك أخي العزيز على جهودك وأتمنى منك أن تتفهم غضب البعض ولا يخفى عليك سبب هذا الغضب .. إنها الحساسية التي تثيرها بعض عباراتك .. فيى البعض ما يغضبه في تفصيل صغير دون أن يرى الصورة التي تريد أن ترسمها بأكملها .. وهذا الغضب يعتبر ضريبة يجب أن تدفعها كما دفعها قبلك كل رواد هذا النوع من الأدب ...
كما أتمنى لو أنك تبتعد عن ذكر الأشخاص بأسمائهم ودعنا نجول بخيالنا لمحاولة معرفتهم لأن المباشرة والتحديد تفقد العمل الأدبي أهم ادواته وهي الرسالة التي يريد إيصالها .. فترانا نترك الرسالة ونمسك بتلابيبك نطالبك الحساب عل السهم ويعمينا الغضب عن رؤية الدائرة التي رسمتها وهي الأهم ...

مع خالص تحياتي