السؤال الذي يطرح نفسه وإذا تجاهلنا حجم الكوارث في بلد المومياء اليمنية المقالح السؤال لماذا تجاهل كل النماذج الأخرى وأهملها من تقييمه وتنبوءاته المستقبلية وذهب ليبشر بنموذج جنوب السودان والذي يعتبر رغم مافيه أنجح من وحلته اليمنية المزعومة
والمثقف الحقيقي عليه أن يقدم رؤية فيها حتى أقل درجة من درجات المنطقية والمنهجية فلا يتجاهل كل النماذج ويحصر نفسه في النموذج الذي يوافقه هواه أو أمنياته
لماذا تجاهل التشيك والسلوفاك
لماذا تجاهل جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابقة
لماذا تجاهل يوغسلافيا السابقة البوسنك والهرسك والصرب والكروات وحتى كوسوفو
لماذا تجاهل تيمور الشرقية
بل لماذا تجاهل حتى تجربة أرض الصومال والذي يعيش مستقرا ديمقراطيا لأكثر من 24 عام رغم كونه إلى جوار بلد من أكثر البلدان خطورة وصراعا (الصومال) ورغم أنه لم يدعمه أحد بل لم يعترف به
بل وحتى لماذا تجاهل أرتيريا والتي ما أن فكت إرتباطها بأثيوبيا حتى قارعت بلده اليمن وتمكنت من أن تمرغ بكرامة الجمهورية اليمنية بالتارب وتحتل حنيش
لمذا تجاهل أن كل تلك النماذج السابقة بما فيها الجانب الإيجابي من النموذج الجنوب سوداني، وكلها يكفيها أن نجحت في وقف الصراعات العبثية ووقف الإقتتال والدمار ووفرت فرص لكل شعوبها لتختط مستقبلها نجاحا أو حتى فشلا
الأمر يمكن أن يكون ببساطة كما قلنا سابقا وكما قالها المتنبي :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ"
. . . .. . . . . . . ." وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها"
. . . .. . . . . . . . " وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
ويبدو أن هذا أكبر عزمه وأكثر كرمه وأفضل طموحاته للجنوب
أو ربما تكون وفق مبدأ أنه لا تنتظر أن يأتيك عدوك بنموذج يبشرك فيه بالنجاح بل أنك ستجده دوما يخوفك من الفشل ومن الكواراث التي ستحل بك إن رفضت أن تكون مسلوب الإرادة وتابعا له ولمن ينتمي لهم