[علي المفلحي]

بسم الله الرحمن الرحيم


بيان صادر عن مجلس المقاومة الجنوبية العاصمة عدن حول
الاوضاع في الجنوب




عقدت الهيئة التنفيذية لمجلس المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن سلسلة من الاجتماعات في حالة انعقادها الدائم برئاسة القائد عبدالناصر البعوه ( ابو همام ) وذلك للوقوف أمام ما آلت اليه الاوضاع في الجنوب من تردي في كآفة المجالات .
ففي المجال الاقتصادي, استمر الوضع الاقتصادي في التدهور نتيجة لتوقف معظم صادرات البلاد من السلع الرئيسية ومنها الصادرات النفطية وكذلك تراجعت تحويلات المغتربين الى الداخل الامر الذي ساهم في تدهور قيمة الريال اليمني ووصله الى أرقام قياسية, حيث انخفضت القوة الشرائية للعملة المحلية الى حوالي 200% عن ما كانت عليه أثناء الحرب في صيف 2015م, وترتب على ذلك انخفاض القيمة الفعلية لرواتب الموظفين ومدخرات المواطنين من العملة المحلية بشكل كبير وبنسبة تصل تقريبا الى نسبة انخفاض قيمة العملة المحلية, كما أن هناك الاف الموظفين العسكريين والمدنيين والمتقاعدين الجنوبيين الذين ما زالوا بدون رواتب منذ أشهر عديدة, وهناك الاف الخريجين الجامعيين الباحثين عن فرص للعمل, اضافة الى تردي الخدمات العامة كما كانت عليه في السابق, هذا في الوقت الذي ما زالت في ((حكومة شرعية الفساد)) تمارس فسادها وظلمها وسوء ادارتها للبلاد حتى الان غير عابئة بالوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني من المواطنين.
وفي المجال الامني استمرت الاغتيالات السياسية والاختلالات الامنية المختلفة في التصاعد في الوقت الذي كان يمكن ان يكون فيه الوضع الامني أفضل مما هو عليه الان لو أن الجهاز الامني والعسكري في البلاد كان قد بني على أساس مؤسسي ووطني صحيح, وهو ما طالبنا فيه منذ الايام الاولى ما بعد التحرير وما زلنا نطالب به حتى الان.
أما المجال السياسي فما زال يشكل أحد أهم المعوقات والتحديات التي تقف أمام تطلعات أبناء شعبنا الجنوبي في الانتقال من الوضع السياسي الحالي الذي تهيمن فيه عددا من الاحزاب السياسية التي قد أثبت التاريخ فشلها في إدارة البلاد في المراحل السابقة وأوصلت الجنوب الى الدمار والحروب المستمرة, الى وضع سياسي جديد يتسم بالشفافية والعقلانية وتقبل الاخر وجعل مصلحة الوطن فوق كل المصالح الأخرى . ونتيجة لتدهور الاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية في البلاد, وبحكم عدم ممارسة القضاء لمهامه زادت المنازعات والخصومات بين المواطنين, وكذلك أصيب الجانب الثقافي بالشلل .
وفي ظل هذه الاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية والثقافية المتردية كان لازماً على كل القوى الوطنية الجنوبية أن تتداعى وتلتقي لتتدارس الأمور وتبحث عن مخارج من هذا الوضع المتأزم قب أن يستفحل ويصبح كارثي على البلاد والعباد معاً, ومن هذا المنطلق لبأ مجلس المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن دعوة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة برئيسها الأخ/ عيدروس الزبيدي لحضور اللقاء الموسع الذي شمل قيادات المجلس الانتقالي وفي المقاومة وكذلك قيادات عسكرية وامنية والذي انعقد يوم الاحد الموافق 21/1/2018م في العاصمة عدن وتمحض عنه بياناً هامة لم نشترك في صياغته كما لم يتاح لنا فرصة لمناقشته في قاعة الاجتماع .
ولأهمية ما جاء في هذا البيان, وحفاظا على وحدة الصف الجنوبي المطالب باستعادة دولة الجنوب الحرة المستقلة ذات السيادة, فإن مجلس المقاومة الجنوبي في العاصمة عدن يعلن عن تأييده لذلك البيان وما جاء فيه وعن وقوفه الى جانب كل القوى الوطنية الجنوبية المؤيدة لذلك البيان وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحمل تفويضاً شعبياً للقيام بذلك, مع مراعاة ما يلي :-
1. السعي لتغيير حكومة الشرعية الفاسدة بالطرق السلمية والمطالبة بحكومة تكنوقراط تشكل من الكفاءات الوطنية النظيفة التي لم تعرف الفساد بعد, وبعيداً عن العنف الذي قد يؤدي الى إراقة الدماء بين أبناء الشعب الجنوبي الواحد.
2. استبدال العناصر الفاسدة المتواجدة في السلطة المحلية في المحافظات, الذي مازال معظمهم يعمل وفق قرارات التعيين التي صدرت في زمن عفاش, بعناصر نظيفة وكفؤه من أبناء المحافظات أنفسهم, وهذا المطلب براينا له أولوية وأهمية كبيرة عند الموطنين.
3. المحافظة على التنوع السياسي والاجتماعي الذي يتميز به المجتمع الجنوبي والابتعاد عن الاحادية والتمثيل الشمولي الذي عانا منه شعبنا الكثير منذ الاستقلال الاول وحتى الان .
4. عدم حاجة المجلس الانتقالي الجنوبية أن يكون الحامل السياسي للمقاومة الجنوبية, كونه يحمل تفويضاُ شعبياً وعلى اعتبار ان المقاومة الجنوبية لديها من يحمل مشروعها السياسي من أبنائها الذين عرفتهم ساحات النضال أثناء معركة التحرير واستعادة الكرامة.
5. المطالبة بتوحيد الاجهزة الامنية والعسكرية واعادة بنائها وفق نظام مؤسسي ووطني صحيح, بعيداً عن المحاصصة المناطقية والقبلية والحزبية الضيقة.
6. إحاطة مجلس الامن الدولي وقيادة دول التحالف العربي بالعبث الذي تمارسه حكومة الشرعية في أرض الجنوب, والمتمثل في تغذية النعرات المناطقية والقبيلة والقروية الضيقة بين أبناء الشعب الجنوبي الواحد, وذلك من خلال بث روح الكراهية والبغضاء بينهم واشعال نار الفتن والحروب, اضافة الى تبديد الاموال العامة واستفحال الفساد, وتعطيل عمل القضاء والنيابة العامة, وذلك بهدف استمرار حكمها للجنوب وإبقاءه تحت سلطتها .
7. عدم قبول أي تواجد لقوات عسكرية أو امنية شمالية على أرض الجنوب تحت أي مبرراً كان, وانه من غير المنطقي والمعقول أن يتم إخلاء معسكراتنا في العاصمة عدن أو في عواصم المحافظات الجنوبية من أبناء الجنوب المقاومين الشباب حديثي التجربة في استخدام السلاح على خلفية ارسالهم للقتال في المناطق الشمالية لتحل محلهم قوات شمالية مدربة ومؤهلة هاربة من ساحات القتال في أرضها .
8. مطالبة مجلس الامن الدولي وقيادة دول التحالف العربي على تحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية والاخلاقية في حماية شعب الجنوب والاشراف المباشر على تسيير شؤون الدولة في أرضه حتى يستعيد سيادته الكاملة على ارضه ويعلن دولته الجنوبية الفدرالية المستقلة وفق حدوده المعترف بها دوليا قبل 22/ مايو /1990م .
وفي هذا الاطار يدعوا مجلس المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي الى الاستجابة لمطالب الشعب لما من شأنه رفع المعاناة عنه, كما يدعو كل أبناء شعبنا الجنوبي الأبي الى التلاحم والتآزر والتآخي ونبذ كل الخلافات والترُهات السياسية التي قد تفرق بين أبناء الشعب الواحد, وقد تجر الجميع الى حروب ودمار, الشعب في غنا عنها, وتصب في مصلحة الاعداء, وجعل مبدأ التصالح والتسامح المظلة الذي يستظل بها الجميع, ويدعو الجميع وفي مقدمتهم أبطال المقاومة الجنوبية الى توحيد الكلمة والجهود صوب تحقيق الهدف الأسمى لشعب الجنوب المتمثل باستعادة السيادة وبناء الدولة الجنوبية الفدرالية المستقلة على حدوده المعترف بها دوليا قب 22/ مايو /1990م .
الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى
وإنها لثورة حتى النصر



مجلس المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن
الخميس الموافق 25/يناير/2018م