[شروق الحضرمي]

نعم لقد أخرجوه من الشركة ,وأتوا ببديل شمالي !..من هنا كانت البداية ..رحت أتساءل لما ؟!..تجيبني صديقة عمري ..يووه ياشروق ..هذا نموذج من نماذج ..كم مرة كررت على مسماعك ياشروق أن الشماليين مسيطرون على كل شئ ..بدهشة واستنكار قلت ..لكن يصل الأمر لدرجة إخراج ابن المنطقة ..من الشركة النفطية "الشركة النفطية في منطقة نفطية شهيرة بالوادي " ..والبديل من أقصى الشمال !..قالت احكي لك مجلدات مستعدة ..قلت بل أنا من سيكتب المجلدات ..!
بالفعل فالنكبة التي تعرض لها هذا الشعب تُسطر في مجلدات ..تجولت بفكري بين اليوم والأمس ..عليّ ألملم جراح شعب بتخليد مأسآتهم بقلمي ..علّ الاجيال القادمة ترى بين كلماتي من أنصف القضية في أحد الأيام ..
أن يصل الأستبداد لهدم رأس الهرم ..نعم فالمؤسسة العسكرية هي رأس ورمز الشرف .."الوقاحة " نفسها استنكرت للمحتل تبجحه !!..أولم يكفكم تدنيس الأرض الطاهرة ..اياديكم النجسة بخبث النية المخبأة سابقا ظهرت الان ..تسريح جيش بأكمله !!..لم تفعلها من استعمرت بلدنا ذات يوم !
حرب الوحدة أضاعت حلمنا ..منذ صغره وهو يحتفظ بلباسه العسكري ..وحين قرب تحقيق الحلم ..أغتالته هذة الحرب اللعينة ..صادف تقديمه للكلية العسكرية بعد أن وضعت الحرب أوزارها ..فصار حلمه كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء ..مُنع من الغرباء من دخول الكلية ! ليصبح هو الغريب ..أين ؟! بوطنه ..لكن لازالت البدلة العسكرية تُزين منزله إلى اليوم ..علّ ابنه يرتديها يوما على أطراف الحدود ..!! دفاعا عن الشرف ..
حتى هم لم أنسهم ..كيف !!..من يعوضهم ماضي مضى ككهف منزوي ..بعد أن كانوا نورا يضئ الفلك العسكري للعالم العربي برمته ..نعم هم قادة جيشنا المقصون ..لكنهم على عرش قلوبنا يتربعون ..ولازلنا ننتظر الا شراق ينبثق من الكهف العتيد ..
عاد وهو يلملم روحه ..قبل لملمة أوراقه ..فلقد حظي بالابتعاث من يحتاج إلى بعث ضميره ..حظي بها البلداء أبناء الذوات الشماليين !! أو حتى شمالي نال نفس الدرجات التي نالها الجنوبي !!..فالشمالي أولى بنظر المحتلين ..الكارثة لاتقف عند هذا الحجم !!..
فكم تتأذى عيناي من التدهور اللغوي والأملائي لجيل شباب نكبة 22 مايو ..بعد أن كانت الأسماع ترقص بهجة وطربا وتفاخرا بأقوى نظام تعليم بالعالم العربي ,أصابها الأذن صمم , بعد أن وصل الحال ليس فقط تغيير مواقع الأعراب ..بل إلى تغيير مواقع الأحرف أيضاً...
اختلجت العبرات بين أضلعه ..طلب من الذاكرة أن تعيد له طيفاً جميلاً مضى لم يكن يحمل فيها هم الدواء ..بل استوقف في شريط الطيف الجميل مقطعاً..حين كان يجد الدواء وصارفه ومحدد علته..موجودين !!..تنهد عاليا..شق جدار فضاء الأحزان داخله ..وهو ينظر إلى رجله التي أُصيبت بأحد مظاهرات الشرف والكرامه ..ولازال ينتظر الفرج ,لكي يعالجها خارج الوطن بعد أن بكى الوطن بنفسه رثاءً لحاله !!..
كم طلبت مقلتاي الرأفة من تهاطلها كالمطر ..لكن الدمع أجاب من ذا الذي أصابك ياعدن بالعين ؟! ألم تكوني قرة العين !!..فالدمع يخفف مأسآة قلب يسحقه القهر على مامضى من سنين ..سنين الحضارة في زمن كانت دول الجوار سيدها نقع غباره !!..
لكل منّا قلبان ..قلب في البدن ..وقلب في عدن ..!!
تجولت في فكرهم وعقولهم ..رآعه قلبي الصغير انتحار الكلمات على شفاههم !!..في امالهم وأحلامهم ونومهم وصحوهم ..الوطن الذي كبروا نكبته !!..هو أفيونهم ,لذلك طلبت من قلمي ..أن يكون جسوراً..لما ألقنه من هول البوح !!...سأسخره لترجمة معاناتهم ..وصغت من اسمي عبارات ..علنا في يوم نقف الأطلال بعد دفن الاسى في مقبرة الماضي ..أحاطه المحتلون بالسواد !..من انسانة عشقت وطناً لم تره يوما ..ولم تنساه رغم ركام المسخ الذي صبته الغربة في حياتها !!..أقول ..هل رأيتم الظلام يصير في دواخلنا شروق !!..وأن يحلم الوطن بيوم من ماضي شروق ..هل يعود العنفوان ..ذات يوم لجنوبنا المنكسر !!...