عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-01-01, 01:31 PM   #6
أبو غريب الصبيحي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-24
الدولة: العاصمة "عـــــدن"
المشاركات: 4,389
Post


لعبة الكراسي الموسيقية في الكيان الصهيوني ولعبة الحرب المجنونة؟


بقلم :زيد ابوزيد

وجوه جديدة،وأخرى قديمة وصل إلى رأس الهرم في الأحزاب الصهيونية استعدادا للانتخابات المبكرة التي ستجري في الكيان الصهيوني في شباط 2009، وفي خضم ذلك ومع انتهاء التهدئة الهزيلة بين نظام الفصل العنصري في الكيان الصهيوني وحركة حماس، شهد قطاع غزة المحاصر قصفاً محموماً ،وتنافسا من قبل الأحزاب السياسية الصهيونية على ضربه والتهديد باجتياحه ،ليمثل ذلك كشفاً واضحاً للوجه البشع والروح الصهيونية العنصرية الاقصائية التي تجمع معظم الصهاينة ،وإذا كان السفاح أيهود باراك على رأس حزب العمل والمجرم بنيامين نتنياهو على رأس حزب الليكود أسماء قد سبق لها تشكيل الحكومات في الكيان الصهيوني وثبت للعرب البسطاء مدى وحشيتهم ، فان وزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني الرئيس الجديد لحزب كاديما هي الوجه الجديد الصاعد في الكيان الصهيوني،وقد زعم البعض أنها قد تكون بداية لمرحلة جديدة ،ومحطة لمراجعة سياسة هذا الكيان اتجاه القضية الفلسطينية،فقد أعتبر صائب عريقات المفاوض الفلسطيني فوزها فرصة حقيقية للسلام؟على حد قوله ؟،لأنها كانت منغمسة في عملية السلام المتعثرة،إذ أنها على حد زعمه ستتابع مساعي السلام ، ،وأعرب عن أمله في إقامة تعاون وثيق بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، فكان ردها الذي أطلقته من عاصمة المعز لدين الله على هذا الزعم حمم ونار على رأس الآمنين في قطاع غزة .

إن السبب الرئيس لعدم الوصول لأي حل للقضية الفلسطينية هو في تصاعد نفوذ القوى اليمينية المتعصبة في إسرائيل ووصولها إلى السلطة، ويشكل الاختيار الجديد لوزيرة الخارجية الإسرائيلية لرئاسة حزب كاد يما لخلافة رئيس الوزراء الإسرائيلي المتهم بقضايا فساد متعددة أيهود أولمرت زعيم الحزب الحاكم خطوة أخرى نحو التطرف واليمين في حزب كاديما وفي المجتمع الصهيوني الذي تدل الاستطلاعات التي تجرى لقياس الرأي العام داخل المجتمع الصهيوني أن الأحزاب اليمينية ستحقق أغلبية مقاعد الكنيست في الانتخابات القادمة،وبالتالي ستشكل حكومة جديدة يكون إنعاش الاقتصاد الصهيوني ومواجهة المقاومة الفلسطينية وتحقيق السلام والاستقرار للكيان الصهيوني، وإيجاد تسوية مناسبة للكيان الصهيوني في الصراع العربي-الصهيوني أهم أولوياتها ،إلى جانب ملف إيران النووي.

ولكن المراقب للسياسات الصهيونية سيكتشف بسهولة بالغة إن البرنامج الصهيوني قائم على ترسيخ الاحتلال والقمع وتوسيع الاستيطان في مواجهة المطلب الفلسطيني الأساسي والعادل وهو إلغاء الاحتلال،وهذا لن يترك أي مجال لتسيبي ليفني أو لغيرها بإيجاد أي حل للقضية الفلسطينية إذا صدقت مزاعم عريقات وغيره المتفائلة بهذا الوجه التي تقول بعض الروايات أنها شاركت في عمليات اغتيال إثناء عملها بجهاز الموساد الصهيوني؟

كما وأن التجارب أيضاً أثبت أن المستجير بالكيان الصهيوني ورموزه "كالمستجير من الرمضاء بالنار ،وهو مثل عربي قديم يقال للشخص الهارب من الشيء ليعلق في شي أسوء منه،فأي عاقل قد يهرب من الرمضاء إلى النار؟؟!!!

وإذا كان الصهاينة لا يرغبون في دفع ثمن التهدئة, من حيثُ كسرُ الحصار, و فتح المعابر, و إدخال السلع و المواد الأولية بصورة طبيعية لقطاع غزة المحاصر, فهل سيرغبون في تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني بالعودة والتعويض وإعلان استقلال الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين، وعاصمتها القدس،أو في دولة موحدة ثنائية القومية يتعايش فيها الجميع بسلام ووئام؟

إن الحرب الوحشية ضد الشعب الفلسطيني و مسلسل العنف والتدمير والقتل والاعتقال لن يجعل من الشعب الفلسطيني أداة طيعة للتسليم بحلول لا تحقق الحد الأدنى من الطموح المشروع،فقد اتضح للجميع عبر سنين من التفاوض العبثي أن الحكومات الصهيونية المتعاقبة لا تريد السلام، وليس لديها أي برنامج لتحقيق سلام في المنطقة، وقد هدفت من حروبها إلى إنشاء وقائع جديدة على الأرض لفرض مفهومها عن السلام ، من خلال مجموعة من الشروط التعجيزية الرامية إلى إخضاع الشعب الفلسطيني وإرغامه على القبول بالاحتلال ، والحل النهائي في رأيها هو إعطاء الفلسطينيين كياناً هزيلاً ورفض مطلق لعودة اللاجئين .

كما وإن الموقف الأمريكي حيال ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة أتسم بقراءة وحيدة الجانب للأوضاع تجلت بانحياز كامل إلى المواقف الصهيونية، وإضفاء المشروعية عليها ، ووصم المقاومة الفلسطينية المشروعة بالإرهاب ، وتجاهل الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية خلافاً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي وافقت عليها الولايات المتحدة ،

وقد أكدت وقائع ما جرى ويجري في فلسطين المحتلة أن التعايش مستحيل مع الاحتلال، وأن الطريق الوحيد للسلام في المنطقة هو تصفية الاحتلال وإلغاء المستوطنات والاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ، بما فيها حقه في العودة وإقامة الدولة الوطنية المستقلة ، وعاصمتها القدس .



وأخيراً وليس آخراً فان كل فعل مقاوم ،فعل مهم سواء أكان شانه صغيراً أو كبيراً في إطار العمل الجماهيري المنظم يمثل شكلا من أشكال المقاومة للاحتلال ،وتراكمات هذه الأفعال هي التي تؤدي إلى التحرير وطرد الاحتلال ،لأنه وحتى يقام السلام على الحق فلا بد وان يكون من خلال مسيرة نضالية وكفاحية جماهيرية واسعة ، أي من خلال المقاومة الحقيقية في كافة الميادين، فمهما طال الزمن، ومهما تعددت المحاولات، وطال الزمن، سيظل الناس يقاومون الظلم بكل سبيل متاح، إلا أن تختلط المعاني فيرى الناس الظلم عدلا، والعدوان حقا، والاحتلال تحريراً، وهدم القيم حضارة وتقدما، ودفع الظلم إرهابا وتخلفا،فالسلام الذي لا يقام على الحق والعدل لا يثبت، وقيمة الحق أكبر من قيمة السلام المجرد.

نقلاً عن قورينا
أبو غريب الصبيحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس