[جنوبي شامخ]

إذا كنتم شافعيين وتتبعون مذهب الامام الشافعي فأنه لم يدعو قط ولا أي من يتبع مذهبه الى زيارة وشد الرحال والتبرك بالقبور أو من هم في القبور! أو الاحتفال هناك وإنشاد الأناشيد والمواليد داخل المساجد .
هذه بدعة من البدع الكبيرة عليكم بالقوف جميعا الى القضاء عليها إذا كنتم تستطيعون وإلاّ فالرجاء عدم
التشجيع على البدع والتبرك وطلب الشفاعة لمن هم في القبور ...
إن عقيدة المسلمين بالله سبحانه وتعالى أنه واحد في ذاته لا مثيل ولا شبيه له ، وأنه هو المؤثر والفاعل الحقيقي وأنه المعبود الوحيد ولا معبود سواه . وأنه هو الضار والنافع والمعطي والمانع والرزاق ذو القوة المتين وأنه هو المدبر لكل شؤون الكون وحده . وإن من يعتقد أن شخصاً أو شيئاً يضره أو ينفعه بشكل مستقل غير الله فهذا من الشرك بل من الشرك الأكبر .
ولذلك فالمؤمن يعتقد أن الله لم يعطي تفويضاً لأحد قي تدبير الكون ولا يساعده أحد أو يستقل أحد بقدرة عنه سبحانه .. بل إن كل ما يحدث في الكون من حركة وسكون هي من تدبيره وإمداده وإكرامه وإعطائه .
إذاً الله سبحانه هو الفعّال المطلق في كل شئ ولكل شيء.

وإنك عندما تدعو وتستغيث بغير الله يعتبر ذلك عباده له وشرك مع الله لأن النبي صلى الله عليه
وسلم يقول : ( الدعاء هو العبادة )
ولذلك فإن الله عز وجل يقول :
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) .
وقال الله تعالى (فلا تدعو مع الله أحداً ) .
وقال تعالى
: ( ويعبدون من دون الله وما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولافي الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ) . يونس 88
وقال تعالى :
( والذين اتخذوا من دونه أولياء وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ماهم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) . الزمر 3
يأمر الله عز وجل في القرآن بالاستعانة بالله وحده فيقول تعالى :
( وإياك نستعين ) سورة الفاتحة.
حدد الله عز وجل في القرآن أن الشفاعة حقاً مختصاً بالله وحده إذا يقول :
( قل لله الشفاعة جميعاً ) الزمر 44
يعتبر القران أن الاطلاع على الغيب والعلم به منحصر بالله عز وجل حيث يقول :
( قل لا يعلم من في السموات ومن في الأرض الغيب إلا الله ) النمل 56
والله عز وجل فيقول :
( وإذا مرضت فهو يشفين ) الشعراء 80
وقال عز من قال :
( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) النمل 4
وفي موضع آخر ينسبها للشيطان فيقول :
( وإذا زين لهم الشيطان أعمالهم .. ) الأنفال 48
وقال تعالى :
( ومن يدبر الأمر سيقولون الله ... ) يونس 31
وقال الله تعالى ( وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) وقال
أيضاً ( والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء) الرعد 14
وقال : ( والذين تدعون من دونه ما لا يستطيعون نصركم ) الأعراف 198
وقال : ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ) فاطر 3
وقال : ( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ) يونس 106

ولذلك فالإنسان عندما يستغيث برجل صالح حياً كان أو ميتاً فهويعتقد أن هذا الرجل الصالح يملك سلطة مستقلة أو أنه هو الإله الخالق المؤثر المستقل.وإن من يستغيث من الأنبياء والصالحين وهم أموات غير أحياء فهم غير قادرين على كشف الضر عنك ولذلك يقول الله عز وجل : ( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ) .
وهكذا فانه يحرم الاستغاثة بالأنبياء والصالحين .. ليس ذاك فحسب بل ويعتبرونه شركاً أكبريخرج المستغيث من الإسلام .
أليس اعتقادكم هذا يشابه اعتقاد المشركين الذين قالوا :
( وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى .. )
وخاصة أن هؤلاء المشركين جاء وصفهم في القرآن أنهم يؤمنون بالله عز وجل ولكن عبادتهم للأصنام تقرباً إلى الله ولذلك قال تعالى :
( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله .. )

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( وإذا سألت فاسأل الله ).
الله عز وجل يبين للإنسان أن الله هو الفعال المطلق وهو الفعال لما يريد وليس له شريك في فعله وغير محتاج إلى من يساعده أو يعينه وكل ما نراه من تأثير يظهر من المخلوق ليس إلا من إمداد الله وحده فهو الفعال المطلق والحقيقي وإن الإنسان عندما يطلب من الأسباب حاجته فعليه أن يدرك أن المعطي من خلف وأمام هذه الأسباب هو الله عز وجل .