بدو ان العيد هذه المرة يأبى ان يرحل بسلام ، هكذا يظهر حينما تزامن مع مغادرته رحيل قامة فنية سامقة، ظلت تنثر ابداعها طوال خمسة عقود، حتى شاءت ارادة الله ان يوقف الموت هذا العطاء للابد، برحيل صاحبه كرامة مرسال، الفنان الذي تغزل في الوطن (اليمن) وحب الانسان، الذي غيبه الموت بعد ٦٨عام قضاها ينثر الابداع عبر بحات حبال صوته الشجي، ليقدم كنزا و ارثا فنيا اصيلا ظلت وستظل الاجيال تتغنى به وتردده طويلا .
توفي كرامة مرسال رحمه الله وشيعت جنازته يوم الاحد في مدينة المكلا وسط مشاركة عدد من المسؤولين اليمنيين وجموع غفيرة شهدت على مكانته في القلوب بفضل قربه منهم وتلمسه لهمومهم ومعاناتهم .
الصورة من المكلا اليوم
رحل "متيم" الحب بعد ان فاضت مشاعره من حكايات الحب المخفية ليقولها علانية، بلهجة حضرمية آسره، "المحبة ولاشي، في المحبة لوم" ليضئ بها جوانب أنفس سئمت هموم الحياة، وليسوقه حبه العذري نحو الارض ليتغنى في الوطن "بحبي لها" وليشعل الحنين في المغتربين من ابناء اليمن السعيد الذين تسرح بهم خيالاتهم واشواقهم عبر أثير ابوصبري ، الذي كان كثيرا ما يمثل خلجات الروح من خلال روائع فنه التي ينشرها عبر مساحات حنجرته التي باتت ملاذا للأسماع من صخب الحياة وفنها الهابط .
ولد كرامة بن سعيد مرسال في محافظة حضرموت عام ١٩٤٦م وبدأ الغناء في سن السابعة عشر اثناء المناسبات الاجتماعية المختلفة عام ٦٣م حيث ابرزت هذه الحفلات قدراته وموهبته وساهمت في قبوله لدى المتلقي في المكلا وجميع حضرموت حتى عام ١٩٦٩م حيث سجل اولى اسطواناته ليذيع صيته وتتجاوز شهرته اليمن التي بات سفير اغنيتها في العديد من الدول لاسيما دول الخليج العربية .
ا