عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-03-02, 10:20 PM   #3
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي

((موضوع منقول))

لكِ الرحمنُ يا يَمنُ فقد عصفتْ بكِ المحنُ
وشبَّ الشرُّ مزهوًّا ومدَّتْ ظلَّها الفتنُ
وصار الغدر مُنتشياً ويصرخ تحتهُ الوطنُ
وترفل في جوانبهِ خُطى الإضرار والوهنُ
وولَّى الأمنُ مذهولاً فلا يُلفى له سكنُ

أعرف جيداً، أنني لست الأولى في التحدث عن هذا الموضوع، ولكن قد رزقني الله اللسان لأتحدث به و أعبر عن أفكاري ومعتقداتي ، ورزقني العقل، لأفكر قبل أن ينطلق لساني، لهذا فإنني أستخدم عقلي ليمد لساني بالكلام الذي سأكتبه في هذا الموضوع الحيوي، الذي لطالما أردت أن أجد الفرصة للتحدث فيه..
أيهما أفضل:تسييس الدين أو تديين السياسة؟
الأجدر أن نديّن السياسة و نخلقها بأخلاق الدين
جميعنا يعرف أن اليمن فشل في إنجاز مشروع عدالة انتقالية وفي تطوير نظام للحكم شامل للجميع يقوم على ميثاق سياسي يقوم على المواطنين الأفراد أكثر منه على الهويات الطائفية.
حتى الآن لم تنتهي الحروب والنزاعات الداخلية والخارجية في اليمن واستمرار سيطرة الحوثي على اليمن رغم ضعف الحاضنة الشعبيه ماهو إلا لشعور الزيدي العام بالتراجع المذهبي أمام التوسع السني،فالحرب طائفية أكثر من كونها سياسيه لتحايل الحوثي عليهم بوصفهم أنهم ينتمون إلى الطائفة الزيدية وهم في الحقيقة زيدية متطرفون متأثرين بأفكار وعقائد الأثنى عشرية ويتضح ذلك في تطور العلاقات الحوثية الإيرانية على مستوى العقائد، التي باتت تظهر في سلوك جماعة الحوثي كالتغطية الإعلامية الحوثية للحسينيات والمسرحيات الحسينية والكربلائيات الاثنى عشرية والدعاية لها، وهذا يسهم في دفع أتباع الجماعة نحو اعتناق العقائد الإمامية الاثنى عشرية،كذلك تقديم الرموز الدينية الاثنى عشرية كقدوات ملهمة، فإعلامهم كثيرًا ما يُقدم الخميني وحسن نصر لله وغيرهم كنماذج وقدوات هداية!
بالأضافة لأعتبارهم أن قوى التحالف هي قوى عدوان على اليمن وماقاموا به من قصف في البلاد عززت من قوة الحوثي وتمكنه من البلاد حيث استغل تعاطف الشعب اليمني بجميع الطرق وبشتى الوسائل حتى يعزز من بقائه ومن سيطرته على اليمن و نهب امواله وخيراته واستخدم الشعب لضرب خصومه..!
فهذه العلاقات الداخلية التي تشكلت مع الحوثي تضم أطرافا مختلفة وأحيانًا متناقضة! جمعتها الحاجة والمصلحة والأهداف المادية والسياسية، وهي بالأخير علاقات مهددة وتحمل في بُنيتها أسباب الانهيار والسقوط، فالعلاقات التي ساعدت في رفع جماعة الحوثي قد تُسهم أيضاً في إسقاطه!
جماعة الحوثي ليسوا محسوبين على الزيديه مثلهم مثل الدواعش وتنظيم القاعدة ليسوا محسوبين على أهل السنه والجماعه فكلاهما تنظيمات إرهابية متطرفه تتغذى على موروث من المفاهيم المغلوطه وإذا لم تتوحد جهود الجميع في مواجهتهم وأمثالهم من المتطرفين الجهلة، سنصحو ونمسي كل يوم على جريمة جديدة ومروعة من جرائمهم، فتغلغلهم في المجتمعات العربية والإسلامية يهدد هويتها وتاريخها.
فنجاتكم بمعرفة عدوكم الحقيقي في الداخل قبل الخارج فلن تتوقف قوى التحالف الا بأسقاط عبدالملك الحوثي فليس من المعقول أن تضحوا بشعب بأكمله من أجل شخص غدر مرة لرئيس وهذه المرة لشعب ..
اليمن خليط من الأديان والمذاهب الأسلامية وللجميع حق العيش بكرامه وأمان فلم نعهد من الزيدية إلا كل خير فنحن نصلي في جوامعهم ونتزوج منهم ونكن لهم كل حب وتقدير واحترام...
ومايفعله عبد الملك الحوثي وجماعته في اليمن الزيدية منه براء فهو عميل لإيران وقد انكشف الغطاء...
لذلك يا أخوتي( التطرف) محاربته غير ممكنة بوسائل عسكرية وأمنية فقط، لأن استئصاله يتطلب تنقية المجتمعات من شوائب الغلو الديني والطائفي، بتعديل المناهج الدينية كي تعكس المفاهيم الصحيحة للعقيدة. من هنا نلاحظ الأهتمام البالغ لجماعة الحوثي بوزارتي التربية والتعليم والإعلام من أجل تحويث المجتمع!!
ولا نغفل أن باب كل شر هي الفتاوى الدينية التحريفية التي ينبغي أن تقف نهائياً ففوضى الثقافة الدينية، بسبب الاجتهادات الخاطئة لبعض رجال الدين وإخراج النص الديني عن إطاره الأصلي وتسييس الدين والتحيز للهوية الطائفية هي التي أنشأت مثل تلك الجماعات في المجتمعات العربية والإسلامية،فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وتدني مستوى التعليم، وضعف البنية المؤسسية للدولة والانفلات الأمني، كلها أسباب تستغلها الجماعات الإرهابية المتطرفة، مثل تنظيمي (داعش) و(القاعدة) و(الحوثي) لإغراء الشباب بحلول وهمية ترسخ فكر الغلوَّ لديهم، ورفض الآخر، الذي قد يختلف معه في الرأي أو العقيدة، وممارسة عنف دموي ضده.
لذا ينبغي علينا التشجيع على التقارب بين الطوائف والمذاهب، فجميعنا مسلمين ينبغي أن نحترم بعضنا وان نرحم بعضنا.فقد قال رسول الله محمدﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فمن المعروف عبرالتاريخ الإسلامي، أن المسلمين لم يتعرضوا للآثار في البلدان التي دخلوها، بل حافظوا عليها، وإلا لما بقيت قائمة وموجودة إلى يومنا كما هي، واحترموا أماكن العبادة لأصحاب الديانات الأخرى ومقدساتهم، فكيف بمساجد المسلمين من باب أولى التي تقصف وتدمر ويقام بها عمليات انتحارية!! ويقتل فيها المسلمين مصلين كانوا أو يحضروا درروس دينية أو خطب أو تحفيظ للقرآن،فمايفعله مثل هؤولاء المتطرفين منافي تماماً لمى جاء به الأسلام فهم بذلك يشوهوا صورة الأسلام في أعين الغرب و البلدان الأخرى ويفرح اعداءنا الحقيقيين ويشمتوا بنا
ويجعلهم ينظروا إلينا نظرة دونية و بأننا أرهابيين وأنتحاريين وغير منفتحين!!
ياشعب اليمن لاشك أن بعض تلك الجماعات من كيان الشعب اليمني ولكن العضو إذا تسرطن في الجسد وبدأ يأكله نضحي به للمحافظة على ماتبقى من الجسد في حال لم ينفع معه الدواء ودوائه النصح والتوعية والتنبيه بدون كلل وبأسلوب لين من قبل أهل العلم والدراية وليس لأي شخص أن يقوم بذلك
وإن صعب طبه قمنا ببتره وعمل علاج وقائي لباقي الجسد حتى لايصاب بمثل هذه الأمراض المزمنه..والعلاج كما ذكرته سابقاً.
وفي الختام...
انتهيت من كلماتي ولكنني لم انتهي من أفكاري، فقلمي لم يستطع الكتابة إلا في القلة القليلة، ولكنني أتمنى أن تكون قد وصلت كلماتي إلى مسامعكم، وأفكاري إلى قلوبكم لأني أحب لكم الخير ومصابكم من مصابي ومايضركم يضرني ومايسركم يسرني.

محبتكم
مشتركه جديدة من البلاد الحجازية النجدية
نوف العبدلي
(هذا المقال يعبر عن رأيي الشخصي بعيد عن الطائفية )

التعديل الأخير تم بواسطة طبيب العقول ; 2019-03-02 الساعة 10:23 PM
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس