عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-09-21, 08:11 AM   #3
اسدالجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-03
المشاركات: 6,704
افتراضي



نبذه عن الشهيد / جياب علي محمد السعدي

تاريخ الاستشهاد : 2011/6/24م
كان جياب واحدا من الشباب المنخرطين فى الحراك الجنوبى ، مناضلا دوؤبا ، يكره التظاهر، ويتصف بالإيثار والشجاعة والإقدام .
عرف ساحات النضال ، منذ وقت مبكر من حياته ، خصوصا أثناء دراسته الثانوية ، فى كلية بلقيس بالشيخ عثمان ، التى تخرج منها ، بإمتياز ، ومن العشرة الأوائل فى امتحانات الثانوية العامة .
ولد الشهيد فى مديرية الوضيع بقرية صغيرة تسمى " ضاضه " ، درس فيها أول فصول الابتدائية وانتقل منها إلى مدرسة زنجبار الابتدائية ، ولظروف عمل والده العميد المناضل الجسور على السعدي ، انتقل معه إلى الشيخ عثمان ، حيث أكمل الابتدائية والثانوية العامة هناك ، ثم التحق بكلية الطب فى عدن عام 1997، بعد شطب منحته الدراسية إلى مصر ، بسبب مواقف والده الوطنية ، ضد سلطات الاحتلال اليمنى آنذاك ، وحصل على بكالوريوس الطب البشرى فى عام 2003 .
ولكن سلطات الاحتلال ، فى الشمال مع الأسف الشديد قامت باعتقاله ، بعد أن تم الإفراج عن والده السجين العميد على محمد السعدى ، فى 9 / 8 / 2003 ثم أعتقل جياب في 10 / 8 / 2003 أى فى اليوم التالى لخروج والده من المعتقل ، كنكاية بوالده ، الذى كان يقاوم سياسة الفساد والنهب والسلب والتمييز بين أبناء الوطن الواحد ، وهو الأمر الذى أدى إلى مقاومة الجنوبيين ، لسياسة صنعاء ، على جنوب الوطن .
وقد أعتبر الشهيد جياب على أن هذه السنوات الثلاث التى قضاها فى المعتقل هى ضريبة للمشروع الوطنى القائم على رفض السياسة الشمالية فى جنوب الوطن ، والتى تعتبر أبناء الجنوب مواطنين من الدرجة الثانية ، ضمن سياسة " الفيد " التى تنتهجها القيادة فى صنعاء ، باعتبار الجنوب فرع عاد إلى الأصل ، وهو الأمر الذى عمق كراهية الجنوبيين لهذه العنصرية الجديدة والعنجهية التى اتصف بها الحكام الشماليون " عسكريون وأمنيون وسياسيون " وهو ما عمق عند الجنوبيين ضرورة انبثاق حراك جنوبى شعبى ، يقاوم هذه السياسة ويرفضها مطلقا.
جياب على السعدى كان واحدا من النشطاء ، ومن القيادات الشبابية ، التى تقدمت الصفوف ، بصمت وإنكار ذات ، لا يحب المظاهر ولا الاستعراض .
كان همه تحرير الوطن من هذه العنصرية ، والأنانية وسياسة الإقصاء ، التى يمارسها الشمال ضد أبناء الجنوب ، وهو الأمر الذى دفعه إلى الانخراط فى صف الحراك الوطنى ، وتقدم الشباب إلى ساحات المقاومة السلمية ، حتى استشهد ، وانتقل إلى رحاب ربه فى 24/6/2011 م أثناء تشييع جنازة الشهيد " أحمد الدرويش " .
فى طفولته كان جياب هادئا ، ومتزنا ، برغم حداثة سنه ، وعندما كان يافعا ، كانت حياته ملئية بالاهتمامات المضيئة ، والسلوك الايجابى الذى كان يتجه نحو الخير ويقاوم الشرور ، وكان متميزا عن أقرانه من الشباب ، مواطنا صالحا ، ومؤمنا بالله ، وبعقيدته السمحة ، التى كانت لا تتعارض ، فى غاياتها ، مع ميوله وتطلعاته الوطنية ، والعقائدية .
كان جياب كثير التساؤل برغم قلة كلامه ، وكان يسال بأدب كل من كان يكبره سنا ، أو يفضله علما ، وكانت هذه السمة جديرة بجعله رجلا ناضجا ، وهو فى يفوعة سنه .
ولذلك أحبه الناس ، سواء من أقرانه الشباب ، أو من أهله وعشيرته التى كان ينتمى إليها .
وبرغم انتماء والده إلى قبائل " الفضلى " ، إلا أن جيابا ، نشأ نشأة مدنية ، فى مدينة الشيخ عثمان بالمنصورة ، محافظا على جذوره القبلية ، بعيدا عن النعرات القبلية ، وصولا إلى طريق سوى ، وفقت ، بين المدنية الحديثة ، التى عاش فى إطارها فى المدينة ، وبين انتماءاته القبلية ، التى تفتح عليها فى الريف .
كان جياب ، الطبيب الحديث التخرج ، أمل والداه ، وقرة عينهما ، وكانا يطمحان أن يرياه طبيبا ، نافعا لوطنه وأبناء شعبه ، ولكن الأقدار كانت سباقة ، إلى رحيله فى هذه السن المبكرة من حياته ، لأمر أراده الله ، وهو التضحية من اجل الحق والوطن.
فى الخلفية ، هناك قصة رائعة ، لوالده المناضل العميد الجنرال " على محمد السعدى " الذى أفرج عن اعتقاله فى 9/8/2003 م ، لتداهم قوة من الاحتلال منزله ، فى اليوم التالى من الإفراج عنه ، فى 10 / 8 / 2003 م ولتعتقل نجله ، الشهيد جياب ، كنوع من لى الذراع ، ضد والده ، ودفع جياب ثلاث سنوات ، شداد فى المعتقل ، لا لشىء ، إلا نكاية بوالده ، الذى رفض الخضوع والتعاون مع نظام القهر والتسلط فى شمال الوطن .
حاول المحتلون تلفيق أى تهمة للشهيد ، رحمه الله ، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا ، برغم براعة نظام الاحتلال مع الأسف لتلفيق التهم الجزافية ضد أحرار الجنوب ، الذين وصلوا إلى قناعة مطلقة ، أنهم أصحاب قضية لا ينبغى التنازل عنها مهما كانت التضحيات جسيمة .
ورحل جياب قبل أن يستكمل الثوار الأحرار ، وشباب التغيير الثورة مشوارهما التى بدأه ضد نظام الطغيان والقهر ، والإرهاب والفساد .
وسقط نظام الطغيان كما يتساقط الذرع الأصفر من عوده ، برغم انتكاس الثورة ، لأسباب ليس هنا محلها ، ولكن قضية الشعب اليمنى ، فى جنوبه ستنتصر بإذن الله ، برغم محاولات المراوغة والمناورة ، والتمسك بعرش السلطة حتى آخر قطرة من دماء الشعب اليمنى .
وضرب الشعب اليمنى مثلا ، أن لدولة الظلم ساعة وأن لعظمة الحق الانتصار ، حتى قيام الساعة
__________________
سبــحـان الله وبحمده سبــحـان الله العظيم


اسدالجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس