بداية يتوجه المجلس بدعوة كل قوى الحراك السلمي في كل مناطق ومديريات محافظة لحج وكل أبناء المحافظة عامة للتوجه والمشاركة الفاعلة في مهرجان الغضب الجماهيري والاحتجاجي الجنوبي الذي سيقام في منطقة لودر محافظة أبين بعد يوم غداً الثلاثاء 27 ابريل 2010م تنفيذاً لخطة المجلس الأعلى للحراك السلمي في الجنوب وتلبيةً لدعوته. وبهذا الخصوص وفي مثل هذا اليوم المشئوم الذي أعلن فيه رئيس نظام صنعاء الحرب على الجنوب واحتلاله فإن مجلس الحراك السلمي محافظة لحج يصدر البيان التالي:
· تأتي هذه الذكرى المشئومة وشعبنا في الجنوب يخوض وبوسيلة النضال السلمي معركة كرامة ووجود ومصير في مواجهة نظام غاشم قادم من خارج سياق العصر.. لا قدسية لديه لما يعنيه الوطن وسيادته ودولته وهويته وتاريخه.. لا قيمة لديه لحق أبناء هذا الوطن في العيش في كنف وطنه والوجود على تراب أرضه وتسخير خيراته وثرواته في بناء حاضرهم والتأسيسي لمستقبل أجيالهم اللاحقة.. لا قيمة لديه لحقهم في العمل ـ الماء ـ الغذاء ـ الدواء ـ السكن ـ التعليم ـ الكهرباء ـ الطريق وغيرها من ضروريات الحياة الأخرى وللحقوق والحريات العامة والخاصة والعدل والأمن والاستقرار.
· نظام احتلال مذهبه الحروب واختلاق الأزمات.. ووسائله القوة العسكرية والأمنية وأدواته الزنازن والسجون والمحاكم الاستثنائية، أساليبه حالة الطوارئ وعسكرة الحياة المدنية وتطويق ومحاصر المدن ـ القرى ـ المناطق ولغته القتل والجرح والقمع والاختطاف والمداهمات والملاحقات ونبش صراعات الماضي وإحياء ظاهرة الثأر والفتن وإثارة ثقافة الكراهية والإفساد وشراء الذمم والرشاوى والتهديد والوعيد والضرب بيد من حديد وما خفي فهو أعظم، لا يخاف شريعة السماء ولا يخشى قوانين الأرض كل شيء بالنسبة إليه مباح طالما كان فيه مصلحته المتمثلة في سلب ونهب أرض وثروة الجنوب ويخدم استمرار احتلاله وإطالة أمده وفي سبيل ذلك فهو لن يتردد عن ارتكاب أبشع الجرائم وأفضع الأفعال ولديه من الخبرة والتجربة والقدرة على التغطية ما يكفي كنظام ولد أصلاً من رحم الجريمة.. الدين عنده مجرد فتاوى تبيح دماء وأعراض وأموال أبناء الجنوب باعتباره دار كفر والوطن مجرد ضيعة وجغرافيا ارض وثروة بدون سكان وفرع عاد إلى الأصل والثورة مجرد بنت لثورة أم ومشروع الوحدة السياسية السلمية وحدة الشراكة والتراضي بين كيانين ودولتين مجرد احتلال وضم وإلحاق ونهب واستيلاء وتدمير وقتل وقمع وسجون وانتهاك حقوق وحريات ويكفي مسمى وخرقه من ثلاثه ألوان والوحدة أو الموت وبإطلاع الرأي العام الداخلي والخارجي فقط على جملة من الحقائق والوقائع وردت في ثلاثة بيانات الأول صدر عن مهرجان ردفان م/الحبيلين في 27/2/2010م تزامناً مع انعقاد مؤتمر الرياض والثاني صدر في 28/3/2010م تزامناً مع انعقاد مؤتمر أبو ظبي والثالث 11/4/2010م أثناء تشييع جثامين ثلاثة من شهداء الجنوب تم مواراة جثامينهم في مقبرة الشهداء ردفان سيتضح له ولا ريب في ذلك مدى حجم معاناة الجنوب وشعب الجنوب الواقع تحت الاحتلال منذُ 7/7/1994م وحتى اليوم وما تعرض له من الجرائم ولأهمية ذلك وفي مثل هذه الذكرى الأليمة على شعبنا ذكرى إعلان الحرب عليه يكون من المفيد إعادة التذكير بما ورد فيها وعلى صورة ملخص مرفق بهذا اليبان.
· إن ما يجري الحديث عنه من جرائم يتم ارتكابها بحق الأبرياء وأعمال تقطعات وشغب وغيرها من الأفعال الأخرى يقوم بها نظام صنعاء المحتل للجنوب وأجهزته في سياق مواجهته لمعركة الكرامة والصمود التي يخوضها شعبنا في الجنوب من أقصاه إلى أقصاه بوسيلة النضال السلمي وبصدور عارية مستهدفاً من وراء ذلك ومن خلال محاولة إلصاقها بالحراك وهو منها براء، ليس قمع الحراك السلمي وقواه فحسب ولكنه يستهدف أيضاً الجنوب وشعب الجنوب وقضية الجنوب التي أوصلها هذا الحراك للعالم أجمع وصارت اليوم ضمن أجندة المجتمع الدولي والإقليمي كقضية سياسية بامتياز قضية وطن أرض وشعب ودولة وهوية وتاريخ وحيث تقتضي خطة هذا النظام البائس وفقاً لذلك أن يكون البدء بضرب المناطق الحراكية الملتهبة ومن خلال مضاعفة حجم وجوده العسكري والأمني وهو ما يستدعي قيامه بدءاً بافتعال حالة انفلات أمني وارتكاب جرائم وأفعال حتى يكون ذلك مبرر لتنفيذ أجندة خطته.. على هذا الأساس يمكن فهم ما يجري في غير منطقة من مناطق الجنوب وبضمنها منطقة ردفان.. إن ما يمكن التأكيد عليه وفي ذات السياق أيضاً أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لهذا النظام المحتل تعلم جيداً بمن يرتكب تلك الجرائم والأفعال كما تعلم جيداً بمن يقومون بالإخلال بالأمن والاستقرار والسكينة العامة فضلاً عن أن تكون ضالعة فيها.. إننا نستغرب كيف استطاعت هذه الأجهزة وعلى صعيد ردفان على سبيل المثال أن ترصد وجود اثنين ناشطين في الحراك السلمي من أبناء الحوطة في ردفان الأول في أحد المنازل في الملاح وآخر في معصرة زيت السمسم في الحبيلين وخلال ثمانية وأربعون ساعة فقط وتقوم بمداهمة أماكن وجودهم وتقبض عليهم وترحلهم فوراً إلى عاصمة المحافظة فيما يغيب عنها مثل هذا الرصد والإجراء حيال جرائم وأفعال مخلة بالأمن والاستقرار، ألم يكن وراء الأكمة ما ورائها؟!.
· إننا في الحراك السلمي نؤكد موقفنا الثابت والرافض للعنف بكل أشكاله وصوره ونجدد إدانتنا لكل تلك الجرائم والأفعال ووقوفنا الكامل ضدها ونحمل سلطة الاحتلال كامل المسئولية تجاه ذلك باعتباره من أفعالها وطالع من مطابخها وفي الوقت ذاته فإننا ندعو أجهزة الضبط القضائي في محافظة لحج عامة إلى تحمل مسئوليتها في توفير الأمن والاستقرار والسكينة العامة مؤكدين أن كل أبناء المحافظة وقوى الحراك السلمي سيكونون إلى جانبها طالما كان الهدف هو توفير الأمن والاستقرار، أما في حال يكون الهدف غيره وهناك مآرب أخرى من وراء كل ذلك تستهدف الحراك وقواه والمنطقة بصورة عامة فإننا نحذر من أي تمادي وندعو إلى مراجعة الحسابات.
· إن على نظام صنعاء المحتل للجنوب ومن يقف معه أن يعلم أن كل أساليبه قد صارت مكشوفة وكل أوراقه قد صارت مفضوحة وقد خبرها شعبنا على مدى عشرون عاماً ولم تعد تنطلي عليه وأن محافظة لحج ستظل شامخة بتاريخها وبنضال وتضحيات أبطالها في الماضي والحاضر وبقيم وأخلاقيات أبنائها وأن راية حراكها السلمي ستظل مرفوعة وعالية خفاقة حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ولن توهنه الدعايات والإشاعات السوداء أو تنال منه الصحف الصفراء، وفي ذات السياق فقد حان الوقت لتنبيه مراكز القوى في نظام صنعاء أن يكفوا عن العبث بالجنوب وأبناء الجنوب فالجنوب لأهله وملك أهله ولا يمكن له أن يتحول إلى أداة أو ساحة لتصفية حساباتهم وأن عليهم أن يبحثوا عن ساحة أخرى وكفاية عبث ولعب بالأوراق.
· وحتى يقف الرأي العام الداخلي والخارجي على الحقائق فإننا ندعو كل المتهمين بالشأن الإنساني والحقوق والحريات من منظمات إنسانية وحقوقية وصحافة وحملة رأي ومهتمين محلية ـ إقليمية ـ دولية ندعوهم جميعاً للنزول إلى الواقع وفتح تحقيق محايد في الجرائم والأفعال التي يراد نسبها للحراك وهو منها براء وسنكون في الحراك أول من يتعاطى معها شريطة إعلان النتائج ونشرها للرأي العام بكل شفافية ووضوح.
صادر عن مجلس الحراك السلمي