عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-20, 05:55 PM   #1
الشيماء المهاجره
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2018-01-15
المشاركات: 22
افتراضي تحريم الغلو في الدين

تحريم الغلو في الدين
لقد وقع أصحاب الديانات السابقة في الغلو .
قال تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ) سورة المائدة .
أما في أمة الإسلام فقد تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بظهور مغالين متشددين .
عن أبي سعيد الخدري ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف واجتهد في اليمين قال "والذي نفس أبي القاسم بيده ليخرجن قوم من أمتي تحقرون أعمالكم مع أعمالهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية".
في الحقيقية أن نتائج الغـلو والتشدد قد تساوي في سلبياتها التقصير في أوامر الدين نفسه؛ فقد جاء عن الرسول قوله "ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان فإما إلى غلو وأما إلى تقصير فبأيهما ظفر قـنع".. وجميعنا يعرف قصة الثلاثة الذين تـقـالـوا أعمالهم فحاولوا الغـلو (والمزايدة على أفعال الرسول) فقـال أحدهم: أنا أصلي الليل أبدا، وقال الثاني: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.. فقال الرسول (وهو أفضل الخلق): "أما والله وإني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء".
قد نبهنا النبي الكريم إلى أهمية اليسر والوسطية واستماله الناس بقوله "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا" وقال محذرا "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عباد الله".
والعودة للسيرة النبوية وتحكيمها فيما نفعل يبعدنا عن الغلو ، وهي وسيلة لا يمكن تجاهلها؛ ففي السيرة النبوية من اللطف والتسامح وحسن المعاملة ما يغطي على جانب التشدد والغـلو.
والغلو المقصود في الشرع له صور متعددة منها الغلو في الأشخاص بتجاوز الحد في حقهم ورفعهم إلى مالا يستحقونه من الأوصاف وكذلك الغلو في الأحكام والغلو في الأفعال التي هي مشروعة في الأصل.
ومن صور الغلو ترك المباح أو المشرع تعبدا.
غير أن الحكم على عمل ما بأنه غلو يجب التثبت فيه ، وينظر إلى العمل بدقة لئلا يحكم عليه بأنه غلو مع أنه سليم، ولكن الوسيلة إليه قد تكون من باب الغلو فيقع الخلط من هذا الباب.
* من صور الغلو الأخرى :
أ-تفسير النصوص تفسيرا متشددا.
ب-تكلف التعمق في معاني التنزيل.
ج- الغلو متعلقا بالأحكام وذلك بأحد الأمور:
1-إلزام النفس أو الآخرين ما لم يوجبه الله عز وجل تعبدا وترهبا.
2-تحريم الطيبات التي أباحها الله عز وجل على وجه التعبد.
3-ترك الضروريات أو بعضها.
د-أن يكون الغلو متعلقا بالموقف من الآخرين وذلك بأحد أمرين:
1-أن يقف الإنسان من البعض موقف المادح الغالي الذي يوصل بشرا ما سواء أكان فردا أم جماعة إلى درجة لا يستحقها كادعاء صفات الإلوهية لبعض الصالحين والأولياء الذين ماتوا،من القدرة على شفاء المرض أو ادعاء العصمة لشخص وجعله مصدر الحق.
2-أن يقف الإنسان من بعض الناس أفرادا أو جماعات موقف الذام الغالي فيصم المسلم بالكفر والمروق من الدين أو يصم المجتمع المسلم بأنه مجتمع جاهلي.
خطر الغلو :
1-الخروج عن الحق مع الاعتقاد بأنه على الحق ، كما هو الشأن في أولئك الذين يدعون البشر مع الله أو من دون الله ويطلبون منهم ما لا يجوز طلبه إلا من الله كمغفرة الذنوب ، ورزق الأولاد ...
2–تفريق كلمة المسلمين وإضعاف شوكتهم على عدوهم ، فالغلو الذي يترتب عليه قتال لمسلمين وتكفيرهم من أعظم أسباب الفرقة والشتات والنزاع ، مما تضعف معه شوكة الأمة .
3–إيجاد رد فعل سيئ في واقع الأمة ، فإن الغلو قد يحدث بعد التفريط كرد فعل عليه ، ومعلوم أن الإرجاء نشأ في الأمة كرد فعل على غلو الخوارج .

منقوووول
الشيماء المهاجره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس