مقتل العشرات في هجوم انتحاري لـ”القاعدة” استهدف القصر الجمهوري في المكلا آخر تحديث:الأحد ,26/02/2012
صنعاء - أبوبكر عبدالله:
قتل بين 25 و30 جندياً وامرأة مسنة وأصيب 9 آخرون في هجوم انتحاري استهدف يوم أمس القصر الجمهوري بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن بعد نحو ساعة من أداء الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي اليمين الدستورية أمام البرلمان وتعهده بمواصلة الحرب على تنظيم القاعدة، بالتوازي مع وصول الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى صنعاء قادماً من أثيوبيا .
وقالت مصادر عسكرية في القصر الرئاسي ل”الخليج” إن المهاجم الذي يعتقد صلته بتنظيم القاعدة استخدم سيارة من طراز “ايكو تويوتا” يابانية الصنع قتل خلال الهجوم وتناثرت أشلاؤه في موقع الحادث، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن طوقت مكان الحادث وشرعت بإسعاف الضحايا وإجراء التحقيق .
وأكد محافظ حضرموت خالد سعيد الديني أن التحقيقات تجري لمعرفة هوية منفذ الهجوم، الذي لقي مصرعه وتمزق جسده إلى أشلاء، في وقت تبنى فيه تنظيم القاعدة الهجوم .
وفيما أكد مصدر عسكري أن الاعتداء “يحمل بصمات القاعدة” وأن الانتحاري قد يكون محمد السياري، وهو سعودي متحدر من محافظة حضرموت، سارع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى تبني الهجوم، وقال مصدر من القاعدة إن التنظيم مسؤول عن التفجير، رداً على جرائم قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح .
وقال العقيد عزيز حسن ملفي، المكلف بحماية القصر الرئاسي إن أكثر القتلى كانوا من قوات الحرس الجمهوري والكتيبة العسكرية الخاصة بالقصر وإن الهجوم وقع بواسطة سيارة مفخخة في الثانية عشرة ظهراً في الحادث .
وأشار ملفي إلى أن بعض عناصر التنظيم الأصولي كان قد هدد باقتحام القصر الجمهوري والسيطرة عليه، ووصف الهجوم بأنه “حادث إجرامي إرهابي وجبان يحمل بصمات تنظيم القاعدة التي تستهدف الأبرياء من الحرس الجمهوري والحرس الخاص الذي أدى إلى مقتل 20 شخصاً فوراً في حين كانت المرأة المسنة تأتي إلى هذا المكان للحصول على طعام من الجنود وإصابة تسعة بجروح .
ووقع الهجوم عند مدخل القصر الجمهوري، وفق رواية أحد الأطباء في مستشفى ابن سيناء، الذي أكد أن جثث عشرين جندياً وضعت في المشرحة، إضافة إلى وصول العديد من الجرحى، وأشارت ذات المصادر إلى أن جنود الحرس الجمهوري دخلوا بالقوة إلى المستشفى لفرض قبول الجرحى، ولم يترددوا في إخراج مرضى من أسرتهم لتوفير أماكن لجرحاهم .
وكانت مصادر أمنية في مدينة المكلا قد أكدت ل”الخليج” أن ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة استقلوا سيارة مفخخة وقاموا بركنها بالقرب من البوابة الرئيسة الخارجية للقصر الجمهوري، ما دفع عدداً من قوات الحراسة الخاصة بالقصر إلى المسارعة بمنعهم من إيقاف السيارة بمحاذاة بوابة القصر، وهو ما تطور إلى مشادة كلامية تجمع على إثرها عدد آخر من الجنود المكلفين بحراسة القصر قبيل أن تنفجر السيارة المفخخة لتقتل ما يقدر ب 30 من الجنود واثنين من عناصر القاعدة، فيما تعرض العضو الثالث لإصابات خطرة .
واعتبر ضابط في قوات الحرس الجمهوري في تصريح ل”الخليج” أن عملية تفجير السيارة لم تستهدف الاعتداء على القصر، بل لإحداث أكبر قدر من الضحايا في صفوف الحراسات العسكرية المكلفة بحراسة الأخير، مشيرًا إلى أن بوابة القصر كانت مفتوحة عند وصول السيارة الملغومة وانه كان بإمكان منفذي العملية الانتحارية اقتحام البوابة الغربية للقصر وتنفيذ التفجير داخل ساحته الداخلية بدلاً عن تفجيرها بمحاذاة البوابة .
وأضاف قائلاً: “لقد قاموا بإيقاف السيارة أمام أنظار الحراس لاستفزازهم ودفعهم للاقتراب من السيارة ودفع عناصر الحراسة المتواجدة بالقرب من محيط البوابة إلى التوجه إلى قرب الأخيرة لمساندة زملائهم في المشادة الكلامية مع منفذي العملية ومن ثم تنفيذ التفجير ليحصد اكبر كم من أرواح الضحايا”