[أبو عامر اليافعي]

الرقم: / 202 /2010
التاريخ: 26 / رجب /1431هـ
الموافق: 07 / يوليو /2010م

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صادر عن مكتب السيد الرئيس علي سالم البيض حول مجزرة عدن وفعاليات التحدي والغضب في الجنوب

جريمة جديدة انضافت اليوم الى جرائم جزار صنعاء علي عبد الله صالح.شهداء وجرحى جدد من ابناء شعبنا في الجنوب،سقطوا برصاص قوات الاحتلال وهم يؤدون واجبهم الوطني والانساني في عدن عاصمة الآباء والتحدي ومقبرة الغزاة.

قرر المجرم علي عبد الله صالح عن سابق تصميم ان يجعل من يوم السابع من /يوليو المشؤوم يوما دمويا،وكانت جماهير شعبنا في الجنوب تريده مناسبة لاعلاء صوتها ضد الاحتلال ورفض نتائج العدوان على اهلنا وأرضنا.

لقد سقط اليوم شهيدان و أصيب آخرون بجروح مختلفة،كما اعتقل العشرات أثناء قيام قوات الاحتلال بتفريق مسيرة سلمية احتجاجية، دعا لها الحراك الوطني الجنوبي بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن الجنوبية، لتشييع جثمان الشهيد الشاب أحمد الدرويش، الذي لقي حتفه تحت التعذيب في السجن الحكومي بعدن بعد ساعات من اعتقاله من قبل قوات امن الاحتلال في السادس والعشرين من /يونيو الماضي .

اطلقت قوات الاحتلال اليوم نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه الآلاف من أبناء شعبنا الذي كانوا قدموا من عدد من المحافظات الجنوبية للتعبير عن رفضهم لاحتلال السابع من يوليو ، يوم اجتياح الجنوب سنة 1994، الذي تصادف ذكراه ال16 اليوم.

جرى اطلاق النار على المتظاهرين العزل عند إنطلاق المسيرة باتجاه المستشفى في عدن لتسلم جثة الشهيد الدرويش لتشييعها، و عند وصول المشاركين في المسيرة إلى الخط الدائري – الإنشاءات – تفاجئوا بالإنتشار الكثيف للجنود الذين قاموا فور وصول المسيرة بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع و الرصاص الحي بشكل عشوائي على المشاركين فيها ، مما أسفر عن استشهاد شخصين هما عبداللطيف محبوب الصبيحي من الصبيحة بمحافظة لحج ويسلم الجرادي من أبناء محافظة أبين، بالإضافة إلى إصابة أكثر من عشرة آخرين بجراح،رفضت قوات الاحتلال نقلهم إلى المستشفى لتلقي الاسعافات،وحالت دون قيام المواطنين باسعافهم .

إن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد على ان الجريمة مقررة ومبيتة، فوزارة داخلية الاحتلال وجهت الأجهزة الأمنية باطلاق النار على المتظاهرين ،وكعادتها تصرفت مثل قوات الاحتلال الاسرائيلي، حيث نسبت الى المتظاهرين العزل قيامهم باطلاق النار.

إن تصرف قوات الاحتلال على هذا النحو الاجرامي دليل استهتار بأرواح الابرياء العزل من ابناء شعبنا، الذي خرج اليوم في كافة مناطق الجنوب ليشارك في فعاليات وطنية حاشدة هتفت بصوت واحد :لا للاحتلال وبرع يا استعمار.واننا اذ نشهد الامتين العربية والاسلامية والمجتمع الدولي على هذه العربدة الاجرامية،فإننا نناشد الجميع لتحمل مسؤولياتهم تجاه الجرائم المتواصلة بحق شعبنا،ونطالب بتحرك دولي فوري لتأمين الحماية الدولية لشعبنا،وفق اتفاقات الامم المتحدة الخاصة بحماية المدنيين في ظل الاحتلال.

لا يسعنا إلا ان نعبر عن استنكارنا للصمت العربي والدولي تجاه هذه الجرائم، والتعتيم على ما يعانيه شعبنا على يد قوات احتلال صنعاء من ارهاب رسمي وعمليات قتل يومية وحصار وتجويع وقمع.إن عدم صدور مواقف جادة واستنكار هذه الانتهاكات التي ترقى الى جرائم الحرب، هو دليل على تواطؤ مع الجلادين والمجرمين الذين يصرون على مصادرة ارادة شعبنا،ويعملون بقوة الحديد والنار على منعه من ممارسة حقه في تقرير مصيره،واستعادة استقلاله.

إن تعبير شعبنا اليوم عن غضبه الوطني من أقصى الجنوب إلى أقصاه هو رسالة صريحة للقاصي والداني، فحواها اننا لن نقبل الاحتلال ولن نسكت على سفك دماء ابنائنا واذلال اهلنا واستباحة بلادنا ونهب ثرواتها،ولن تفت من عزيمة شعبنا قوة الحديد والنار وسياسة المجازر، ،وشعبنا قد برهن عبر تاريخه انه شعب حر،وسوف يستعيد حريته مهما بلغت التضحيات.

إننا إذ نترحم على ارواح شهدائنا الأبرار، ونعبر عن عميق مواساتنا لجرحانا الأبطال،فإننا نقول لشعبنا الجنوبي،شعب الكرامة والعزة والايمان والتصميم،إن حراككم محل تضامن من قبل شعب العالم الحر،ولن يطول الوقت حتى تنتصرقوة الحق على قوة الباطل.

مكتب الرئيس علي سالم البيض