[سم الدحابيش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابومحمدالناخبي 2010

من اجمل ماقرأت نظرة تحليلية متعقلة تقرأ الوقائع على الارض بنظرة فاحصة
خالص التحية

الف شكر لك اخي الكريم ابو محمد الناخبي

الحوثيون الان في مأزق حقيقي ولايستطيعون الخروج من مأزقهم الا بعبدربه منصور نفسه مع وزرائه المستقيلين!
فهاهو الامام الحوثي عبدالملك بعد ان اسكرته نشوة الانتصار عند استيلائه على منزل عبدربه وقصر الحكم وظن بان الجنوبيين قد اصبحوا في أسره
اكتشف بانه هو الان اسيرا لدى عبدربه منصور ووزرائه وأنه ورط نفسه في عمل طائش لاقبل له به.
فاصبح يتخبط منذ أكثر من اسبوع لايجاد شرعية لنفسه لحكم اليمن دون جدوى!

والعفاش وقواته تتربص به بعد ان استفذت كل مآربها منه وحطموا سمعته امام الجنوبيين الذين كانوا متعاطفين معه ومع قضيته وجعلوهم اعداء له !
فخسر قاعدته الانسانية الشعبية في الجنوب في طرفة عين بسبب حماقاته وعدم وزنه للامور وسقوطه في حفرة التحالف مع العفاش قاتل والدة
مما سبب نفورا شديدا منه ومن أخلاقياته التي يرتكز عليها في ما يسميه مسيرته " القرآنية" !

كما فوّت على نفسه فرصة التحالف مع الجنوبيين للقضاء على العفاش وجنودة والاصلاح ودواعشهم قتلة والده الذين دمروا صعدة وقتلوا الآلآف من ابنائها بدم بارد!
ولم يعد امام (الإمام الجديد) عبدالملك الحوثي سوى ان يهدد ويتوعد الآخرين في قناته بينما الاخطار تحيط به من كل جانب بعد أن تغلغلت افاعي العفاش في قواته..
واصبحت تطّلع على عوراتها ونواقصها وتتجسس على قدراتها بكرة واصيلا!

واعتقد بان الحرب الاعلامية الحوثية ستفشل فشلا ذريعا في الايام القادمة في تحديد مسارها وستتخبط اكثر واكثر في المستنقع الذي ادخلها فيه المخلوع العفاش
بينما بدأ المخلوع بترتيب اوراقه سياسيا وعسكريا ويريد ان يعود لاستلام الحكم في اليمن عبر رئيس البرلمان المنتهي الصلاحية يحي الراعي.

السيناريوهات الثلاثة المطروحة حاليا للخروج من الورطة التي وقع فيها عبدالملك الحوثي كلها سيناريوهات فاشلة ايضا .

فالسيناريو الاول والمتمثل في عودة الرئيس عبدربه منصور ووزرائه الى ممارسة صلاحياتهم من جديد ستكون بشروط قاسية جدا ضد الحوثيين وسيدفعون ثمنها باهظا من كرامتهم وفي نفس الوقت ستفرغ مااسماه الحوثيون "ثورة 21 سبتمبر" من محتواها شكلا ومضمونا
وستعيدهم مجددا الى مربع صعدة بل وربما ستعيدهم الى نقطة الصفر جماهيريا وسياسيا وعسكريا .

اما السيناريو الثاني والمتمثل بالمجلس العسكري او المجلس الرئاسي البديل لعبدربه منصور وحكومته والتي لم يوافق عليه سوى انتهازيي الحزب الاشتراكي
والذين يريدون استغلال الفرصة للانتقام من المخلوع العفاش والاصلاح وغيرهم من القوى السياسية اليمنية ولكي يضمنوا لهم مقاعد في الصفوف الامامية
طالما وجدت الفرصة لذلك حتى يكونوا مستقبلا في موقع المفاوض القوي (على الأقل)
في حالة انه لم يتسنَّ لهم الحصول بالفعل على أية صلاحيات في المجلس العسكري او الرئاسي المقترح من قبل الحوثيين.

اما السيناريو الثالث فهو عبر البرلمان الذي يسيطر عليه المخلوع عفاش وزمرته وهو حل ينطبق مع مواد الدستور اليمني ولكن تبقى معضلة شرعية البرلمان نفسه حيث ان صلاحياته انتهت منذُ سنوات طويلة واصبحت شرعيته مستمدة من المبادرة الخليجية فقط.. والتي اسقطها الحوثي في 21 سبتمبر 2014م.

وحتى يخرج المخلوع وازلامه من مطب شرعية البرلمان قدموا اقتراحا بتاسيس مجلس رئاسي من مجلس النواب وتوسيع رئاسته بحيث يشمل جميع المكونات السياسية ولكن الاغلبية في البرلمان وهي الاهم ستبقى بيد حزب المؤتمر وستصبح بقية المكونات مجرد تابع لقراراته.

وبقي هناك سيناريوهان محل جدل.. السيناريو الاول هو تعيين الحوثيين والاشتراكيين وربما بعض الفصائل الاخرى لعلي ناصر كرئيس لفترة انتقالية ثم انتخاب رئيس جديد وهو سيناريو كان مطروحا من قبل الحوثيين قبل اطاحتهم بعبدربه منصور.وهو حل مرفوض من قبل حزب المؤتمر الذي يرى نفسه الاحق بالحكم.

والسيناريو الثاني هو اعلان "مجلس عسكري" من قبل من يسمون انفسهم ب "الضباط الأحرار" حيث هددوا بتشكيل المجلس بالقوة والاطاحة بالانقلابيين
بينما مصادر كثيرة قالت بان مايسمى بالضباط الاحرار ماهم الا اتباع للمخلوع العفاش وانهم سيعلنون مؤقتا هذا المجلس حتى لايثيروا حفيظة الناس بعودة المخلوع بشكل واضح الى السلطة بعد الاطاحة به
وسيظل المخلوع يدير الامور من خلف الستار الى ان تحين الفرصة ليظهر نفسه امام الاخرين .

وبالطبع فإن جميع السيناريوهات مرفوضة من قبل الجنوبيين.. وستبقى الامور كما هي (محلك سر) إلى أن يحسمها احد الاطراف عسكريا في صنعاء..أو إلى أن يحسمها الجنوبيون سياسيا وعسكريا في الجنوب.