[نايف الكلدي]

عدن –لندن "عدن برس" خاص: 19-08-2009
علم "عدن برس" من مصادر محلية بالعاصمة الجنوبية عدن أن أجهزة الأمنية اليمنية قد نفذت مساء أمس عملية مداهمة لعدد من منزل المواطنين بخور مكسر وقامت باعتقال عدد من الشباب من أبناء حي خور مكسر واقتادتهم إلى مقر الاستخبارات العسكرية بمنطقة التواهي حيث تتهم بالضلوع في عملية السرقة التي تعرضت لها إحدى السيارات الخاصة بالبنك العربي والتي كانت تقل على ظهرها أكثر من 100 مليون ريال يمني .

وفي إفادة خاصة بـ"عدن برس" قال مصدر استخباراتي جنوبي يعمل بالاستخبارات العسكرية بمنطقة الفتح أن ضباط عسكريين من صنعاء هم من اشرف على عملية اعتقال هؤلاء الشباب وأنهم أي الضباط كانوا قد حضروا إلى عدن قبل أكثر من أسبوع في مهمة لم تتضح معالمها إلا فيما بعد مضيفاً أن الضباط العسكريين تولوا مهمة التحقيق مع هؤلاء الشباب في ظروف أحيطت بالسرية والكتمان ورفض السماح إلا لعدد محدود جدا من مسئولي البحث والاستخبارات المحلية إلا بحضور جزء بسيط من هذه التحقيقات .
وأشار المسئول ألاستخباراتي إلى أن عملية سرقة أموال البنك العربي عملية مدبرة نفذت بإتقان شديد مشيراً في ذلك إلى يقينه التام في أن من يقف خلف هذه العملية هو عناصر في النظام ذاته مستشهداً في ذلك عدم اتخاذ أي إجراءات أمنية مشددة في منافذ محافظة عدن الرئيسية التي تربطها بالمحافظات الأخرى كلحج وأبين بعيد وقوع الحادث حيث ظلت الإجراءات الأمنية عند مستواها الطبيعي في نقطتي العلم والرباط بعد وقوع العملية واكتفت قوات الأمن بتنفيذ عدد من إجراءات التفتيش في أماكن محدودة في منطقتي خور مكسر وكريتر والمعلا.
وفيما يبدو إننا نقف أمام فصول عملية اختلاس مالية كبرى يتورط فيها عناصر من النظام اليمني بشكل مباشر وتتضح معالمها بشكل جلي حيث أن قوات الأمن اليمنية وفور وقوع الحادث سارعت بالانتشار وفرضت عدد من نقاط التفتيش الأمنية على طول الخط الرابطة بين خور مكسر وكريتر والمعلاء ومابين الأخيرتين تمت عملية السرقة وتمت السيطرة على هذه المنافذ بشكل كامل وهو ما يعني وحسب الإفادة الأولية لأجهزة الأمن أن عمليات التفتيش تتركز على مديريتي "صيرة " (كريتر) والمعلا فيما يعتبر تأكيد أن الجناة لازالوا داخل هذا المحيط .
ومما يؤكد تورط النظام اليمني في هذه العملية ان قوات الأمن رفعت نقاط التفتيش من كافة الطرق عند الساعة 2 من بعد ظهر اليوم ذاته وحتى الساعة الخامسة عصراً حيث إعادتها بعد ذلك بساعات لتعلن بعد ذلك أنها عثرت على سيارة البنك متوقفة في حي السعادة بخور مكسر .
ولم يكن اختيار حي السعادة نابعا عن فراغ حيث أن هذا الحي يقطنه عدد كبير من النشاطين في الحراك الجنوبي حيث يريد النظام وعبر اعتقال عدد من الشباب اتهام عناصر وهمية من القاعدة بالوقوف خلف الحادث وربطها بعناصر أخرى من الحراك الجنوبي في مدينة عدن .
ومما يؤكد هشاشة الخطة التي نفذت بها هذه العملية هو انه لم يحدث قط أن قام أشخاص بتنفيذ عملية من مثل هذا النوع ومن ثم قاموا بركن السيارة التي استخدموها على بعد أمتار من منازلهم .
ومما يؤكد أن الحادثة كانت مدبرة هو أن وقوعها تزامن مع زيارة وفد من الكونجرس الأمريكي، برئاسة مرشح الرئاسة السابق جون ماكين، الذي انهى زيارته لليمن الاثنين الماضي التقى خلالها الرئيس صالح، حيث أراد النظام بذلك إيصال رسالة مخادعة مبالغ كاذبة عن وجود خطر حقيقي يمثله قاعديون وفي محاولة يائسة لربط ذلك بالحراك الجنوبي .
ويحاول النظام بذلك إبراز القاعدة كفزاعة في وجه الغرب عموما والولايات المتحدة على وجه الخصوص محاولاً بذلك الخروج بأكبر قدر من الابتزاز المباشر للولايات المتحدة وتصوير الوضع على انه نفوذ قوي للقاعدة في اليمن وصل إلى الاستيلاء على أموال البنوك .
وتأكيد لما ننشره في عدن برس و للدلالة على صحة المعلومات التي نوردها فان المطبخ الإعلامي للنظام اليمني نفذ ومنذ يوم أمس تسريبات إعلامية استهدف فيها الإعلام الخارجي حيث قام بحملة أعلن من خلالها إلقاء أجهزته الأمنية القبض على عدد من أتباع القاعدة أكد أنهم متورطين في عملية السطو على أموال البنك العربي وحاول ولاول مرة أن يتجاهل الإعلام المحلي وذلك لقناعته الأكيدة ان الناس لا يمكن أن ينطلي عليها هذا التضليل البائس .
الجدير بالذكر أن أعمال السطو على أموال البنك ظاهرة غير مألوفة في الجنوب ولم تشهد الجنوب قبل الوحدة اليمنية أي أعمال سطو على أموال البنوك سوى بالسطو المسلح او عبر الاختلاس وهو مايحدث اليوم جهارا نهار وتثبت التحقيقات تورط جهات عليا في الدولة كما حدث في عملية إفلاس البنك الوطني قبل أعوام .



للتأكيد تنشر "عدن برس" رابط احد التسريبات الخبرية التي قام بها مطبخ النظام اليمني



http://lfpress.ca/newsstand/News/CanadaWorld/2009/08/19/10514836.html