[عزيز الصلوي]

ايها الرئيس الصالح : - إننا نراهن على القلة المؤمنة من كل الجنوب - ولو كانت قليلة.أن تتحرك فتحرك الجمود وتوقظ الرقود ولو كان الجمود والرقود كثيرين لأن القلة القليلة في كل يد واحد منهم (عصا موسى) وفيهم سر التمكين والإخلاص وفيهم البغض للظلم وعدم الركون إليه.
إننا نراهن أن هذا حاكمكم الظالم والناهب والمصادر.. يحمل بذور فنائه في داخله ولا ينتظر إلا صيحة واحدة ما لها من فواق تهز كيانه وتزلزل أركانه وأنه أوهن من بيت العنكبوت على رغم أن العنكبوت هي الأخرى قد سئمت منه .

إننا نراهن أن اليائس والمحبط سوف ينورَّ قلبه وعقله نور الأمل بالله الرحيم العدل وسوف تضيء نفسه فينتفض انتفاضة المتفائل بأن زمن الإحباط واليأس قد ولى فرياح التغيير -إلى الأفضل- قد هبت فلن يدع هذه الفرصة تذهب أدراج الرياح..

إننا نراهن أن الذين يخافون ويرتعشون من هؤلاء المتنفذين اللصوص سوف يأتيهم الأمن والأمان من الله ليربط على قلوبهم ويثبت به أقدامهم ليصيحوا في وجوه هؤلاء اللصوص ويرددوا قول الله (فأي الفريقين أحق بالأمن) ويرددوا قول (خالد بن الوليد) رضي الله عنه (لا نامت أعين الجبناء) وسيصيحون من الأعماق (لن يرهبنا شيء ولن نضيع مستقبل أبنائنا بخوف ساعة ورهبة لحظات.. فالمولى يقول (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).

إننا نراهن أن ثقافة التعصب التي بثها بين ابناء الجنوب هؤلاء المفسدون ويحاولون ضرب بعضهم ببعض وإشعالهم لنار العداوة فيما بينهم ليتسنى لهولاء الفساده سرقة ما يريدون سوف تذهب ثقافتهم هباءً منثوراً لأن أسماعنا قد اصغت لصيحة النبي (ص) «ليس منا من دعا إلى عصبية» فلا عصبية ولا عصبة إلا للحق والعدل والمساواة والحرية والإخاء والمحبة ولا بقاء للفساد ومراكزه الصنمية الشيطانية .

إننا نراهن أن صرخة (النضال السلمي) سوف تؤتي نتاجها لأن سلاح وقوة الكلمة أمضى من سلاح البندقية وقوة المدفع وفي التاريخ خير شاهد ودليل.

- إننا نراهن أن المفسدين لا يشعرون أنهم مفسدون ولكننا نشعرهم حتى وإن لم يريدوا ذلك وستضيق عليهم كل المسالك. والجنوب يحمل الورود وإن واجهوتهم بالرشاش سيزأر في وجوهكم وتسقط من أيديكم المرتعشة السلاح لتلقوه تحت أقدام الجنوب الثابتة.. العزيزة بالله ثم بهذا الوطن العزيز.

إننا نراهن على أن دماء الشهداء التي أريقت من أجل وطن أجمل وأفضل لن يذهبها الله هدراً وسدى فأرواحهم فوقنا محلقة وهي التي تحفز للوثب والقفز فوق أسوار الفاسدين وأن نهب كهبات السباع سبتطش باللصوص والفسادين

إننا نراهن على أنات الجياع وآهات المقهورين والتي يسمعها (الحق جل جلاله) وهو أسرع الحاسبين وأحكم الحاكمين وأقدر القادرين وعينه لا تنام وسمعه حوى كل الأصوات الداعية باضطرار على كل ظالم وفاسد.

إننا نراهن أن الفاسدين ومتنفذي حاكمكم لا مناص لهم وإن طوعت لهم الجنود وخفقت لهم البنود والرايات فو الله إن الخوف والذل لفي قلوبهم الخاوية من محبة الله ورسوله..فأين المهرب والمحيص (وما لهم من محيص).

إننا نراهن أن الجنوب ستظل نفس الرحمن فلن يستطيع هؤلاء المفسدون الجبناء أن يقطعوا هذا النفس وهيهات أن يغلب المخلوق الضعيف خالقه القوي المتين ذا البطش الشديد (والله غالب على أمره).

إننا نراهن أن الله يحبهم ويرعاهم لأنه أخرج خوف غيره من قلوبهم وجعلهم يتكلمون بهذه القوة والشجاعة ليعلم المفسدون الجبناء أنهم لا يخشون في الله لومة لومهم وأن إرادتهم من إرادة الله وقوتهم من قوة الله وأنهم أهزل ما يكونون في أعينهم التي بهرها نور (الحق جل جلاله) وأنهم اضعف من أن يحركوا فيهم ذرة قد سكنت وخشعت من مهابة الله العلي الكبير.

إننا نراهن أن من كان عبداً لله العزيز لا يمكن أن يكون عبداً للعبيد الأذلاء.إننا نراهن على أن (كفاهم خداعاً فاعينهم وقد سئموا الرؤيا وقد يئسوا) ولا يأس مع الأمل.

إننا نراهن على أن صوت الشيطان لن يغلب صوت الحق ..
إننا نراهن على أن السحر سينقلب على الساحر ولن يفلح كيده وما أغوى.
إننا نراهن أن ما وصلت إليه البلاد بسبب سياسة الإرضاءات والاقطاعات وبسبب ضعف حاكمكم والمحكوم والطالب والمطلوب .

إننا نراهن أن مراكز الفساد هي التي جعلت إخواننا الأعزاء ومن ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية يفكرون أن الوحدة أتت لهم بالويل والثبور وشر الأمور حتى أن بعضهم يفكر لو أن برميل التشطير عاد من جديد والسبب مراكز الفساد وإن لم تعترف.

فلا وقت للدموع ولا وقت للتردد أو الانتظار أو الرجوع، فليسمع الجميع من حاكمكم واتباعه ان الجنوب كلمة واحدة ولسان واحد وهمٌ واحد لأنهم شعب واحد نعبد رباً واحداً ونقتدي بنبي واحد.
إننا نراهن على هذا فعلام أيها المفسدون تراهنون؟
إننا نراهن أنكم ستخسرون الرهان.