[صقر الجزيرة]

لشيخ بادقيدق : لن نستطيع أن نصل بقضيتنا إلى بر الامان إلا إذا اعتبرنا من كل الاحداث التي حولنا ومرت بنا منذ 2007م


عدن لايف- انور السكوتي-

ظهر الجمعة ، وفي ساحة الحرية والاستقلال بمدينة الشحر تحديداً ، ألقى فضيلة الشيخ ( سالم بادقيدق ) خطبتي جمعة ( لن تنجح قضيتنا إلا بإجتماع كلمتنا ) وسط جموع غفيرة من المصلين الذين توافدوا من شتى احياء المدينة وقراها ، للإستماع لخطبة الشيخ والتي جاءت تأكيداً لثوابتنا الوطنية وإصراراً على تحقيق هدف شعب الجنوب في التحرير والاستقلال . وقد نالت هذه الخطبة استحسان ورضا المستمعين .

وفي مستهل خطبته هذه اشاد فضيلة الشيخ بادقيدق بمواقف شعب الجنوب الثابتة على قاعدة التحرير والاستقلال ، ورفضه لتلك المشاريع المنقوصة التي تروج لها حكومة صنعاء اليمن ، ومخرجات ما يسمى بالحوار الوطني . والذي لا يعني شعب الجنوب لا من قريب أو بعيد حسب وصفه. وفي خطبته ايضا حذر فضيلة الشيخ سالم بادقيدق من ( الظلم ) الواقع على العباد والجنوبيين خاصة ، مؤكداً بأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن الظالم وأن طال به الامد فلن يكون في مأمن من عدالة الله سبحانه وتعالى ، وما على الانسان سواء كان مسؤولاً كبيراً أو صغيراً , تاجراً او عاملاً إلا أن يتفكر ويأخذ العبرة فيمن سبقه من الظالمين وكيف آل بهم الامر . قال تعالى : (( وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) )) سورة ابراهيم .

وتطرق إلى ظلم المسؤولين وولاة الأمر ، واستغلال مناصبهم ومراكزهم على ظلم الرعية ، مذكراً هؤلاء الظالمين بوقوفهم امام الله سبحانه وتعالى وكيف انهم لما يرون العذاب امامهم يقول الواحد منهم ياليتني كنت ترابا .

كما تحدث فضيلة الشيخ عن الظلم الواقع اليوم في الجنوب ارضاً وإنساناً , من نهب في الثروات والخيرات ، إلى قتل الانسان بغير وجه حق، أو تعذيبه أو سجنه ، مروراً بانتهاك الاعراض وتهديم البيوت وهي مظالم عانى منها الجنوبي ولا زال . قال الله سبحانه وتعالى : (( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) )) سورة ابراهيم .

كما استنكر فضيلة الشيخ تجاهل المجتمع العربي والدولي قضية شعب الجنوب وايضاً مواقفهم المخزية تجاهه بل وتجاه العديد من الشعوب المقهورة والمظلومة ،وفي السياق نفسه تطرق لمواقف منظمة العدل الدولية مستنكراً هذه المواقف المخزية واصفاً هذه المنظمة بـ( منظمة الظلم الدولية ) مؤكداً أن هذه المنظمة وغيرها من منظمات تدعي الأمن وحقوق الانسان والسلم الدوليين وغيره في حين انها تسعى للنيل من الإسلام والإنسان المسلم . كما استنكر ايضاً مواقف علماء صنعاء وإصرارهم على الحنث العظيم , وانهم خانوا الامانة وعهد الله بإتباعهم الهوى والسير في ركب الظالمين . قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) )) سورة الصف.

كما استنكر ايضاً مواقف علماء حضرموت خاصة واكاديميهم ومثقفيهم وكوادرهم وصمتهم عن كل مايحصل في بلدهم من إنتهاكات وانفلاتات امنية، والقتل والقمع الذي يمارس على ابنائهم الأحرار الشرفاء ، وتحويل مدنهم إلى معسكرات وثكنات عسكرية كان الاولا بها أن تكون في المناطق الحدودية أو في صعدة حيث الحوتي هناك . متسائلاً متى سيطول صمتكم ؟ متى ستتواضعوا ؟ . وقد تطرق الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل فيه : ( هل ادلكم على الاخسرين عملاً ، اولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) .

وفي خطبته كذلك عاتب فضيلة الشيخ سالم بادقيدق القيادات الجنوبية وتحركاتهم التي لا تتواكب مع الحدث ، مؤكداً أن الشعب قد قام بدوره أكمل قيام , وأن مابقى الا توحدهم سائلاً الله أن يجمعهم ويوحد كلمتهم . كما أكد أيضاً بإننا كجنوبيين قيادات وشعباً، لن نستطيع ان نصل بقضيتنا إلى بر الامان , إلا إذا اعتبرنا من كل الاحداث التي حولنا ومرت بنا منذ 2007م إلى اليوم .

كما أكد في السياق نفسه بأننا كجنوبيين نحتاج إلى قيادة، ورعية ، وأن يعمل الاثنان معاً ،وأن تكون من صفات هذه القيادة : الصدق، التواضع ، وأن يوافق قوله عمله ، والحلم ، والصفح عمن اساء له، والإتقان في العمل ، وغيرها من صفات .

كما خاطب القيادات في الداخل والخارج بأن يخلصوا عملهم مع الله ومع شعبهم مؤكداً بان شعبهم قد اثبت وجوده . وان عليهم الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى، وتعاليم نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يمتثلوا بقول خليفة رسول الله صلى الله عليه ( ابوبكر الصديق ) رضي الله عنه حينما نصب خليفة على المسلمين خاطبهم قائلاً: ( إن احسنت اعينوني وأن أساءت فقوموني ) أوقول سيدنا عمر رضي الله عنه : ( القوي فيكم ضعيف عندي حتى اخذ الحق منه، والضعيف قوي عندي حتى اخذ الحق له).

كما خاطب الشيخ سالم بادقيدق شعب الجنوب قيادة وشعب، أن أردنا ان ننتصر للدماء الشهداء والجرحى والنصرة لقضيتنا الجنوبية علينا بتوحيد الرأي والكلمة .

وفي ختام خطبته أتهم فضيلة الشيخ سالم بادقيدق نظام صنعاء بأنه خلف كل المآسي التي يعاني منها المواطن في الشمال والجنوب معاً، وأن المواطن الجنوبي خاصة نال نصيب الاسد من هذا الظلم ، فهذا النظام حسب وصفه هو الذي يقف وراء كل الجرائم، وراء القتل والسرقة والنهب والمخدرات والتفكك الاسري والمجتمعي والاودية الفاسدة، والبضائع التالفة وغيرها من المصائب التي حلت على الجنوب حسب وصفه. مؤكداً باننا بتوكلنا على الله وتوحدنا وإصرارنا على مطالبنا ، والعمل الصادق لنيلها كفيلين بأن نتخلص من هؤلاء القوم وإستعادة دولتنا وكرامتنا.