[صلاح الضالعي]

فئران الوحدة
كلنا يعرف القصة الشهيرة التي تحكي أن فأراً جعل يقظم في جدار سد مأرب زمنا حتى انهار السد العظيم بسبب هذا الفار، وبصرف النظر عن صحة القصة من عدمها ،فأن مايهمنا هنا الفئران التي تقظم في جدار الوحدة منذ 13 وهم كل الذين استباحوا الجنوب الذين اعتبروا أرض الجنوب فيداً وغنيمة حرب جعلوا يتقاسمونها فيما بينهم بل وصل بهم الحقد إالى الانتقام من كل ماهو جنوبي من بشر وشجر وحجر ،فحاولوا تغيير العادات والتقاليد واستبدالها بأخرى متخلفة لايعرفها الجنوبيون ، من ذلك –مثلا-تعيين الشيوخ وعقال الحارات في كل مناطق الجنوب في محاولة لتعبيد الجنوبيين وجعلهم تابعين لأناس يبيعون أهلهم للسلطة ،وصولاً إلى تقسيم الجنوب إلىمشيخات ومناطق نفوذ لأذناب السلطة حتى يسهل السيطرة على الجنوب وتذويب الفارق الثقافي والاجتماعي والحضاري الكبير بين الجنوب والشمال، حتى أنهم لم يستحوا عندما عينوا شيخ لمدينة عدن المدينة الحضارية العريقة ، وصور لهم خيالهم البليد أنهم قادرين على (جعشنة )الجنوب ،
وهكذا أخذ المنتصرون في 7 يوليو المشؤوم يدوسون بهمجية التتار يدوسون على كل ماهو جميل في الجنوب محاولين أعادة الجنوب الى العصور السحيقة التي يعيشها الشمال .بعد كل هذا بدأوا يلتفتون الى الهدف الرئيس الذي اجتاحوا الجنوب من أجله وهو ثروة الجنوب .
لقد عاث هؤلاء الهمج في الارض فساداًوتخريباً فتخلصوا من كل الجنوبيين العاملين في القطاع الحكومي من كوادر مؤهلة عسكريين ومدنيين فاستهدفوا الانسان الجنوبي بعد تدنيس ارضه .
الرئيس الشمالي الذي يحكم الشمال 30 عاماً بالفهلوة والشطارة بعيداً عن النظام والقانون والدولة الحقيقية وشراء الذمم أراد أن يحكم الجنوب بنفس العقلية البليدة ، لكن هيهات فالشعب الجنوبي الذي صبر زمنا على هذا الحكم الفهلوي تنبه أخيرا واستيقظ المارد الجنوبي ليعلنها مدوية أمام العالم أجمع أن لا خوف بعداليوم وأن التراجع عن النضال من أجل استرداد الحقوق والوقوف ضد كل من تسول له نفسه جعشنة الجنوب وتعبيد أبناءه ،فليست هذه هي الوحدة التي أردناها،