عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-27, 10:07 AM   #22
حيد حديد
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
افتراضي

فحال الجنوب اليوم كحال سمائنا
كل الشواهد و الاحداث حول الجنوب و عمق الجنوب ومناطق الجنوب برا وبحرا ساهمت في خروج الجماهير الجنوبية إلى الشوارع وإعلان حراكها السلمي والذي سوف يمنحها مستقبلا جميلا يتحقق فيه كل مطالبها السامية في الحرية والاستقلال والعدالة والديمقراطية وبذلك فقد خطت خطوات صائبة في انطلاقتها التحررية نحو الهدف السياسي الجنوبي المشترك ونحو استرداد عافيتها ووعيها وقدرتها وهيبتها بعد مرور 45 سنة من الضياع والذل والظلم وسلب حقوق الناس ومنعها من التقدم والازدهار والانفتاح وكانت الجماهير الجنوبية قريبة جدا من استعادة دولتها وقريبة جدا من اللحاق بركب منجزات القرن الواحد والعشرين في كل مجالات التطورات العلمية والاقتصادية والصناعية وكان المطلوب من قيادات الحراك الميدانية العمل بصدق وبمهارة عالية في تحقيق أهدافها العادلة في البناء والتقدم والعمل المؤسسي وفق برنامج سياسي شامل لمسار حركتها وبناء دولتها وتشريع الدساتير والقوانين العادلة والآمنة لكل اقاليم أو محافظات الجنوب ومنعها والزعامات الريفية من الخروج عن تلك الثوابت والضوابط والوصول إلى السلطة مستقبلا مهما كانت قوة وعظمة وحجج دعاتها ولكنها للأسف رغم تلك الانطلاقة الجبارة ورغم الرجال المخلصين لم تتمكن من رسم خارطة الطريق لمعالم دولتها ومسار النظام فيها وهي كانت قاب قوسين من تحقيق كل ذلك إن عدم وضع مسبقا ضوابط لآلية الحكم بمعناه الواسع وإنفراده في إخضاع كل الجنوب عند إعلان الدولة والهرولة الغير منطقية لقيادات الداخل خلف قيادات الرعيل الاول وإعطائها مكانة سياسية هي في الحقيقة لا تستحقها كونها متباعدة ومتنافرة فيما بينها وغير منسجمة مع الطرح الشعبي وهذا العمل إن ذل على شيء فقد ذل على ضعف في مهارة وقدرات قيادات مرحلة التحرير الميدانية وبالتالي أضعف من مصداقيتها في العمل الوطني السياسي لبناء دولة الجماهير الجنوبية وزرعت الريبة والشكوك لذا الكثير من الجنوبيين من نضج مسار وأفكار وتوجهات تلك القيادات في الداخل مستقبلا مما يجعل الجماهير تتساءل دوما عن سبب هذه الضبابية وعن السبب الحقيقي للتراجع من إكمال مسيرة التحرير بنفسها أو عن طريق البحث عن بدائل من الداخل بدل الانقسام والتشتت فيما بين رموزها وإضاعة الوقت على الجماهير وهنا يذكرنا حالها بحال الجمل المربوط عينيه وحركته حول نفسه في دائرة لا يزيد قطرها على العشرة امتار وهو يفتكر نفسه يقطع ألاف الاميال يوميا ومن هنا كانت بدايات مشكلة الحراك الجنوبي في اثنان لا ثالث لهما وهما قيادات الرعيل الاول بمختلف تكويناتها واختلاف مواقعها ومناصريها في داخل الحراك من قيادات الصف الثاني في الدولة والحزب وثانيا رؤوس الاقلام الحزبية التقليدية التي تربت وترعرعت في أحضان الكذب والتزييف والبحث دوما وأبدا على مكاسب ذاتية ولقد وجدت ضالتها لتعبث من جديد وتمارس لعبة التضليل والخراب وزرع الفتن والانشقاقات والولاء الاعمى لقيادات الماضي التي لا يعرف لها طريق آخر غير طريق الفشل والانهزام والتبعية المطلقة لليمني كما حصل في يوم 22 من مايو سنة 90 عندما سلمت الدولة الجنوبية لحكام الجمهورية العربية اليمنية وكان الأجدر بها ان تسلم للشعب الجنوبي وهو قادر على تصحيح كل أخطاء وسلبيات مرحلة الحزب الاشتراكي طوال فترة حكمه.
واليوم فحال الجنوب كحال سمائنا وودياننا وسهولنا لم تمتلئ بالسحب والزرع والنبات واكتفينا فقط في ذلك للعوامل والمتغيرات المناخية وحدها ولو استخدمنا عقولنا وعلمنا وقدراتنا واختصرنا الاسباب وتوجهنا إلى الله بإيمان قوي ويقين ثابت في قدرات الله سبحانه وتعالى وصلينا صلاة الاستسقاء في صفوف متلاصقة الاكتاف يجتمع فيها الأبيض والأسود والفقير والغني والكبير والصغير وتوجهنا إلى الرب جل شأنه بقلوب متحابة ومتقاربة تشكو المصير الواحد وبإمام واحد وقراءة واحدة ولحينا في الدعاء إلى الباري خاشعين راجين منه الاغاثة لاستحقتنا في تلك اللحظات الاستجابة والكرامة بالمطر ومن ثم الزرع والنبات وأخيرا الحصاد لكن أن تترك أمور الناس متعلقة بالمجهول وعديمة الفهم والوعي بمجريات الأمور والأحوال وعدم معرفتها كوعها من بوعها ساعة خروج المحتل اليمني مما يجعل الجماهير اليوم تقف على الطرف الآخر من السرير وهذا امر خطير جدا على البلاد وعلى العباد وجب التدارك له عاجلا قبل أن تتجه الامور إلى الفوضوية الغير منضبطة ويكفي أننا لدينا فئة مغرر بها من قبل المحتل وتبدو أنها فاقدة لوعيها ولصوابها ومصرة على عدم الرجوع إلى بوابة الحق في ظل قيادات الجنوب المتفككة والغير مستحضرة والغير مدركة لخطورة المرحلة التي تتطلب توحدها ولملمتها واصطفافها وهو بمثابة طوق النجاة لها وللجنوب فعليها أن تستفيد من هذه الفرصة التاريخية التي أعطيت لها إن الايام القليلة القادمة تتطلب سرعة العمل الخالص ومزيد من التضحيات والتنازلات من كل القيادات الجنوبية لينعم الجنوب برجالات وطنية قادرة على وضع بصمات لها في العمل الوطني المنتهي بالعز والمجد والكرامة للشعب الجنوبي فعليها ان تكون قدوة حسنة وفخر للأجيال القادمة في التضحية والوفاء و الشجاعة والمصداقية وإنشاء الله تكون ذكرى 30 من نوفمبر بمثابة الصحوة لتلك القيادات وفاتحة خير على طريق العمل الجماعي وتوحيد الاهداف للخروج بالجنوب من أزمته الراهنة ومن أجل التسريع في تحقيق الانتصار الحتمي للجماهير الجنوبية مستقبل وهل قيادات الرعيل الاول تستحق وفاء قيادات الحراك الميدانية والجماهير فالأيام هي وحدها كفيلة بإيضاح ما هو مخفي اليوم
حيد حديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس