عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-23, 04:32 PM   #2
ابن الجنوب اليافعي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-18
الدولة: يافع (الجنوب العربي)
المشاركات: 1,213
افتراضي

الخميس 22-كانون الأول/ديسمبر-2011 ، الساعة 21:42

الحياة في طريقها إلى العاصمة صنعاء
المصدر أونلاين - شادي ياسين

أجهش الحاج علي ناجي السامعي البالغ من العمر 87 عاماً بالبكاء المرير لعدم قدرته في المشاركة بمسيرة الحياة، أعاقه العوز والمرض واضطره لدخول أحد مستشفيات تعز، فيما ظلت عيناه مليئتان بالدموع على ضياع فرصة كان يمكن أن يكللها في عمره الكبير والمقارب للانتهاء.



ليس فقط الحاج علي، فكثير من أبناء مدينة تعز وقفوا يلحظون مسيرة الحياة وهي تغيب عن ناظرهم، وقفوا يودعونها ودموع الأسى والخوف على المسيرة في دربها المحفوف بالمخاطر.



على طول امتداد البعد الجغرافي بين تعز وصنعاء، لم تثن المسافات الطويلة أمام ما يفكر به ثوّار مدينة تعز، إيمانهم بقرب تحقيق الهدف، هو ما أعطاهم دفعة للقيام بهذه المخاطرة، في إيجاد تلاحم حقيقي وعلى أرض الواقع بين أحلام الثورة المتناثرة في محافظات الجمهورية.



لم تكن مدينة تعز وهي تلملم جراحها في غضون القصف الهمجي على ساكني المدينة المسالمة تبحث سوى عن فرصة تنتهزها لإعادة روح الثورة كما كانت، فقد قضت مدافع ورشاشات الحرس الجمهوري على أرواح شبابها ونسائها وأطفالها، وأعاقت مسيرتها الثورية المحفوفة بالحقد والموت.



وهاهم أبناء المدينة ينتهزون فرصة توقف النيران الموجهة لصدورهم ومساكنهم لينظموا مسيرة تكمن في جوهرها إحياء الثورة، ومحاولة لبعثها للوجود في شكل الثورة الصارخة بعدما أوغلت السياسة فيها، وأوسعتها تهدئة، وهو ما يرفضه شباب الثورة بشكل قطعي.



في ثقل مدينة تعز بخصوص الثورة، دائماً ما كانت تنبع مشاعر الثورة بشكل خاطف في قلوب أبناءها، فالمدينة المتسمة بالسلام الغائر، أرهقت عتاد قوات صالح التي تداولت في القصف والقتل لعلها طريقة مجدية لوقف مسيرة الكفاح التي توجها أبناء المدينة.



بعثت مسيرة الحياة المنطلقة من مدينة تعز والتي مرت بمدن إب وذمار، بعثت الحياة والثورة في قلوب الثوّار بعد أن هدأ بالهم مع الروتين المتبع بشكل يومي في الساحات.



يقول كمال الشرعبي وهو أحد شباب الثورة بصنعاء بأن مسيرة الحياة أعادت الزخم الثوري من جديد وجددت الحماس لشباب الثورة في كافة المحافظات، مؤكداً على أن لها نتائج كبيرة جداً في تصعيد وتيرة العمل الثوري لاستكمال إسقاط النظام.



وأضاف: «المسيرة مثلت ضربة كبيرة لفلول نظام صالح، ودليل ذلك بيان حزب المؤتمر الذي اعتبر فيه هذه المسيرة تصعيداً خطيراً، معبراً عن شوقه الكبير لاستقبالها والالتحام بها».



واعتبرت الشابة نور نوري أن مسيرة الحياة ستعمل على اجتياز المحن التي يعيشها اليمن على امتداده الجغرافي. وقالت إن اليمنيين لا تقف أمامهم المسافات كعائق لتحقيق أحلامهم.



وأبدت نور خشيتها من المسلحين الذين سيحاولون ربما اعتراض المسيرة في نقيل يسلح، بعد أن تداولت عدد من وسائل الإعلام عن تقاطر مجاميع مسلحة إلى المنطقة، لمحاولة إعاقة خطى المسيرة.



وكانت جموع غفيرة من عدد من المحافظات قد تداعت للاحتشاد في مدينة ذمار للمشاركة في المسيرة التي تهدف الوصول إلى العاصمة صنعاء لإحياء روح الثورة فضلاً عن تأكيدها عن إصرار الثوّار لمطلب محاكمة صالح ومعاونيه وعدم منحهم أي حصانة من الملاحقات القضائية.



واحتشد الآلاف من أبناء ذمار على طول مدخل المدينة، لاستقبال المسيرة، رافعين خلالها الأعلام الوطنية ولافتات تحيي صمود أبناء تعز وكافة المحافظات.



وكان أبناء مدينة ذمار قد قاموا بإعداد مأدبة غداء كبيرة للمشاركين في المسيرة، فيما تناوبت نساء المدينة بتجهيز الكعك والمعجنات.



وعلى طول درب المسيرة تعرضت لمحاولات للاعتراض إحداها في سوق القرعي والأخر في منطقة بيت الكوماني والثالث قامت به مجاميع مسلحة على المسيرة كانت مستقلة إحدى السيارات وجلها في مشارف مدينة ذمار.
ابن الجنوب اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس