عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-04-20, 03:56 PM   #1
ايمن الحافى
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2017-01-01
المشاركات: 130
افتراضي سجن الجسد ... العذاب المسكوت عنه


ماذا لو كان ابني أو ابنتي من الذين يعانون من اضطراب في الهوية الجنسية؟ وماذا لو كان ابني تحديداً هو الذي يعاني من هذا الاضطراب؟ هل سأطرده وأُنكره لأنه يشعر بنفسه كأنثى؟
عندما نفرت من معالم الأنوثة التي بدأت تظهر على جسدي مع بداية المراهقة. لم يكن السبب خللاً داخلياً، بقدر ما كانت ثورة داخلية على المجتمع.

بسبب التضييق على الأنثى وكبت كل تحركاتها، قررت أن أثبت للمجتمع المحافظ أن الأنثى كياناً حراً مساوياً للذكر. هكذا شعرت بأنني سجينة جسدي وهكذا تحررت.
عندما قابلتها لأول مرة وأنا في بداية الثلاثينات من عمري، كنت أحتفي بأنوثتي في ضجيج مبالغ فيه، وكانت هي تخنق كل مظاهر الأنوثة بها.

اعتقدت أنها تعاني من نفس الأزمة التي مررت بها في مراهقتي. أخذت أقنعها بأن أنوثتنا ليست عيبٌ وأن اتخاذ مظهر الذكر يُضعف من قضيتنا في الحياة.

ابتسمت في هدوء وأخبرتني أن سجنها غير سجني. لا أدري إن كان القدر هو الذي لعب تلك اللعبة أم أنها الصدفة؛ خرجت عليّ "أوبرا وينفري" في إحدى حلقات برنامجها الذي كنت أدمن مشاهدته، بحلقة عن "اضطراب الهوية الجنسية".

استضافت مراهقاً وُلد في جسد فتاة لكن عقله يُخبره بأنه ذكر، وعندما بلغ وبدأ جسده ينمو كفتاة تحيض شهرياً، أصيب بالاكتئاب. عرضه أهله على أطباء متخصصين شرحوا لأهله حقيقة ما يعانيه ابنهم المولود في جسد أنثى. سكس
تحت إشرافهم، بدأ الفتى المراهق في تناول دواءً هرمونياً لإيقاف علامات الأنوثة - كخطوة أولى لتحويل جسده إلى ذكر.
أصبت بالدهشة، وقد يكون الفزع؛ ماذا لو كنت مثل هذا الفتى أو مثل صديقتي؟

ذكر الطبيب الذي استضافته أوبرا أن من يعانون من اضطراب في الهوية الجنسية، لا خيار لهم فيما هم عليه. يحدث خللاً أثناء الحمل في الشهر الثامن وبعد أن يكتمل الجسد في هيئة أنثى أو ذكر، يؤثر على خلايا المُخ الخاصة بتحديد الهوية الجنسية، فيشعر المولود الأنثى أو الذكر جسدياً بعكس ما هو عليه.

لم يكن صعباً على عائلة صديقتي، التي تنتمي إلى إحدى الدول العربية، أن تعترف برغبتها في التحول إلى ذكر. نحن نعيش في مجتمعات تحتفي بالذكورة، وهناك من يحزن، وربما يشمئز، من الأنوثة.

ساعد الأهل، والأطباء، صديقتي أن تبدأ رحلة التحول إلى ذكر. هو الآن، وبعد مرور عمر طويل، أصبح مستريحاً في جسد يحاكي عقله تماماً.

هل الأمر مقبولاً في حالة العابرين جنسياً من ذكر إلى أنثى؟
ايمن الحافى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس