اليمن المفلس ينهار : كتب مراقب صدى عدن
( صدى عدن ) خاص :
اليمن المفلس ينهار :
كتب مراقب صدى عدن
تشير كافة الوقائع الى ان الوضع السياسي والاقتصادي في اليمن وصل الى نقطة بداية انهيار اذا لم يتحرك العالم لمساعدة اليمن بصورة عاجلة. ويقول كثير من المراقبين والخبراء بان الحالة السياسية والاقتصادية قد وصلتا الى لحظة انسداد حقيقي كما ان التحديات الأمنية باتت اليوم مخيفة جدا ولا احد يمتلك حلولا سخرية لفك كل تلك الشفرات المعقدة.
البعض يرى ان الرئيس هادي تأخر كثيرا خلال عامي 2012 ، 2013 لوضع نهاية حقيقية لهيكلة القوات المسلحة والأمن والشرطة بدلا من التبديلات الشكلية ، كما انه انصاع لضغوط الاصلاح تارة والمؤتمر تارة ولم تكن هناك رؤيا استراتيجية وخطط حقيقية للخروج من الأزمة الكبيرة التي تعيشها اليمن منذ تداعيات ما تسمى بثورة التغيير ، فقد صرف الرئيس هادي جل وقته في مؤتمر الحوار والتنظير له بينما الوضع يتحرك من تحت أقدامه كما انه لم تكن هناك عقول حوله يعتد بها فقد استعان بمطبخ متنوع وغير امين وأحاط به مجموعات من الانتهازيين وصيادي الفرص والمصالح ولم يتحصن خلف عقول وإرادات قوية.
لا احد يلقي اللوم على الرئيس هادي فقد عمل وفقاً لقدراته وللمتاح حوله لكنه لم يدرك انه يتعامل مع قوى تملك من الخبث ما يكفي لتدمير كل شيء. فالرضوخ للضغوط الإعلامية وغيرها التي تمارسها قوى التخلف في صنعاء بشكل متناوب لم تؤدي سوى الى هذا الانهيار المرتقب. وقد حصر هادي نفسه بمجموعة من زملائه ومناصريه ولم يفتح الابواب للبحث عن رجالات الفكر والسياسة والاقتصاد وكانت تلك الضرورة التي لم ينتبه لها وعوضا عنها تم الاهتمام بتوزيع المناصب حسب الانتماء وحسب المناطق دون ادنى مقومات كما ان التوظيف والإنفاق الكبير هنا وهناك قد انهك الدولة وكرس فشلها.
ليست لحظات تنظير هذه ولكن انهيار اليمن مخيف بشكل لا يمكن لاحد ان يتصوره ومخيف شمالا وجنوبا فالشمال تملكه ثلاث قوى بجيوشها وقبائلها والجنوب مشتت ومجزأ ولا يملك ادنى قوة لحمايته ساعة الشدائد. ومن ذلك المنطلق يغدو الامر مفزع جدا وعلى العالم ان يعترف بانه اخطأ عندما تعامل مع الوضع اليمني المعقد بسطحية مفرطة ومن خلال مبادرة خليجية لم تاخذ بحل المعضلات ووضعت اليمن بين فكي المؤتمر والاصلاح وعبثت بالقضية الجنوبية وصدقها البسطاء لانهم يتمسكون بقشَّة أمل.
ينبغي على الرئيس هادي ان كان هناك ما تبقى بان يعمل مراجعة ويعيد النظر بمن حوله ويتبنى خطة إنقاذ واضحة ومعلنه ويطلب دعم العالم كما يجب عليه ان يعيد النظر بمسائل سياسية كبرى وان لا يكون طرف في معادلة الصراع سواء شمالا او جنوبا.
مراقب صدى عدن
12يونيو2014