عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-16, 07:53 PM   #1
عبدالحافظ
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-26
المشاركات: 31
افتراضي رسالة دحباشي إلى فلاسفة الحراك

وصلني هذه الأيام الكثير من السب والشتم والإحتقار بعضه سمعته من أفواه إخواني في جنوب الفؤاد والبعض الآخر قرأته متناثرا في كل المواقع اليمنيه وغير اليمنيه
لقد كرهت نفسي بالفعل الى هذه الدرجه انا سيئ وهمجي ومتخلف وكذاب...إلخ هذا القاموس الذي أشعرني بالذل أمام كل عربي أحسب انه قرأ هذه الصفات عني
لم أحاول الرد...حاولت التأكد من انطباق كل هذه الصفات على حده,وجدت بعضها منطبقا علي وبالذات الجبن وهذا لايطعن في إيماني بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم:أيكون المؤمن جبانا,قال نعم
ووجدت صفات أخرى منطبقه بنسب متفاوته على أناس في قريتي وفي أي مجتمع ذهبت إليه ففي كل بيت حمام ,ويختلف نصيب كل مجتمع من هذه حسب التعليم والوعي والتناصح.
ربما كان خطأي انني انزويت عن الأحتاك بإخواني الذين عرفتهم في الجنوب أثناء عملي نادلا في كورنيش عدن أو صاحب بسطه في المكلا
بالكاد كنت اجد من يقبلني مستأجرا وفي المكلا قام احدهم بقطع الشجره التي كنت استظل بها أنا وعربيتي
لم أكن أجد اين انام ,أحيانا,ويوم أن نمت في سطح عماره مهجوره حديثة البناء,صحوت على اتهام لي بأني أغازل العوائل وأنا لا آوي على الفراش(إن وجد) إلا منهمكا وقلبي معلق بإبنة العم في جبل بعيد,المشغوله بأبنائها السبعه والتي اؤوب إليها كل رمضان لأجدها أصبحت أكثر ابتعادا عن ملامح الأنوثه..جراء الإحتطاب ونقل الماء وغسيل الثياب.
لست سيئا إلى هذا الحد هذا ماأريد قوله.
مشكلتي انني أكافح فقري وأظن بأن اليمن كلها بلادي عملا بقوله سبحانه (( فأسعوا في مناكبها))
إن جئت اشكو لأخ لي في الجنوب وجدته متحفظا لأذكر حينها انه يحسبني من الأمن
كلنا نحن ابناء اليمن عرف الغربه في كل أرجاء الله..وتمنيت أن اعامل في بلدي كما يتمنى أي واحد من ابناء يافع أو سيؤن او حبان ان يعامل في بلاد الآخرين.
انا الدحباشي الذي لاجمل لي مع السلطه ولاناقة لي مع الأحزاب ولا راحة لي في سنوات كفاحي الطويل..مثلكم..غير أني إذا توقفت عن الكد فإن أطفالي تجوع ولا أحد سيعطيني شربة ماء٠
هب أنني همجي كما تقول,وكائن متسخ,وجبان وحقير...غير ان مصارحتك لي بهذه الصفات-أخي الحبيب الجنوبي-لاتجعلك أفضل مني٠كلنا تخرجنا بلا مدرسه ووجدنا انفسنا مجرد اصوات في حساب الأحزاب وارقام في برامج التنميه ودافعي فرق للمشائخ ومتحملي ضرائب وفواتير ورشاوي وجرع٠
أتمنى ان يكون ابني أفضل مني,وأتمنى ان يكون ابناؤكم افضل منكم,واتمنى أن نراجع أنفسنا,أنا وأنتم...إذ لاشي يدعو لكل هذه الكراهيه و التقزز٠يقول عليه الصلاة والسلام:بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم٠
ويقول الشاعر:
ياأخي لاتمل بوجهك عني...ماأنا فحمة ولا انت فرقد
هناك اشخاص محدودون وحمقى أساؤا لي ولك وهم ليسوا من منطقه واحده.فكما ان الأرهاب ليس له دين,كذلك اللؤم ليس له وطن فوطنه الحقيقي هو القلوب التي جفت فيها ماء الحب وطعنت بأشواك الكراهيه والكبر
أحبابي لم أكن لائقا لاصبح صديقكم ,ولتعزموني في بيوتكم لتكتشفوا كم انا بسيط ومقهور ونقي وخطير/ أشعر ان صدري يجيش وان في عيني دمعه توشك ان تقول
أحبابي الذين كرهوني لان المولى اودع في بعض ترابهم النفط واصبحت في نظرهم قذى وفي ذكراهم اسى لاذنب لي إلا علي صالح والنخبه المتحكمون بمصائرنا,سلطه ومعارضه,الذين تركوا البلاد بلا روح..تركوا الشعب بلا دليل
فالمناطقيه مرض أحيانا يكون ما بين قبيله وقبيله وحينما يصطلحان يتحول المرض الى كراهية ابنا محافظه وعندما يتعافى ابنا المحافظتين يتحول إلى مناطقيه بين الأقاليم ومنها الى عنصريه باتجاه الشعوب الأخرى...
المناطقيه مرض يتطلب علاجا يستأصل الداء وليس إعادة توجيهه وتنويع ضحاياه,والتعميم ظلم دائما وكلنا في اليمن لا زلنا نتحرر بصعوبه من مخلفات الإمامه البغيض الذي زرع بيننا التشاحن وحرمنا من الدفتر والدواء, ومجدت في بعضنا مفاهيم الموغاده والملعنه والزنقله
أخوتي فلاسفة الحراك الجنوبي,لكل ذي روح على وجه الارض كرامه ولكل مغلوب قصته الكبيره وملفه المأساوي/حتى اللصوص هم أيضا مرضى حرمان/وإلا فلا شي في الدنيا يعدل دمعة أمي التي سكبت بعد خطاب البيض خوفا على الوحده...والله هو الرزاق ذو القوة المتين.
إسمعوها مني إخوتي الجنوبيين:لم نعرف بعضنا جيدا والله يقول (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) ; وحينما إنعدم التعارف كان الإزدرا وسوء الظن هو البديل.وبدون إكتشاف بعضنا فلن يكون يكون لوحدتنا معنى,ولن يكون لإنفصالنا فلاح.
وعادة مايلحق الفقراء الأذى ببعضهم البعض... يتواطأ الضحيه مع الجلاد حينما يسترسل في الإستكانه لكي تكتمل في نفسه دورة الحقد فيتحول الضحيه من ثم جلادا شديد الوطأه وهكذا نفعل منذ دهر ونحن نتبادل السياط فيما بيننا من فترة لأخرى,وبقية خلق الله يخترعون و ينتجون ويتقاسمون أرغفة العشاء بينهم بسعادة غامره.
أحبابي تبدأ كل مشكله كبيره بلفظ خبيث وعناد أخرق , الكلام الطيب مطلوب حتى لكي ينجح الإنفصال..( أي إنفصال سيبقى إذا عرفنا الطريق السليم الى شغف القلوب)
فلنضع مشاكلنا على الأرض ولننظر إلى البعيد ولنناقش معا آراءنا حول منهجية النضال بإحساس متقدم بنوعية العواقب لكي نجعل أبنائنا يشعرون إزاءنا بالفخر..لأن الاحقاد أيضا تورث ,ومالم يتم معالجة الأخطاء بواسطة تغيير المفاهيم فإن كل الحلول ليست سوى مسكنات يعود المرض بعدها أعتى وأعنف...
إنه ألمي وحبي الذي يجعلني الفيلسوف الفقير الذي يتابع الأحداث وهو واثق أنه هو وأخوه الضحية الحقيقيه حينما تتناطح القرون.
فداؤكم علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح.. حافظوا على اليمن.
وإذا أنتم مصرون على إسم الجنوب العربي غيرنا اسمها من الطرف للطرف...كلنا الجنوب...وكلنا يمن ..حتى قواميس اللغه تقول هذا الكلام. حيث اليمن كل ما كان جنوب الكعبه والشام العكس
هذا ماأحببت أن اكتب والسماحه على الإطاله
عبدالحافظ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس