عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-23, 03:40 PM   #1
ابوردفان المفلحي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-14
المشاركات: 357
افتراضي (قصة بعنوان يوم وليلة في قرية المعجله،!)

(قصة بعنوان يوم وليلة في قرية المعجله،!)
تنبيه! كل الشحصيات والأسماء من وحي الكاتب .

هناك في وخلف الجبال الجافه والسهول شبه الصحراويه تقع قرية هادئه كسائر قرى الجنوب ..اسمها المعجله سكانها ابسط ممايتصورالقارئ احلام شيوخها الطاعنون في السن لم تتجاوزحدود قريتهم ..شيمهم العربيه واصالتهم وكرمهم معين لاينضب لايعرفون البخل ابدا..محافظون على عاداتهم وتقاليدهم واهم من ذلك شجاعتهم النادره ويعتبرونها كنزهم الوحيد..احلام شبابها الحصول على وظيفه حارس او عامل على احدى المعدات الثقيله لأحدا الشركات النفطيه التي لم يفكروا يوما الى اين تذهب هذه الأموال ! الساعة الآن السادسة صباحا من يوم الأربعاءالموافق 16:12:2009
السكون يلف القريه بعبائته ويستعدللرحيل بعد ان بزغت في الأفق اول خيوط اشعة الشمس لتجفف قطرات الندى التي كانت تمرح طوال الليل فوق سقوف السعف وحظائر الماشيه (الماعز)وخصوصا حظيرة أسرةمحمد ذو الأربعين عام عندما تراه يخيل اليك ان عمره فوق الستين ربيعا فقد لعب الزمان برأسه وتسابق الشيب ليغرق كل شعره سوداء باللون الأبيض !ولم يكتفي بذالك فقد حفر اخاديد وشق تجاعيدفي محياه وجبهته
مسكين انت يامحمد لانلومك فقد انفقت كل مالديك وحتى راتب ابنك الذي توظف اخيرا في السلك العسكري وبراتب 24الف ريال يرسل لك كل شهر مبلغ 20الف ريال ماذا عساها ان تكفي هل ستذهب للبحث عن علاج للقرحة التي اكلت معدتك ولم ينفع اي علاج استخدمته! ام ستشتري كيس من الأرز ام هل ستوفر ليسافر والدك ووالدتك الى الحج فقد قطعت على نفسك عهدا ووعد بهذا ..لماذا تكابر نفسك يامحمد ان والديك اللذين بلغا من العمر عتيايعذرانك فأنت بار بهما ويعلمان ان ظروفك اصعب اولادك العشره اولى بالأهتمام بهم .بناتك الثمان وحسن وسالم ..ذو الخمسة اعوام واصغر اولادك واحبهم الى قلبك_اما حسن فقد خفف عنك اعباء حمله واصبح هو من يتحمل اعبائك الآن مسكين انت ياحسن فهمومك تزيد كل اسبوع وكل شهر عندما يتصل بك ابوك ليبلغك ان احد اخوانك مريض وبحاجه الى فلوس ليشتري ادوية لاتشفي ولاتنفع .ويذهب حسن ليبحث عن احدا حتى يستدين منه ولكن لافائده فحسن اصبح مشهورا بوحدته بأنه ابو الديون يرجع حسن الى غرفته ويتامل حاله وماوصل اليه فديونه بلغت 50الف ريال واصبحت جبل على صدره:
فنفسه تسول له ان يبيع سلاحه ولكن حسن يستعيذ بالله من الشيطان ويصدر تنهيده تشق محيط غرفته وتسقط من عينيه دمعه تحرق خده الأسمر.يارب ماذا افعل بصوت تملؤه العبرات
8اشهرلم يستطيع ان يرى امه واخواته والمسافة بينهم 6ساعات فقط..سالم الأخ الأصغر لحسن هومن يشتاق له اكثر،فسالم له قصة لن ينساه الجميع وخاصة امه لم تكن ولادة سالم طبيعه كادت ام سالم ان تموت لولا عناية الله يومين كاملين وام سالم تعاني الآم المخاض نقلت الأم الى اقرب مستشفى لتجد ان الطاقم الطبي غير متواجد مستشفى لايصلح ان يطلق عليه هذا الأسم يفتقر لأبسط مقومات العمل الطبي فيقرر الأب ان يأخذ ام سالم الى المحافظة وهناك يقرر الأطباء بأجراء عمليه قيصريه لم يتردد الزوج على الموافقه ...ولكن تكاليف العملية من اين سيأتي بها ..ويعلم ان المستشفى ستبلغ عنك الشرطه اذا لم تدفع المبلغ.. ما اصعب هذه الحياة وما اقساها عندما تضيق عليك الأرض بما رحبت .صبرا يا محمد فربك لن ينساك فها هو احد الخيرين من ابناء الجنوب يدفع تكاليف العمليه لوجه الله.
ونعود الى احداث اسرة محمد وبالذات سالم فمنذ ولادته وهو يعاني التهابات في الصدر تكاد تكون متلازمه طوال العام ولاكنها تزداد مع كل شتاء وهذا العام بلغت ذروتها وفي هذه الليله لم ينم سالم فقد زادت حرارته مما اضطر ابوسالم وامه للسهر ومحاولة تخفيف حرارة سالم وسعاله الذي يشبه صوت الديك عندما تأتي نوبة السعال الحاده ..وعندما غلب محمد النعاس بعد صلاة الفجر شائت الأقدار ان تهجم فرقة من الكلاب الضاله وبسرعة البرق تهجم على اغنام الأسرة في زريبتهاوتنهش منها حوالي 8من الشياه الحوامل وتمزقها داخل الزريبه ..وقامت الأسرة لترى هذه الفاجعه وكيف ان سالم بكى بكاء شديد وابكى معه كل الأسرة وكان المنظر الذي ابكاهم ان احدى المعزات ولدت جديين قبل ان تفارغ الحياه والأشد تأثير ان المعزات الصغيرات تبحث عن أمها لكي ترضع وتصدر اصوات كأنها تبكي بينما الام قد ماتت منظر يبكي له الرجال فكيف بالأطفال الذين تربطهم بهذه المعزات روابط متينه فهذه الأغنام هي رأسمالهم وكل ثروتهم..محمد لم يتحدث بكلمه واحده بل أخذ (الرشبه)ليدخن بعيدا عن بكاء سالم واخواته
وبصوت مرتفع يصيح محمد بالبنات ان تأخذ الأغنام الى الرعي كالعادة وكأن شي لم يحدث.وتلبي البنات أمر والدهن ولكن بكائهن استمر حتى اختفين عن الأنظار
محمديسمع خلفه صوت عصاء ابوه فهو يعرف ان هذه الصوت لعصى ابوه فقبل شهر وجد محمدفي منطقه بعيده حشوة قذيفه ربما كانت احدى معسكرات الجيش تقوم بمناورة اطلقت فيها كل انواع القذائف ..وهذه ليست قصتنا انماالقصد هي تلك الحشوة التي وضعها محمد على عصى ابوه حتى لاتتكسر..وقف عبدالله خلف ابنه محمد ووضع يده على كتفه وقال : قل اللهم لك الحمد اصبر ياولدي ان هذه الحياة دائمأ تأتي بالمفاجأت التي لانتوقعها وجلس يقص لأبنه ايام شبابه وتذكركيف صبروا على الأحتلال البريطاني وكيف دافعوا عن ارضهم بأبسط الأسلحه وكيف ان قوة المحتل وان كانت كبيره ومعداتها حديثه فلن تستطيع الصمود امام قوة ارادة اصحاب الحق والمدافعين على اوطانهم هكذا تعودعبدالله ان يقص هذه القصص لأبناء ابنه كل ليله بعد صلاة المغرب من كل ليله فليس لديهم كهرباء ولاتلفزيون حتى يسمعوا ويشاهدوا قناة صنعاء اوعدن اقصد (يمانيه)ليشاهدوا المنجزات العملاقه وورش العمل التي نراها بنشرات الأخباروكأننا احدى الدول الصناعيه ...
محمد فقط يمتلك مذياع صغير يفتحه عندما يأتي المساء فهذه الميزه العجيبه بهذا الجهاز فقط يجد اذاعه صنعاء بعد ان تغيب الشمس وهذا سر لم يكتشفه محمد الى الآن .فحدود تفكير محمد ليست كبيره ويدرك ان هناك اسرار كبيره وتساؤلات في رأسه .
عندما يسمع محمداذاعة صنعاء يخيل اليه ان الحرب بين اليمن ودولة الحوثي استخدام اسلحة ثقيله مدافع ودبابات وكاتيوشا وطائرات تقصف ولازالت دولة الحوثي صامده وتأسر الوية وتستولي على اسلحة:محمد يحاول ان يجمع اسئلة ليسأل ابنه العسكري عندما يأتي..فهو لايعلم انه لن يرى ابنه مرة أخرى!
يمر هذا اليوم سريعا" فقد اصبح الوقت ظهرا والسكون يلف المنطقه الا من زوار زريبه اسرة محمد ينظرون كيف فعلت الكلاب الآثمة بالأغنام
ام سالم تجهز الغداء وليست مائده او كما يتصورها القارئ عندمانقول وجبة الغداء فهو عباره عن خبز جاف يوضع داخل النار فهي اصلب من الحجر ..
__________________
فداك ياوطني روحي ودمي
ابوردفان المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس