عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-26, 03:07 AM   #5
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,642
افتراضي

(( فتوى مهمة حول إغلاق المساجد وترك الجمعة والجماعة بسبب انتشار فيروس كورونا))


. بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

. 🎤🎤🎤🎤🎤

فتوى مهمة حول إغلاق المساجد وترك الجمعة والجماعة بسبب وباء فيروس كورونا، وتضمنت كيفية مواجهة المسلمين لهذا الوباء، لشيخنا الفقيه المبارك أبي عبد الله محمد بن حزام البعداني حفظه الله تعالى ونفع به الإسلام والمسلمين.
ألقيت ليلة الاثنين الموافق ٢١ من شهر رجب من عام ١٤٤١ من الهجرة النبوية، بين مغرب وعشاء.

. 🔽🔽🔽🔽🔽🔽🔽

يقول السائل : بسبب انتشار المرض المسمى ((بفيروس كورونا)) ،أعلنت بعض الدول عن توقيف صلاة الجمعة والجماعة ، تحرزاً من تفشي هذا الفيروس، فما حكم الشرع في ذلك،وما توجيهكم ؟

📝 الإجــــــــــــابة :-

أولاً :هذا المرض مما قدره الله سبحانه وتعالى ، قدر الله أن ينتشر هذا المرض ،وهو عذاب على الكافرين ، وابتلاء للمسلمين، والله سبحانه وتعالى قدر ذلك، وكل شيء بقضاء وقدر ، {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[ التغابن:١١].

وعلى المسلمين أمام هذا الوباء المنتشر أن يرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى ، الله سبحانه وتعالى إذا أنزل العذاب فهو يحب من عباده أن يتوبوا وأن ينيبوا إلى الله سبحانه وتعالى ، وقد أخذ الله الكفار بالعذاب حتى يستكينوا ويرجعوا إليه.

قال الله عزوجل عن كفار قريش { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}[ المؤمنون:٧٦} ، ذمهم الله جل وعلا.

هذا حال الكافر، لايستكين إلى الله ولا يرجع إليه ،ولا يتضرع إليه ، قال الله سبحانه وتعالى عن الكافرين {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}[ الأنعام:٤٤]، وقال الله تعالى {وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }[ الأعراف:١٨٣]، فالله سبحانه وتعالى إذا أنزل الوباء أو العذاب فهو يحب من عباده الرجوع إليه والاستكانة، والتوبة والإنابة إلى الله جل وعلا، فعلى المسلمين أن يرجعوا إلى الله جل وعلا .

والمسلم يواجه هذا البلاء أولاً بالإيمان ، الإيمان بالله والإيمان بقضائه وقدره (( ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك )).

فالمسلم إيمانه بالله وإيمانه بقضاء الله وأقداره يجعله في سكينة ،يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، الأمور بقضاء وقدر، {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[ الحديد:٢٢].

{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}[التوبة:٥١]،فعلى الناس أن يرجعوا إلى الله عزوجل بالإيمان بالله والإيمان بقضائه وقدره.

(( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )).

فالإيمان بالقضاء والقدر يجعل المسلم في سكينة (( ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليخطئك )).

ولو قضى الله عليك الموت لأدركك الموت ولو كنت في بروج مشيدة {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ}[ النساء:٧٨]،

{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }[ الجمعة:٨].

إذا قضى الله عليك الموت سيدركك الموت بأي سبب ، سواء بالوباء أو بغيره من الأسباب، فكن على سكينة ، وعليك بالإيمان بقضاء الله وقدره {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}[التوبة:٥١}.

وأنت مِلك لله ،متى ما أراد الله أن يأخذ ملكه سيأخذه، فنحن لله ونحن إليه راجعون.

{.الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)}[ البقرة].

فعلى الناس أن يرجعوا إلى الله جل وعلا، أولاً بالإيمان بالله جل وعلا ،وبجميع أركان الإيمان ،ومنها الإيمان بقضاء الله وقدره، وإذا قضى الله سبحانه وتعالى شيئاً فلا راد له.
آمنا بالله ، فلا يكون المسلم في خوف ، قد يأتيك الموت وأنت في بعد عن هذا المرض، بسبب آخر ، الأمور بيد الله، وهكذا على الناس أن يكونوا متوكلين على الله، التوكل على الله جل وعلا، فعلى المسلم أن لا يغفل على الإعتماد على الله جل وعلا في جلب المنافع ودفع المضار ، {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:٢٣]،{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}[التوبة:٥١].

الكفار بسبب أنهم لا يؤمنون بالله ،وبسبب عدم إيمانهم بالقضاء والقدر والتوكل على الله جل وعلا تجدهم في هلع شديد ، فليحذر المسلم أن يكون حاله كحالهم من الهلع والفزع الشديد !!! أنت مؤمن !!! تؤمن بالله وتؤمن بأقداره.

وعليك بالتوكل على الله ، وهو صدق اعتماد القلب ، يقين بالله سبحانه وتعالى، مع المحافظة على الدعاء، فهو من أعظم الأسباب في صرف هذا الوباء، فالمسلمون يدعون الله جل وعلا أن يصرف هذا الوباء عنهم وعن بلدانهم ،وأن يحافظوا أيضاً على الأذكار، أذكار الصباح وأذكار المساء، وسائر الأذكار، فهذا من أسباب صرف البلاء ، كما تعلمون.

من ذلكم مارواه أبو داود عن عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من قال حين يصبح بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي، ومن قالها حتى يمسي لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح )).

فانظروا إلى هذا الحرز العظيم، علمناه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهكذا أيضاً في الصحيحين عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه (( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)).

وهكذا سائر الأذكار، أذكار الصباح وأذكار المساء، من قراءة قل هو الله أحد، والمعوذات ، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ(٢)}، فقوله من شر ماخلق استعاذة من جميع الشرور، ومنها الأمراض والأوبئة، ، وأيضاً حديث (( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق ، قال لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك )، والأدلة كثيرة.

فالمحافظة المحافظة على أذكار الصباح وأذكار المساء والإكثار من الدعاء ، النبي عليه الصلاة والسلام كان يحافظ في صباحه ومسائه على قوله (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي)).

انظروا إلى هذا الدعاء ،دعاء عظيم ،يدعوا به في صباحه ومسائه، كما في سنن النسائي وأبي داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، فعلينا بالاعتماد على الله جل وعلا والرجوع إليه، وحسن الظن بالله ،مع المحافظة على الأذكار الشرعية والأدعية المباركة ،والله سبحانه وتعالى قدجعل الدعاء من أسباب دفع البلاء.

أنتم تعلمون حال الأنبياء، كيف كانوا يبتلون من أقوامهم أشد البلاء، فيرفع الله عنهم بسبب الدعاء، وبسبب اليقين والتوكل والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.

وليكن من أذكار المسلم الإكثار من قوله حسبي الله ، لا إله إلاهو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سواء ، أمام هذا البلاء أو أمام الأعداء أو أي مصيبة يقع فيها، قال الله سبحانه وتعالى لنبيه{فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }[التوبة:١٢٩]، أكثر من قولك حسبي الله ونعم الوكيل، أكثر من قولك لاحول ولاقوة إلا بالله ،أكثر من الذكر بشكل عام،ومن الأدعية المباركة ،فهذا من الأسباب في صرف هذا البلاء ، على المسلم أن يكون مع الله سبحانه وتعالى، حسن ظن بالله، عنده يقين، واعتماد بالقلب {.وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ}[التوبة:٥١]،{.وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:٢٣]،فلماذ يصاب كثير من الناس بالفزع والهلع (( ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ))، الأمور بيد الله {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[فاطر:٢]،{قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}[الزمر:٣٨]، {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ (١٠٦) وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِ}[ يونس].

فالله سبحانه وتعالى هو الذي أرسل هذا المرض على الناس،وهو الذي أرسل هذا الوباء ،وهو الذي يمسكه متى شاء أن يمسكه سبحانه وتعالى، فعلينا بالضراعة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، على المسلمين أن يتضرعوا إلى الله جل وعلا بصرف هذا الوباء عنهم ، الله سبحانه وتعالى هو الذي يبقيه أو يصرفه ، والله سبحانه وتعالى هو الذي يزيله، علينا بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والرجوع إليه {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}[ النمل:٦٢]،{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:١٨٦]، فالرجوع الرجوع إلى الله والدعاء والاستكانة، والله سبحانه وتعالى يرفعه، إذا علم الله من عباده الرجوع إليه والاستكانة والضراعة ،فالله سبحانه وتعالى يقول {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[ غافر:٦٠].

ولكن عند أن يحصل من الناس البعد، زيادة بعد عن الله سبحانه وتعالى فهذا من الخطأ.

فمن الخطأ العظيم أن تغلق المساجد، من الخطأ العظيم أمام هذا الوباء أن تمنع الجمعة والجماعات بسبب هذا الوباء، بل على الناس أن يرجعوا إلى الله ، ويزيدوا في الاستكانة والضراعة والرجوع إلى الله والمحافظة على الصلوات الخمس في الجماعات والدعاء.

ولابأس أن يمنع من كان مريضاً ، من كان مريضاً فيمنع من دخول المساجد، ويجب عليه هو أن يبتعد عن مخالطة الناس حتى لا يؤذيهم ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لايورد ممرض على مصح )).

وفي صحيح مسلم عن الشريد بن سويد رضي الله عنه أنه كان في وفد ثقيف رجل مجذوم ،فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: إنا قد بايعناك فارجع.

فيجوز أن يمنع المريض من دخول المساجد ، ويجب على من أصيب بالمرض أن يبتعد عن مخالطة الناس حتى لا ينتقل المرض بإذن الله ، فإنه قد علم أنه من الأسباب في انتشار المرض المخالطة.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم (( لاعدوى )) فالمراد أنها لا تنتقل بنفسها ولكن قد جعل الله سبحانه وتعالى المخالطة سبباً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( فر من المجذوم كما تفر من الأسد)) ، فيجوز أن يمنع المصاب من المخالطة،ويجب عليه هو أيضاً ألا يخالط الناس فيكون سبباً في انتقال المرض بإذن الله، إذا أراد الله سبحانه وتعالى ذلك.

وأما إغلاق المساجد فهذا خطأ، الناس بحاجة إلى أن يرجعوا إلى الله ،الله سبحانه وتعالى يريد منهم زيادة الضراعة، وزيادة الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ،وأما أن تمنع الجمعة والجماعات بشكل عام باستمرار هذا خطأ !!! إذا احتاجوا مثلاً يوماً للقيام بالمبيدات والتعقيمات أو نحو ذلك في بعض الأوقات فلا بأس ، وأما ما يصنع من منع الجمعة والجماعات وإغلاق المساجد فهذا خطأ.

قد حصل في زمن قديم طواعين، حصلت ومع ذلك ما تركوا الجمع والجماعات، مع أنه مات فيها عشرات الآلاف، في طاعون عمواس في السنة الثامنة عشرة من الهجرة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مات عدد كبير من الصحابة، وقيل بلغ عدد الموتى في الشام ما يقارب خمسة وعشرين ألفاً، وفي طاعون الجارف في عهد الدولة الأموية مات أكثر من سبعين ألفا.

فينصح ولاة الأمر بترك ذلك ، وعليهم بالتوكل على الله سبحانه وتعالى ،وليعلموا أن الله عزوجل يرفع البلاء بالرجوع إليه وبالاستكانة إليه، وبالضراعة والتوكل والدعاء، وأما أن نزيد بعداً عن الجمعة والجماعات فهذا خطأ ،والله المستعان.

ومن الأسباب الشرعية لمواجهة هذا المرض عدم مخالطة المرضى ، هذا سبب شرعي لما تقدم من الأدلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين أن المخالطة قد تكون سبباً في انتشار المرض كما في حديث المجذوم ،وكما في حديث (( لايورد ممرض على مصح)) فعلى الإنسان أن يبتعد، له الحق أن يبتعد عن المرضى، وله الحق أن يبتعد عن أماكن التجمعات التي يظن فيها وجود المرض، له حق شرعي في هذا.

ً الأمور بيد الله، والله سبحانه وتعالى يرسل هذه الأوبئة عذاباً على الكافرين ،والمسلم تكون كفارة لذنوب، أو رفعا لدرجات.

وعلى المسلمين أيضا أن يواجهوا هذا الوباء بالصبر وعدم التسخط، من هذه المصيبة، فليعلم المسلم أن الله سبحانه وتعالى قدر ذلك لحكم بالغة ، فلا يتسخط الإنسان، فليحذر أن يتسخط وأن يعترض وعليه بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره ، النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في الطاعون أنه شهادة للمسلم ،وهذا الوباء يرجى أن يكون رفعاً لدرجات المسلم عند الله سبحانه وتعالى إذا أصيب به وصبر واحتسب، يرجى أن يجعل الله له فيه الدرجات ، إذا لم يحصل منه التسخط ، والله سبحانه وتعالى يحب الصابرين {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }[آل عمران:١٤٦]،{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[ الزمر:١٠]، وعلى المسلمين أن يستيقنوا أن الله سيفرج {فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً . إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً} [الشرح:٥-٦], فلا يقع الإنسان في سوء الظن بالله وفي اليأس من رحمة الله، وفي القنوط من رحمة الله (( ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك )) سيجعل الله بعد عسر يسرا.{فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً . إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً} [الشرح:٥-٦].

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصرف عن المسلمين وعن بلدانهم هذا الوباء، نسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين وأن يحفظ بلدان المسلمين وأن يصرف هذه الأوبئة عنهم ، نسأل الله جل وعلا أن يصرف هذه الأوبئة عن بلدان المسلمين ، نسأل الله جل وعلا أن يلطف بعباده المؤمنين وأن يصرف عنا وعنكم الشرور والفتن والأوبئة والأمراض ،والحمد لله رب العالمين.

___________________
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس