عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-22, 04:07 AM   #2
wolfwild
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-05-04
المشاركات: 982
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوفضل السليماني مشاهدة المشاركة
من مصلحة. ومن حظ الحراك. الجنوبي أن. ا
أن. السلطان. الدكتور أالمندعي العفيفي
انضم للحراك ومن ثم لحقه السلطان طارق
الفضلي من ما. أعطي الشرعية للحراك الجنوبي
وأعطيه الحق الشرعي بستعادة هوية الجنوب
العربي ومن ثم. لحقهم حكيم الجنوب ونقيب
يافع. الشيخ النقيب ومن. هنا. من مصلحة
الجنوب. أن يكون فادة الثورة الجنوبية
من خارج الحزب الاشتراكي
حول مفهوم الهوية ومكوناتها الأساسية
د. إبراهيم القادري بوتشيش

يشتق المعنى اللغوي لمصطلح الهوية من الضمير هو . أما مصطلح الهو هو المركب من تكرار هو فقد تمّ وضعه كاسم معرّف ب أل ومعناه (( الإتحاد بالذات)) [1]. ويشير مفهوم الهوية إلى ما يكون به الشيء هو هو ، أي من حيث تشخصه وتحققه في ذاته وتمييزه عن غيره ، فهو وعاء الضمير الجمعي لأي تكتل بشري ، ومحتوى لهذا الضمير في نفس الآن ، بما يشمله من قيم وعادات ومقومات تكيّف وعي الجماعة وإرادتها في الوجود والحياة داخل نطاق الحفاظ على كيانها [2] .
وتأسيسا على المقاربة الفلسفية ، تعبّر الهوية عن حقيقة الشيء المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية التي تميّزه عن غيره ، كما تعبّر عن خاصية المطابقة أي مطابقة الشيء لنفسه أو لمثيله ، وبالتالي فالهوية الثقافية لأي شعب هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارته عن غيرها من الحضارات [3] .
ومن العسير أن نتصور شعبا بدون هوية ، أو نقتنع بما يزعمه داريوس شايغان أن الهوية (( صورة مغلوطة للذات )) [4] ، فمن نافلة القول تأكيد ما أثبتته الدراسات السوسيولوجية من أن لكل جماعة أو أمة مجموعة من الخصائص والمميزات الاجتماعية والنفسية والمعيشية والتاريخية المتماثلة التي تعبّر عن كيان ينصهر فيه قوم منسجمون ومتشابهون بتأثير هذه الخصائص والميزات التي تجمعهم .
ومن هذا الشعور القومي ذاته ، يستمد الفرد إحساسه بالهوية والانتماء ، ويحسّ بأنه ليس مجرد فرد نكرة ، وإنما يشترك مع عدد كبير من أفراد الجماعة في عدد من المعطيات والمكونات والأهداف ، وينتمي إلى ثقافة مركبة من جملة من المعايير والرموز والصور[5] . وفي حالة انعدام شعور الفرد بهويته نتيجة عوامل داخلية وخارجية ، يتولد لديه ما يمكن أن تسميه بأزمة الهوية التي تفرز بدورها أزمة وعي Warness crisis تؤدي إلى ضياع الهوية نهائيا ، فينتهي بذلك وجوده [6] .
وإذا كان إجماع الباحثين حول فكرة أنه لا وجود لشعب دون هوية ، فإنهم اختلفوا في الشكل الذي يحدد الهوية . وفي هذا السياق انتقد أحد الباحثين [7] ، ما أسماه بالشكل الميتافيزيقي الذي يحدد هوية الأمم والشعوب ، ويقدم شخصيتها في إطار تصورات استاتية أو نماذج مثالية ، دون الرؤية إليها كمجموعات حية تتميز باحتمالات تكشف عن ذاتها في عملية تحققها ، ويطرح مقابل ذلك مقاربة سوسيولوجية ترى أن الهوية تتغذى بالتاريخ وتشكل استجابة مرنة تتحول مع تحول الأوضاع الاجتماعية والتاريخية ، فتمتحّ منها ، دون أن تشكل ردّا طبيعيا ، وبذلك فهي هوية نسبية تتغير مع حركة التاريخ وانعطافاته .
والواقع أن مسألة ثبوت الهوية أو تغيرها قد طرحت على محك المساءلة والنقاش ، وأثبتت المجادلات العلمية أن هوية أي مجتمع ليست أمرا ثابتا و سرمديا كما ذهب إلى ذلك المفكر المغربي محمد عايد الجابري ، بل يرتبط بالمؤثرات الخارجية وبالتداول العلمي للأفكار والثقافات . كما يرتبط بالصراع على السلطة ، وهي الصراعات التي تشحذها هي نفسها بصورة مباشرة أو غير مباشرة المؤثرات الخارجية ولعبة التوازنات .
لكن يبدو لي أن تغير الهويات ينبغي أن يخضع لقانون التوازن بين الثوابت المميزة للهوية والعناصر القابلة للتحول ، وإلا كانت الهوية عرضة للخطر والتدمير ، فالهوية تتضمن مكونات ثابتة وأخرى قابلة للتغيير . ويعتبر الدين واللغة من الثوابت الراسخة ، بينما تكون المكونات الأخرى من عادات وقيم وطرق تفكير قابلة للتغيير في الشكل الإيجابي الذي تحدده حركية المجتمع وتفاعله بمحيطه الخارجي . وإذا كان القول بثبات اللغة كمعطى أساسي يحيل على الهوية ، فإن ذلك لا يعني تخشيبها وتقديسها ، والحيلولة دون تطوير بنيتها لإنتاج أفكار جديدة وتوليد مصطلحات لغوية ذات قيمة.
وعلى العموم فإن مكونات الهوية الإنسانية تنسج وجودها عبر شبكة من العلائق التي تندرج في الخانات الحضارية والمشتركات التالية :
1. مجال جغرافية ووطن تاريخي مشترك .
2. أساطير وذاكرة تاريخية مشتركة.
3. ثقافة شعبية مشتركة.
4. منظومة حقوق وواجبات مشتركة.
5. اقتصاد مشترك مرتبط بمناطق معينة.[8]
و لاشك أن الهوية العربية التي بدأت في التشكل دستوريا مند كتابة صحيفة النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد هجرته إلى يثرب [9] ، انطلقت من مبدأ التغير مع الإبقاء على الثوابت ، ولذلك شاركت الهوية العربية في منظومة الإنتاج الحضاري وبناء التراث العالمي [10] ، وبقيت اللغة العربية محافظة على ثباتها الإيجابي باعتبارها مكونا أساسيا للهوية العربية .



[1]عباس الطائي ،(( آفات اللغة والهوية )) ، مقال نشر بالموقع الإلكتروني : www.ahwazstudies.org

[2]عباس الجراري ، (( مكونات الهوية الثقافية المغربية )) مقال نشرضمن كتاب : الهوية الثقافية للمغرب ، كتاب العلم ، السلسلة الجديدة ، الطبع 1 1988 ، ص 22 .

[3]عباس الطائي ، م، س.

[4]داريوس شايغان ، أوهام الهوية ، دار الساقي ، بيروت 1993 ، ترجمة محمد علي مقاد ، ص127 .

[5]بشير خلف ، (( سؤال الهوية وصدمة العولمة )) ، مقال نشر بالموقع الإلكتروني : ضفاف للإبداع :www.difaf.net.

[6]محمد أزرقي بركان ،(( التحول هل هو بناء الهوية أم تشويه لها؟ )) ، مجلة فكر ونقد ، عدد 12 ، أكتوبر 1998 ، ص 56

[7]نديم البيطار ، حدود الهوية القومية : نقد عام ، بيروت 1982 ، دار الوحدة ، ص11 .

[8] ياسر سليمان ، اللغة العربية والهوية القومية ، منشورات Edinburgh Press University, 2003

[9] محمد عابد الجابري : (( الهوية العربية : من صحيفة النبي إلى تفكك الخلافة )) ، أنظر موقع الأستاذ محمد عابد الجابري :
__________________
سمفونية احرار الجنوب ( باعوم)
http://www.youtube.com/watch?v=qIqcBCufMSs
wolfwild غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس