عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-10-06, 01:56 PM   #9
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي متابعة 9

لقد اثرت فلسفة الظهور والاختفاء – رجال الغيب-فجعلوا لهؤلاء مراتب ومنازل ومقامات كالابدال والاوتاد والغوث والاقطاب..قال شيخ الاسلام في رسائل ومسائل ابن تيمية ج1 ص59

القول في معنى الأَبدال:
والذين تكلموا باسم البدل أفردوه بمعان منها أنهم إِبدال ومنها أنهم كلما مات منهم رجل أبدل الله مكانه رجلاً ، ومنها أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بالحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا أكثر، ولا تحصر بأهل بقعة من الأرض، وبهذا التحرير يظهر المعنى باسم النجباء. فالغرض أن هذه الأسماء تارة تفسر بمعان باطلة بالكتاب والسنة وإجماع السلف مثل تفسير بعضهم بأن الغوث هو الذي يغيث الله به أهل الأرض من رزقهم ونصرهم. فإِن هذا نظير ما تقوله النصارى في الباب وهو معدوم العين والأثر، وتشبيه بحال المنتظر الذي دخل السرداب من نحو أربعمائة وأربعين سنة، وكذلك من فسر الأربعين الأبدال بأن الناس إنما ينصرون ويرزقون بهم فذلك باطل بل النصر والرزق يحصل بأسباب من أوكدها دعاء المسلمين المؤمنين وصلاتهم وإخلاصهم ولا يتقيد ذلك لا بأربعين ولا بأقل ولا أكثر كما في الحديث المعروف أن سعد بن أبي وقاص قال: يا رسول الله الرجل يكون حامية القوم أيسهم له مثل ما يسهم لضعفتهم؟ فقال «يَا سَعْدُ وَهَلْ تُنْصَرون وَتُرْزَقون إِلاَّ بِضُعَفَائِكُم بِدُعَائِهِمِ وَصَلاتِهِم وَإِخلاَصهِم» .
وقد يكون للنصر والرزق أسباب أخر فإِن الكفار أيضاً والفجار ينصرون ويرزقون. وقد يجدب الله الأرض على المؤمنين ويخيفهم من عدوّهم، لينيبوا إليه ويتوبوا من ذنوبهم، فيجمع لهم بين غفران الذنوب، وتفريج الكروب، وقد يملي للكفار ويرسل السماء عليهم مدراراً ويمدهم بأمواله وبنين ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، إما ليأخذهم في الدنيا أخذ عزيز مقتدر، وإما ليضعف عليهم العذاب في الآخرة، فليس كل إنعام كرامة ولا كل امتحان عقوبة قال الله تعالى: {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} .
فصل
القول في رجال الغيب وخاتم الأولياء وما أشبه من التسميات
وليس في أولياء الله المتقين بل ولا أنبياء الله ولا المرسلين من كان غائب الجسد دائماً عن أبصار الناس بل هذا من جنس قول القائل بأن علياً في السحاب وأن محمد بن الحنفية في جبال رضوى، وأن محمد بن الحسن في سرداب سامرا، وأن الحاكم في جبل مصر، وأن الابدال رجال الغيب في جبل لبنان. فكل هذا ونحوه من قول أهل الإِفك والبهتان، نعم قد تخرق العادة في حق الشخص فيغيب تارة عن أبصار الناس أما لدفع عدو عنه وإما لغير ذلك. وأما أنه يكون هكذا طول عمره فباطل، نعم يكون نور قلبه وهدى فؤاده وما فيه من أسرار الله وأمانته وأنواره ومعرفته غيباً عن الناس، ويكون صلاحه وولايته غيباً عن أكثر الناس، فهذا هو الواقع. وأسرار الحق بينه وبين أوليائه وأكثر الناس لا يعلمون.
وانت تجد اثر هذه الفلسفة في ظهور واختفاء هؤلاء بحسب ما يرونه من قراءاتهم للامان والخوف
ومن اثار تأويلاتهم لسورة الكهف هو
فلسفة الكهوف والانفاق والفجوات
لقد اثرت قراءاتهم التأويلية في سورة الكهف ..وجعلوا يرون ان صنع الانفاق والكهوف والفجوات الحسية والمعنوية هي الاصل الذي يجب ان يسلكه السالك في المقامات والاحوال والمنازل..وكلما قدر المرء على اتخاذ الانفاق الحسية والمعنوية للوصول الى الغايات ..واتخاذ الكهوف للاختفاء الحسي والمعنوي.. واتخاذ الفجوات والهوات الحسية والمعنوية بينه وبين الناس وبين الناس بعضها ببعض..عرف ان هذا المرء من السالكين
فلسفة خروج الملك القحطاني
لقد التبس عليهم الامر بين قصة ذي قال ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان ص727ج1


والفلاسفة لا تختص بأمة من الأمم، بل هم موجودون فى سائر الأمم، وإن كان المعروف عند الناس الذين اعتنوا بحكاية مقالاتهم: هم فلاسفة اليونان. فهم طائفة من طوائف الفلاسفة، وهؤلاء أمة من الأمم، لهم مملكة وملوك، وعلماؤهم فلاسفتهم، ومن ملوكهم الإسكندر المقدونى. وهو ابن فيلبس. وليس هو بالإسكندر ذى القرنين الذى قص الله تعالى نبأه فى القرآن، بل بينهما قرون كثيرة، وبينهما فى الدين أعظم تباين. فذو القرنين كان رجلا صالحا موحدا لله تعالى، يؤمن بالله تعالى وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وكان يغزو عُبَّاد الأصنام، وبلغ مشارق الأرض ومغاربها، وبنى السد بين الناس وبين يأجوج و مأجوج. وأما هذا المقدونى فكان مشركا يعبد الأصنام هو وأهل مملكته. وكان بينه وبين المسيح نحو ألف سنة وستمائة سنة. والنصارى تؤرخ له. وكان إرسطاطاليس وزيره وكان مشركا يعبد الأصنام. وهو الذى غزا دارا بن دارا ملك الفرس فى عقر داره فثل عرشه، ومزق ملكه، وفرق جمعه، ثم دخل إلى الصين، والهند، وبلاد الترك، فقتل وسبى.
وكان لليونانيين فى دولته عز وسطوة بسبب وزيره إرسطو، فإنه كان مشيره ووزيره ومدبر مملكته.
وموضوع القحطاني هذا يرونه فيلسوفا – أي حكيما – يخرج من اليمن ولهذا عظم اهتمامهم باليمن ..ومن المسلمين من وقع ايضا في فتنة هذا الملك القحطاني كما جاء في الحديث الصحيح – لاتقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاة-ايام حادثة جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني رحمهما الله اذ تأولا النصوص الكشفية من الرؤى وقتذاك بالخروج على المملكة العربية السعودية..ولايزال الى اليوم العديد من المسلمين يتأولون الدلالات النظرية والكشفية بخروج هذا الرجل الي يسوق الله تعالى به الناس بعصاة وبنظري اننا علينا ان نسأل انفسنا لماذا تميز اهل الدين الصحيح بمسمى اهل السنة والجماعة ...؟
مما ينبغي معرفته ان الفردية كانت الى قبا مجيء النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان بنتظر اهل الدين من اليهود والنصارى علامات في افراد مناط بهم التغيير الكوني والشرعي ..بينما لما بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم اثبت المولى تعالى الاصل في الحكمة الكونية بالجماعة ..فكانت قوة وقدرة وارادة النصر بالجماعة المهاجرين والانصار ..وليس كما في قصة موسى عليه السلام وداؤود وسليمان حيث يبرز دور الفرد كأصل ..فالاسلام عزَه الله تعالى بعمر بن الخطاب .وكان لكل من الصحابة رضي الله تعالى عنهم دورا لايقل اهمية عن الدور الذي للاخر ..فصاروا مجموعة اذا ما تم عزل احد افرادها ضر ذلك بالتشكيل الفضائي للمجموعة . اما هؤلاء ففي رؤوسهم دور الفرد والبحث عن الفرد وانتظار الفرد والتهيئة للفرد ..ولذا وأن كان امر القحطاني حقا واقعا كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لكن لايمكن الانقياد لفلسفة الفردية والتي يسعى لتعزيزها اساطينهم والمتسترين بزي اهل السنة والجماعة كمشايخ وعلماء ودعاة ..فلدينا من نصوص القران والسنة القطعية ونصوص الاجماع ما تغنينا بأذن الله تعالى ولايمكن ان تكون مقاصدنا ورجاءنا ووجهاتنا لاشخاص يصبح سرابا
قال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين ج1 ص123

ومنها قوله تعالى: {والذين كفروا أعمالُهم كَسَرَابٍ بِقيعَةٍ يَحْسَبُه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، ووجد الله عنده فوفّاه حسابه، والله سريع الحساب * أو كظُلُمَاتٍ في بحر لِّجُيٍّ يَغْشَاه مَوْج من فوقه مَوْج من فوقه سَحَابٍ، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يَدَه لم يَكَدْ يراها، ومَنْ لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}.
ذكر سبحانه للكافرين مثلين: مثلاً بالسَّرَاب، ومثلاً بالظلمات المتراكمة، وذلك لأن المُعْرِضين عن الهُدَى والحق نوعان: أحدهما مَنْ يظن أنه على شيء فيتبين له عند انكشاف الحقائق خلافُ ما كان يظنه، وهذه حال أهل الجهل وأهل البِدَعِ والأهواء الذين يَظنون أنهم على هُدًى وعلم، فإذا انكشفت الحقائق تبين لهم أنهم لم يكونوا على شيء، وأن عَقَائدهم وأعمالهم التي ترتَّبَتْ عليها كانت كسَرَاب بقيعة يُرَى في عين الناظر ماء ولا حقيقة له، وهكذا الأعمال التي لغير الله وعلى غير أمره، يحسبها العامل نافعةً له وليست كذلك، وهذه هي الأعمال التي قال الله عز وجل فيها: {وقَدِمْنَا إلى ما عَمِلُوا من عمل فجعلناه هَبَاء منثوراً} وتأمَّل جَعْلَ الله سبحانه السَّرَاب بالقِيعة ـ وهي الأرض القَفْر الخالية من البناء والشجر والنبات ـ والعالم فمحلُّ السراب أرض قفر لا شيء بها، والسراب لا حقيقة له، وذلك مطابق لأعمالهم وقلوبهم التي أقفرت من الإيمان والهدى. وتأمل ما تحت قوله: {يَحْسَبُهُ الظمآن ماء} والظمآن الذي قد اشتد عَطَشُه فرأى السَّرَابَ فظنه ماء فتبعه فلم يجذه شيئاً، بل خانه أحْوَجَ ما كان إليه، فكذلك هؤلاء، لما كانت أعمالُهم على غير طاعة الرسول، ولغير الله جُعِلت كالسراب، فرفعت لهم أظمأ ما كانوا وأحوج ما كانوا إليها، فلم يجدوا شيئاً، ووجدوا الله سبحانه ثَمَّ؛ فجازاهم بأعمالهم ووفَّا

ولكن المشكلة في هؤلاء هو اتباعهم المتشابه على حساب المحكم..فيغلون في المتشابه ويجعلونه محكما واساسا لقواعدهم التأويلية – أي الفلسفية- الذي هو اصل الشر والفتنة التي يسعون لها بتأويلاتهم (((هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب)))
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس