عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-04-14, 01:07 PM   #11
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي

رسالة مفتوحة الى قادة الانتقالي و قادة الفصائل المتحالفة أو الصديقة للمجلس الانتقالي
انحراف بسيط في "الاستراتيجيا" لكنه خطير جدا
معروف ان أخطاء الاستراتيجيات (و لو كانت أخطاء بسيطة) تكون وخيمة النتائج عادة عكس أخطاء التكتيك السهلة الغير مؤذية عادة .....أكتب هذه الرسالة لأنبه قادة المجلس الانتقالي بأن لديهم خلل أو انحراف بسيط و لكنه خطيييير جدا في إطارهم الاستراتيجي الذي ورثوه من الحراك الجنوبي السياسي العام بمختلف فصائله..........و قد حاولت أن أنبه و ألمح الى هذا الخلل عبر الكثير من منشوراتي على أمل أن يناقشني أحد ما و في أثناء النقاش كنت ناوي أبين لهم و أحذرهم من هذا الانحراف لكن واجهنا حائط صد من التجاهل......لذلك قررت أن أكتب هذه الرسالة المفتوحة لأوصل تحذيري.
عند رسم و تحديد الإطار الاستراتيجي لصراع ما أو قضية ما يجب أولاً تحديد و تشخيص جوهر الصراع القائم كخطوة أولى(على ماذا الناس يتصارعون؟ و ما هو السبب الجوهري للصراع؟) و الخطوة الثانية تحديد كيف يحل هذا الصراع و تحديد ما هو الحل المثالي للصراع الذي يحقق مصالح جماهيرنا؟ و الخطوة الثالثة تحديد خارطة طريق للوصول للحل المثالي!............و الذي حدث أن قادة الحراك الجنوبي مروا على الخطوة الأولى مرور الكرام و بصورة سطحية (سأبينها لاحقا) و لم يعطوها حقها من التحديد و التوضيح و النقاش و بسرعة قفزوا مباشرة على الخطوة الثانية و نصبوا خيمتهم هناك عند شعار(استعادة دولتنا السابقة هو الحل) حتى الخطوة الثالثة لم يهتموا بها كثيرا و لم يحرصوا على تحديد خارطة طريق واضحة توصلهم للحل المثالي الذي نصبوا خيمتهم عنده.
الغموض في تحديد جوهر الصراع القائم بدقة كان له تداعيات سيئة جدا سأتناولها لاحقا.........المرور السطحي لقادة الحراك الجنوبي و بعدهم قادة الانتقالي على مسألة تحديد جوهر الصراع تم من خلال استخدام العبارات التالي: (وحدة بين دولتين و فشلت أو نظام صنعاء أحتل الجنوب و لا بد من تحريره.....الخ) لا أقول أن هذه العبارات خاطئة و لكنها ليست كافية من وجهة نظر كثيرين ...فما يواجه شعب الجنوب أمر أخطر بكثير من مجرد فشل وحدة بين دولتين أو مجرد احتلال سياسي و عسكري......ما يواجه شعب الجنوب هو مشروع يمني قومي لضم والحاق أرض الجنوب باليمن ثم تذويبه نهائيا و إزالة جميع معالمه كجنوب تاريخي قائم منذ مئات السنين و حقائق الجغرافيا تساعد على هذا الالحاق و الضم ((أرض قليلة السكان مقابل أرض كثيفة السكان))
هذه الرخاوة في تحديد جوهر الصراع و عدم تبيانه و شرحه للجماهير و جعله غامضا شجع الأحزاب اليمنية الوحدوية على دس حبايبها في أروقة و هيئات المجلس الانتقالي (بصورة علنية أو سرية) و من البديهي التوقع ان هؤلاء لعبوا و سيلعبون دورا (بشتى الاساليب....أترك تحديدها لذوي الخيال الخصب منكم) في مساعدة الذين خارج الانتقالي الذين يشتغلون بأيديهم و أسنانهم لتعميق وجود مكينة الدولة الشمالية العاملة على الضم و الألحاق من داخل عدن خاصة و الجنوب عامة ( أقصد رؤساء مكينة الدولة الشمالية مثل بن دغر و معين عبدالملك و حمود الهتار و غيرهم)
أعداء القضية الجنوبية على العكس منكم تماما مدركين غاية الادراك لجوهر الصراع الاستراتيجي الذي هو عندهم ضم و الحاق لأرض الجنوب و بكل وضوح و يشتغلون عليه ليل و نهار في ورشات عمل تشتغل على أدق تفاصيل التفاصيل.
مع تحيات// فضل عبدالله أحمد عبدالحافظ القديمي المفلحي اليافعي
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس