صور: نوفمبر .. وحكاية أطفال يستلهموا مبادئ الثورة ونهج النضال السلمي:خاص-عدن لايف-ناصر الشعيبي
في مشهد ثوري عظيم وغير مسبوق انتفض فيه شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه ليقول كلمته الفاصلة .. ومن اجل أن يقطع الطريق على المتربصين والحاقدين على الثورة وايقاف كل من تسول له نفسه المساس عند حده .
ثورة الجنوب التي يشارك فيها الصغير والكبير.. الرجل والمرأة دخلت بقوة بعد أن وصلت منعطف هام وخطير وجديد ومن خلال ذلك فقد سكنت الثورة في عروق وشرايين الأطفال والشباب .. حيث يسطرون أروع الملاحم البطولية في ثورة شعب الجنوب التواق لنيل الحرية والاستقلال.
هنا نروي حكاية الطفل عدي علي عبده صاحب الثانية عشرة من عمرة الذي انخرط في صفوف الثورة بعمرة المبكر وأمثاله طوابير من الأطفال الجنوبيين المشاركين في الثورة الذين انخرطوا فيها بقوة نتيجة المعاناة والظروف التي مروا ولا زالوا يمروا بها نتيجة ما وصلة إلية من أوضاع بسبب الاحتلال اليمني؛ وما يمارسه من قتل وبطش وقمع وتنكيل ونهب وسلب وغيرها من ممارسات ضد شعب الجنوب والأطفال أكثر شريحة يتعرضون للانتهاكات ولهذا فقد أصبحوا أكثر تمسكا بالثورة وأصبحت الثورة تسكن في داخلهم وهم في وسطها فلن تستطيع أي قوة في العالم أن تضلل عليهم أو تلهيهم عن هدفهم المنشود وهو التحرير والاستقلال لان مستقبلهم مرهون باستعادة دولة الجنوب .
الجريح الطفل عدي علي عبده احد جرحى الثلاثين من نوفمبر في المسيرة السلمية في المعلا الذين تعرضوا للقمع من قبل الجنود المتمركزين في مبنى المحافظة وجبل حديد بعدن باستخدامهم الرصاص الحي ومسيلات الدموع والغازات السامة الغريبة بحسب ما وصفها الطفل وشهود العيان .
عدي أغمى عليه ولم يعرف بنفسه إلا وهو في المخيم الطبي بساحة الاعتصام بعد أكثر من ساعة من سقوطهم ومنع الجنود سيارات الإسعاف من إسعاف الجرحى .. عدي كان قد وجه رسائل منها للجنوبيين وللاحتلال والمجتمع الدولي .
رسالة عدي للقيادات الجنوبية طالبهم فيها بوحدة الصف وتشكيل قيادة موحدة تمثل شعب الجنوب وأن يكونوا عصبة واحدة .. كما أكد رفض أطفال الجنوب كافة المشاريع المنتقصة من الهدف واقسم بالله وبكتاب الله بأن دما الشهداء لن تذهب هدرا وأن الجنوب قادم والنصر قادم بأذن الله .
عدي وفي رسالته الثانية أكد بأن دمه وكل أطفال الجنوب رخيصة وفداء من اجل الوطن وأن الغالي رخيص من اجل تربة وطنه وأن دمهم ومالهم وعرضهم وروحه وكل ما يملكون يهون من اجل الوطن الذي وصفه بأنه تاج على رأسه وستضل رايته مرفوعة وأن التحرير والاستقلال قادم مهما كانت قوة البطش والجرائم .. مؤكدا بأن أطفال الجنوب مستعدون أن يكونوا مشاريع شهادة .
رسالة عدي كانت واضحة ليس للاحتلال والمجتمع الدولي الذي طالبوه بالتدخل لحمايتهم من بطش القوات اليمنية، بل كانت له رسالة أخرى للقيادات الجنوبية المؤمنة بهدف التحرير والاستقلال، كذلك لتلك القيادات صاحبة المشاريع المنتقصة يؤكدون فيها بأن الفيدرالية والأقاليم وغيرها لا تقبل وأن من يتحدث عنها فهو واهم .
