عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-31, 12:20 PM   #1
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي هل يستطيع قادة الحراك الجنوبي انشاء مجلس انتقالي جنوبي موحد لهم؟

هل يستطيع قادة الحراك الجنوبي انشاء مجلس انتقالي جنوبي موحد لهم
لماذا تخلت امريكا عن رجلها في الشرق الاوسط حسني مبارك ووقفت الى جانب ثورة الشعب المصري؟
ان امريكا والغرب لايتعاملون مع وقائع ومستجدات الاحداث وفق عقيدة سياسية واحدة لايتم تبديلها وتهذيبها بحسب الحاجة الملحة التي تفرزها التحولات خلال سير الاحداث بل يتكيفون وفق هذه المتغيرات للمحافظة على الحد اللازم والممكن لهم ولمصالحهم بما تقتضيه الضرورة. وهم مع امتلاكهم اسباب القوة العظمى سياسيا واقتصاديا وعسكريا سوى انهم لايكابرون في التخلي عن بعض الاشياء مراعاة لضرورة المستجدات , اما بعض قادة الحراك الجنوبي فقد خالفوا هذه القواعد في الفهم للواقع والمشهد السياسي وتحولاته بين ما يصبح ضروري وملح ولابد من مسايرته ومراعاته وبين ما ينبغي التخلي عنه او تركه الى حين مناسب من الزمن والضروف
ان التمسك بقول او رأي معين لايكفيه الارادة والعزيمة تلك التي يعول عليها اصحاب المدرسة الشرقية اليساريه والقوميه لدى اصحابه بل لابد من ان يكون لهذا القول والرأي
اولا
مبدأية فكرية تستند اما الى حق او عدل او دفع ظلم او بغي لتصبح قضية لاصحابها
ثانيا
قاعدة ارضية جماهيرية تتفاعل مع هذه القضية المبدأية وتبذل الغالي والرخيص من اجلها
ثالثا
قيادة حكيمة خبيرة تتعامل مع رياح التغيير والتأثير المصاحبة لسير مركبة هذه القضية باحترافيه سياسية قيادية تعرف ما ينفع القضية ويقويها من تحالفات وما يضرها ويضعفها

لقد كانت المشكلة حقيقة بالنسبة للقضية الجنوبيه تكمن في القيادة الذي يفتقر الكثير منها الى تلك الجكمة والخبرة خصوصا في الذين قفزوا الى دفة الريادة بفعل فعاليات الحراك وتقوقعوا على ما حققوه من نجاحات جماهيرية تحققت لهم بفعل فعاليات الايام الاولى ليكتفوا بها ويستمسكوا بمواقف متشنجه وكيدية في آن واحد تجاه بعضهم البعض كاشفين عن الوجه القزمي للبعض منهم تجاه الاخرمن خلال مشاريعهم المناطقية او الحزبية او النرجسية لذواتهم
هل يستطيع قادة الحراك الجنوبي الاتفاق على قيادة واحدة تشمل كل مكوناتهم وتعدديتهم السياسية؟
هذا هو المحك الحقيقي الذي به يكشف العقلاء عن شخصية وطبيعة اي جماعة من الناس يقفزون الى واقع تساعدهم ظروفه الحتمية الى الظهورفيتم الطلب منهم تشكيل مجلس يضم شرائحهم المحتلفة والمتعددة وكلهم يدينون بالامتثال له ..لماذا؟
لان اتفاقهم على قيادة واحدة يكشف لك ما يلي
اولا
امكانية هؤلاء الافراد بل والجماعات على تجاوز خلافانهم لصالح الهدف الذي يجمعهم
لان هذه الصفة صارت معلما للعصر الحديث وتطوره الثقافي والسياسي والعلمي المجتمعي الشعوبي والقبلي , فحينما يتصف الناس فيه بقدرتهم على تجاوز خلافاتهم المرحلية لصالح الهدف الاساسي يكشف عن حالة عقلية لشخصياتهم بقدرتهم على التمييز بين المحكمات والمتشابهات وارجاع المتشابهات الى محكماتها للرسوخ في العلم والفهم اما غير ذلك فيكشف انهم لايستطيعون سوى ان يروا الاشياء والامور كلا بطرفيته المستقلة والمتعارضه مع اشياء وامور الطرف الاخرفيحصل الخلاف والشقاق والنزاع المسبب للفشل وذهاب الريح مثلما حصل للحراك وفعالياته
ثانيا
استعداد هؤلاء الافراد على التنازل لبعضهم البعض لصالح الهدف الرئيسي
ثالثا
ايمانهم بتكامل الواحد منهم مع الاخر لالغاء الديكتاتورية مع احترام التفاضل الذي يتميز به البعض
وهذا هو الكاشف لوجود هذه الصفات في قيادة الحراك حينما نقول لهم هل تستطيعون ان تكونوا مجلسا انتقاليا موحدا لكل الجنوب اما غير ذلك فيعني ان هذه الصفات ليست ناضجه فيكم وستقودوننا الى ذات المربع الذي اضعتم فيه الكثير من الفرص لصالح القضية
ان الدعوة لتشكيل مجلس انتقالي موحد للجنوب يجب ان يكون للحوار مع اخوة الشمال وهذا ما يجب ان نقوله للاخرين حتى لايتم تفسير تصرفنا هذا بالخالي من الحكمة وفق الاتفاق بين العديد من عقلاء الشمال وابناء الجنوب باسقاط النظام و ان القضية الجنوبية هي اول شيء يجب معالجته فنقول لهم ان هذا المجلس سيكون ان شاء الله المخول للحوار معكم عقب اسقاط النظام باذن الله من خلال الحوار ولاننوي شرا او مكرا احتراما منا لنضال الشعب اليمني العظيم والرائع لاسقاط النظام ولكن هذا المجلس فقط يتم تخويله للحوار, كوننا نشم رائحة تقول ان مطالبة الجنوبيين بفك الارتباط حالة شاذة يجب التخلص منها لدى بعض الجنوبيين اما اخوتنا في الشمال فيجهرون با بكل وضوح
وهو ما نرفضه نحن في الهيئة الشرعية لاننا نعتبر ان هذا حق مشروع بين الاخوة خصوصا مع وصول اخوة الشمال الى ذات النقاط السلبية بعد حوالي عشرين عاما من الحديث عنها من قبل الجنوبييين في بداية التسعينات تلك التي يتحدث عنها ابناء الشمال في شخص الرئيس ونظامه والمتمثلة بالتلاعب ونقض العهود والالتفاف على ما يتفق عليه .ولكننا قد نقبل منهم غير هذا القول وهو-شرعية مطالبتنا بفك الارتباط- كأن يقولوا ان ابناء الجنوب اليوم لايتفقون كاملا على مشروع فك الارتباط في ظل القيادة التي ظهرت للحراك تفاعل الكثير منهم مع شعار اسقاط النظام ورفعهم علم الوحدة ونحن ازاء هذا الواقع يجب مراعاة ضعف القناعة الجنوبية لدى شرائح عديدة منهم بفك الارتباط في ظل قيادات ضيعت على نفسها فرصة كبيرة وقوية حينما كان الشعب الجنوبي متفاعلا معها فتم اقحامهم في دهاليز الخلاف الضيق بين نحن جنوب عربي وعرب وليس بيمنيين او ان الحزب الاشتراكي هو الجنوب والجنوب هو الحزب الاشتراكي وعلينا ان نعترف بهذا التراجع في قناعة العديد من شرائح المجتمع الجنوبي ضد مشروع فك الارتباط لصالح مشروع الكونفيدرالية او الفيدرالية في ظل الوحدة بين الشعب اليمني العظيم ونراعيه من خلال الحوارالذي يكون المجلس الانتقالي حال تكوينه من اجل الحوارفاذا ما غلب الرأي لصالح الوحدة الكونفيدرالية بعد الحوار فاننا سنحترم هذا الاجماع ان شاء الله وسيكون هذا المجلس بمثابة حزبا سياسيا يمثل هوية الجنوبيين المطالبين بفك الارتباط يناضل من خلال العمل الديمقراطي السلمي ويشكل بقاءه ومبدأه الضمان السليم لاستمرار ممارسة اخوتنا الشماليين الوحدوية مع ابناء الجنوب تلك التي قد تضعف في يوم ما لصالح الشمال لطبيعة النفس البشرية بالتقلب
نائب رئيس الهيئة الشرعيه
المملكة العربية السعودية
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس