[محمد الهاشمي]

فجر الأيام الفجر المنتظر

تتنوع الأحداث وتشمل كل الجوانب فليست الحرب على الآدمية البشرية مقتصرة على إزهاق الأرواح وسفك الدماء, فهناك حربا ضروسا بين قوى الخير والشر في كل الميادين المدنية والعسكرية وفي كل شؤون الحياة وما نراه على الساحة من قتل للمواطنين وترويعا للآمنين وحربا على الصحافة واعتقال مراسليها خير شاهد على ما نقول .
وإنني أكتب اليوم عبر قراءتي للأمس الجريح فالحرب على الأيام هي حرب على الحق ولكن سينتصر الحق ويندحر الباطل(قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) .
إنَ استهداف الصحافة ومراسليها جريمة شنيعة لن يغفرها التاريخ طالما وكانت مؤدية لدورها وبشكل إيجابي في خدمة الوطن وبناءه كما وجدناه شكلاً ومضموناً في صحيفة الأيام الغالية والعزيزة على قلوبنا.
إن الحرب الشعواء على الصحافة النزيهة تعد خروجاً على كل الدساتير والقوانين والأعراف الإقليمية والدولية,فأين هم من أمر الواقع وحقيقة الحال؟
إنهم بأعمالهم الجبانة والوضيعة يريدوا أن يغطوا عيوبهم ويستروا عوراتهم وأنى لهم ذلك والشمس في رابعة النهار تفضحهم وأشعتها تلاحقهم حتى في أوكارهم وجحورهم .
ومهما حاولت خفافيش الظلام التخفي من النهار وشمسه وتمسكت بالليل وظلمته فلابد من أن تقع عيونها يوماً على الشمس فتموت عندها,لأنها أضعف من أن تتحملها لأنها الخفافيش .
والسؤال الذي يطرح نفسه" ماذا يريدون من حربهم على الأيام؟تارة بمحاكمتها وتارة بالاعتداء على مراسليها وأخرى بالاستيلاء والمصادرة؟وهل صار اقتنائها شبهة تستدعى الاستيقاف والضبط ؟ أيريدون أن يطفئوا أنوار الحق؟؟
إنهم ولو افترضنا جدلا واستحالة استطاعوا أن يوقفوا الأيام ومنعوها من النشر, فستبقى الأيام هي الأيام ماثلة أمامنا رأي العين وحاضرة في وجداننا كل لحظة نقرأها على صفحات قلوبنا كل ثانية وحروفها تجري فينا جري الدماء في العروق فماذا عساهم فاعلون ؟
الأيام هي نَفسً كل مظلوم ومنبرها منبر الأحرار,هي الفجر الذي ننتظر طلوعه بعد كل ليلة مظلمة ونرقب نجمته بعد كل عتمه لنرى تباشير أنواره بطلوع شمسه .
فليرحل الليل عنا بظلامه, إنا للفجر مكبرون وعلى الدرب سائرون فلا بد للشمس من أن تنتصف في كبد السماء يوما أيها العابثون .