عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-11, 06:01 PM   #1
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
افتراضي أزمة الفكر .. أزمة الحوار ..

أزمة الفكر .. أزمة الحوار ..


الفكر إذا كان منغلقاً أو جامدا لن يتقدم، ولن يتطور، ولن ينتج أي متطلب له علاقة بالنهوض إلى الأمام ،
بل يعد بشكل أساسي حجر عثرة وانسداد متجمد في طريق التقدم .
والحوار إذا كان غائباً أو محارباً، لن يكون هناك ثمة تفاهم أو تقارب أو تعاون أو تفاعل .
إذا لا يعقل أن أفهم أو أتفهم المواقف الأخرى إذا لم استمع إلى الآخر أولا .
هنا يندهش المتابع للحراك الجنوبي بفصائله وتياراته واتجاهاته لما يعتريه من تضارب وحدة في المواقف والرؤى ،
مع الإصرار على الاسترسال على هذا المنوال والعزف الشاذ ، دون أي محالة ولو خجولة للحوار ،
مع أننا نفترض أن من أساسيات وسمات المرحلة الراهنة ومن أدبياتها إتباع منهج الحوار كوسيلة حضارية وضرورة وطنية أيضا ،
ورغم هذه العبارات الرقيقة والجميلة التي نسمعها دائما من معظم رموز وقادة الحراك ، إلا أنه إذا ما تعرض أصحاب هذه العبارات أو تلك لامتحان واختلاف في الرأي،
فحينئذ يبرز الإقصاء والتنقيب عن المقاصد والنوايا، والغوص في تفاصيل التفاصيل واختلاق الكثير من الأسباب لوقف الجهود نحو أي الحوار .
إن الحوار أيها الفضلاء ليست كلمة تقال باللسان، وحروفاً تنمّق بالبنان، إن الحوار وثقافته تستوجب حينما تتصادم الرؤى وتختلف الأفكار،
وتتباين المفاهيم ، حينها يكون للحوار محل، وإن الحلم ليحلو حين الغضب، والعفو عند المقدرة، والجود حالة الحاجة والقلة ، والحوار عند الاختلاف .
إن الحوار يتطلب حسن الظن بالآخر، وعدم إطلاق الأحكام المسبقة ، ويتطلب الذهاب إلى الحوار دون أن يكون كل طرف متمترسا بقناعات لا يمكن التنازل عنها ،
وإلا ما فائدة الحوار !!؟
لدينا بلاء هو انفلوانزا أحادية الرأي ، وقتل للأصوات المتعددة الأخرى المعتدلة والمرنة ، إنها أزمة حوار قائمة على أزمة فكر ونظر ،
والمرحلة تحتاج لمواجهة هذه الفيروسات القاتلة، إلى لقاحات ناجحة صادقة تنتجها العقول الوطنية وأصحاب التوجهات والأفكار الحكيمة
لحماية القضية برمتها وحماية الأجيال في المستقبل من حماقات الفكر المتحجر والمتصلب .
فكم نحن بحاجة اليوم إلى واسعي الخبرة والحكمة وبعيدي النظر .
وما أحوج أبنا الجنوب إلى التغاضي والتقارب والتعاون، وتغليب المصالح العامة، والاجتماع على الحق، وتجاوز مساوئ الماضي ،
فضلاً عن الابتعاد عن إثارة النعرات ونكء الجراحات ، ولا بد من الاحتكام وترسيخ المبدأ السامي وجعله مرتكز أساسي في منهج حياتنا ،
وهو مبدأ التصالح والتسامح .
لذلك ، من يبدأ الخطوة الأولى ؟ من يمد يده ويضع خطوط السير ، ونقطة الانطلاق نحو حوار حقيقي يجمع كافة الأطياف والشخصيات ،
من يتطوع ليكون صاحب السبق والمبادرة الوطنية الحقيقية ويضع الآليات العملية والواقعية القابلة للتطبيق في جمع الشمل وبناء وحدة وطنية واسعة.
أين فرسان الخير والوطنية وحاملي رايات المصلحة العليا للجنوب؟
الجنوب ينتظركم قبل فوات الأوان !
عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس