عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-16, 03:40 AM   #41
إبـن الشحر
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-07
المشاركات: 26
افتراضي


الشيخ:أحمد بن علي برّعود : الدولة دائماً لا تأتي بالحلول المطلوبة إلا بعد أن يستفحل الأمر وتسيل الدماء


الاستفزازُ سلوكٌ ابليسيٌ مرفوضٌ حضارياً واجتماعياً فهو مؤشرٌ لضعف الشخصية , وقلةِ الحيلة , وانعكاسٌ للقلق داخل نفس غير سويّة.
والإنسان يستخدم الاستفزاز عندما يفتقد لقوة الحجة والبرهان ليغطّي بالاستفزاز قصوره للتقليل من شأن المقابل له .
فما معنى الاستفزاز ؟ وما هي أسبابه ؟ وما نتائجه ؟ وكيفية دفعه ؟
فهذه أربعة أمور ينبغي فهمها .
الأمر الأول : معنى الاستفزاز :
الاستفزاز يأتي بمعان منها : الإزعاج , والإفزاع , والاستخفاف , والاستئصال , والإخراج .
الأمر الثاني : أسباب الاستفزاز والاستجابة له :
السبب الأول : التنفير والتضييق للإبعاد والخروج من الأرض .
السبب الثاني : الإفلاس في أسلوب الحوار وضَعف الحجّة .
السبب الثالث : الجهل .
السبب الرابع : سوء الفهم للموقف وعدم افتراض حسن النيّة.
السبب الخامس : الجرُّ إلى المواجهة وإشعال الثائرة الغضبية .
الأمر الثالث : نتائج الاستفزاز :
أولاً : يحوّل الحوار والتفاهم إلى سب وشتم ولعن .
ثانياً : يفتح باب الشر :
ثالثاً : يدفع إلى الانتقام وإلى المواجهات الكلاميّة أو المسلّحة .
رابعاً : يفتح باب العصبيّة والنُّعَرات الطائفيّة والقبليّة من خلال تحريش الشيطان .
الأمر الرابع : كيفية دفع الاستفزاز :
وذلك من خلال سلوك الطرق الآتية :
الطريق الأول : تذكّر نتائجه وعواقبه الوخيمة .
الطريق الثاني : معالجة أسبابه ودفعها بالآتي :
أولاً : الاستعاذة من الشيطان الرجيم فيقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذلك يدفع عنه ثائرة الغضب .
ثانياً : تغيير وضعه الذي عليه .
ثالثاً : سؤال أهل العلم والحكمة
رابعاً : الاعتراف بالحق.
أحبتي : ما حدث يوم الأحد الماضي من مواجهات مسلّحة خلّفت ضحايا وجرحى من عسكريين ومدنيين وأدّت إلى ترويع مدينة الشحر وتعطيل حركتها ونشاطها وتعريض بيوت المواطنين التي حول المعسكر وممتلكاتهم للضرر وتعليق اختبار الطلاب للفصل الدراسي الأول في ذلك اليوم ما كان ليحدث إذا استخدمت الحكمة والعقل دون التعصّب والعنجهية فإخراج المعسكر من المدينة هو عين العقل والحكمة ويجنب الطرفين الضحايا ويحفظ الدماء. ولكن الدولة دائماً لا تأتي بالحلول المطلوبة إلا بعد أن يستفحل الأمر وتسيل الدماء.
ونهيب إلى أمرين في مثل هذه الأحوال :
الأول : أن يفتح الجميع عامة والأقارب وأهل السعة خاصة بيوتهم لإخوانهم المشرّدين من بيوتهم خوفاً وذعراً ويسدوا حاجاتهم وتأمين وحماية بيوتهم وممتلكاتهم .
الثاني : أن يفتح المستشفى القديم والمراكز الصحيّة بالإحياء للطوارئ والولادة وخاصة عند صعوبة الوصول إلى المستشفى الرئيسي .


كتبه : الشيخ أحمد بن علي برّعود
إمام وخطيب جامع الفرقان بالشحر


إبـن الشحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس