[علي المفلحي]

*من عجائب اتفاق الرياض:*

انه حدد حصة الرئيس بما يسمى بالوزارات السيادية
وحدد حصة الإنتقالي وباقي القوى الجنوبية ذات النصيب في ال50% والذين سيرفعون مرشحيهم لكل وزارة عدد 2_3 مرشحين ليختار الرئيس من يراه مناسباً من مرشحي كل طرف لوزارته المحددة ، وذلك كما حصل بإختيار محافظ ومدير أمن عدن.. وهذا أمر معروف ولا غرابة فيه..

كما حدد الإتفاق التسلسل الزمني للخطوات العسكرية والامنية والسياسية الخ.

ولكن مانسمعه من عدم موافقة الإنتقالي على مرشحي الرئيس لوزاراته السيادية بل وترشيحهم لأسماء لبعض تلك الوزارات كبدائل لمرشحي الرئيس المرفوضين من قبلهم، ومايجاري ذلك من مواجهات على الأرض، كل ذلك جعل الجميع في حيرة ممايحصل، وفرض العديد من التساؤلات اهمها :

أي سيادة وأي حصص سيادية بقيت بعد ذلك للرئيس؟!
والأمر يسري أيضاً على مايتعلق بالخطوات الأخرى الامنية والعسكرية والتي أيضاً حسب ما اعلن عنه انها تسبق الخطوات السياسية، وأيضاً تم التنصل عنها والضغط على الرئيس بتأجيلها والقيام ببعض الخطوات السياسية فتم مايتعدا ذلك وذلك منذُ تكليف رئيس الحكومة كمرشح خارج رغبته بينما رئآسة الحكومة سيادية ومن حصته السيادية التي لايجب التدخل في خياراتها لا من قبل التحالف ولا من قبل الإنتقالي خاصةً بعد توقيع الإتفاق..

وبالنظر لمايحدث سنجده للأمانة ليس سوى تنفيذ عملي للمبادرات السابقة التي قدمت من قبل القوى الدولية والتي اقترحت تنازل الرئيس عن صلاحياته واختصاصاته السيادية لصالح نائب توافقي أو رئيس الحكومة التوافقي ويقتصر دور الرئيس بإصدار القرار بتشكيلها فقط.

وإذا كان هذا مايطبق اليوم بطريقة الجرعات الكيماوية المنهكة على ايدي التحالف ونقول التحالف كون الإنتقالي لن يقوى على ذلك لو لم يكونوا متخذين منه شماعة لتنفيذ ذلك..

ويجب ان لايفهم تحليلنا هذا بكوننا ضد الإنتقالي ..!!
بل نحن ملتزمين الحيادية والشفافية في محاكاة الواقع ..

لهذا فإن مانريد الوصول له هو ماذا يتوقع هؤلاء اللاعبين غداً من إملائآت واشتراطات انصار الله والذين يعلم الجميع انه ستكون لهم الكلمة العليا واليد الطولى في مختلف الأمور سواءً أثناء الحوارات النهائية أو بعد إبرام الإتفاق النهائي، وذلك بالنظر لمايتم الإن بين الفرقاء المتحالفين _ونقول المتحالفين_ وذلك كون الإنتقالي ليس عدواً للشرعية والتحالف كما هو الأمر بالنسبة لأنصار الله بل حليفاً للشرعية والتحالف وكذا القوى المحسوبة علية ، وذلك كما وصفه السفير البريطاني مؤخراً ..
وطبعاً لم يجحف السفير بذلك بحق الإنتقالي والقوى المسلحة التي باتت محسوبة عليه بل يخدمه كون الخيار الآخر سيضعه في خانة المضاد للشرعية مماسيضعه تحت طائلة القانون الدولي وسيضع دول التحالف التي شكلته والقوى العسكرية التي اضحت لاحقاً تابعة له كمخالفين للقرارات الدولية التي اوكلت لهم مهمة واحدة وهي مناصرة الشرعية، وبالتالي ستلحق بهم تبعات قانونية دولية جسيمة ، وهذا هو الفرق بين الإنتقالي والحوثيين، ومالا يساعد أو يسمح للإنتقالي بتقمص دور الحوثيين التمردي.. وهذا مايفسر انه رغم المواجهات الطاحنة في ابين فأن خطاب الإنتقالي لايتعدى مطلب تنفيذ إتفاق الرياض.. لاسواه..

الخلاصة: إن النتائج تدل على المقدمات..
والمقدمات كانت خاطئة وهكذا هي نتائجها المشاهدة اليوم وهكذا ستكون غداً وخاصةً علينا نحن بالذات جنوباً حاضراً ومستقبلاًً ، بينما هاهم الشماليين توزعوا حصتهم دون أن نسمع صوتاً معترضاً او متظلماً ، وسيكونوا كذلك غداً حين تتم الصفقة مع انصار الله، بينما نحن كما لم نتفق اليوم فلن نتفق غداً وستذهب قضيتنا هباءً منثورا بأيدي من اسميناهم قادتنا مقابل مكاسب شخصية ومكوناتية هي ادنى من حلم الشعب ومصالحة العليا ..
بينما قضيتهم كانت هي القضية المركزية في الأزمة اليمنية، وأضحت بسبب الحسابات القاصرة تحتل أدنى سلم القضايا الهامشية التي أُخرجت من قائمة الأولويات.

فهل هناك أمل للمراجعة السريعة؟! أم أوصلوا أنفسهم وشعبهم لنقطة اللا عودة.؟!
وماذا سيقولون لذوي الشهداء والجرحى حين يصبحون وجهاً لوجه مع هذه الحقيقة المرَّة.

*د. عمر عيدروس السقاف*

https://m.facebook.com/story.php?sto...008365 304374

https://m.facebook.com/story.php?sto...0460946 29089