الأخ العزيز المناضل / محمد بن شجاع
ارجو المعذرة كوني لم اتمكن من الرد على كرم اخلاقك واصالة معدنك وسمو مقصدك نظرا لظروف السفر .
نعم ياعزيزي .. لقد كنت حاضرا بقلبي ووجداني وعواطفي معكم في مهرجان الجنوب الكبير يوم التسامح والتصالح والذي احتشدت فيه " الارادة الجمعية " لشعب الجنوب بصورة لم يسبق لتاريخنا السياسي ان سجل مثيلا لها من قبل .
نعم يا عزيزي .. لقد لقد شعرت بفخر كبير في هذا اليوم لأنني واحدا من افراد هذا الشعب العظيم الذي لازال يخوض ملحمة الحرية وملحمة انتشال وطنه من براثن الاحتلال ... نعم يا عزيزي يمكننا اليوم ان نقول تلك العبارة المتداولة عالميا وعربيا على وجه الخصوص : ارفع رأسك فأنت ... ! .. نعم / ارفع رأسك .. فأنت جنوبي عربي . ففي ظني لو قدر لهذا العبارة ان تختار اي الشعوب العربية التي ملأت معانيها هذه بما تستحق من شرف .. ونخوة .. وسمو .. وقوة ارادة .. وعزيمة .. واخلاص .. وتفاني .. ومثابرة .. وتضحيات .. وتجاوزا للجراح .. وتغلب على المصاعب والمطبات والحيل والمكائد سيرا تجاه الهدف الوطني السامي .. لقالت هذه العبارة .. بكل تأكيد / انه شعب الجنوب .
عزيزي / بن شجاع
ما كتبت عني .. لا استحقه لأني لم اكن في يوم من الأيام الا واحدا من كوكبة متألقة كسرت جدار الصمت .. وخاضت التحدي .. وتحملت المسئولية او بالأصح يا عزيز : قامت بالواجب . وهل هناك اشرف من ان تقوم بواجبك تجاه شعبك .. ووطنك .
لقد كنت أنت يا عزيزي المناضل الشجاع واحدا من اهم الذين قاموا بواجبهم على تجاه وطنهم وشعبهم في تلك المرحلة المبكرة , وكانت قصائدك المجلجلة والمدوية في اودية الخوف والقمع لأجهزة الاحتلال ملهمة لنا في تتبع معانيها وترجمة نصوصها الى مفردات تلتقي مع ارادة شعب الجنوب كلما استطعنا ذلك .
لقد عرفتك يا عزيز وغيرك من الرجال في ظرف " انساني – سياسي " مرتبط بمشروع وطني نبيل اصر على تحويل الجرح الوطني الى عافية وطنية .. واصر على تحويل باقيا الاحقاد الى منظومة متكاملة من اللحمة والتكاتف الوطني .. وحينما سمعت عن بن شجاع من خلال قصيدته الاولى الرائعة عن التسامح والتصالح آثرت ان اتشرف بوضع ثلاثة ابيات منها في مقدمة مقالي الاسبوعي .
ومنذ الوهلة الأولى التي التقيت فيها بك وتعرفت من خلالها عليك ادركت على الفور – ولا اوقولها والله مجاملة – انني امام شخصية عظيمة نبيله طاهرة ... نقية .. خالية من اي شوائب مرضية يمكن ان تلتصق بالانسان في اي مكان من العالم . . ولو قدر لي ياعزيز ان اختار شخصية انسان جنوبي تتمثل فيه مجموعة من الصفات ( النبيلة – النادرة ) .. فبكل تأكيد لن اجد افضل من الشاعر محمد بن شجاع .
لقد جسدت علاقاتنا الشخصية المتجاوزة لذلك " العيب " الذي تتصارع بعض القيادات حوله .. وله .. ومن اجل , واعني بذلك " المواقع والمناصب " النموذج الذي يمكن اعتباره مثاليا لما ينبغي ان تكون عليه العلاقات الشخصية بين مختلف قيادات الحركة الوطنية الجنوبية , ويشرفني هنا يا بن شجاع ان اخص بالذكر زملائك الشعراء الابطال الذي كان لي شرف مصاحبتهم ورفقتهم .. وما انبلهم من رجال وليعذرني البعض ان نسيت اسمه لكنني لن انسى واحدا من اعز اصدقائي على الاطلاق / الشاعر الكبير زين ابو حامد .. هذا الرجل الذي يعتبر مدرسة في الحكمة والمعرفة وسرعة البديهة في تفسير مجريات الامور بكل دقة , ولا يمكن ايضا ان انسى الاصيل الشجاع النبيل طاهر بن طماح صاحب قصيدة " الجن " تلك التحفة الرائعة التي اسمعنا اياها ونحن في طريقنا الى يافع للقاء التسامح والتصالح .. وغيرهم .. وغيرهم الذين ارجو الا يؤاخذوني هنا لعدم ذكر اسمائهم التي ستبقى بكل تأكيد مسلجة في التاريخ النضالي لشعب الجنوب .
عزيز بن شجاع / لدي احساس وايمان كبير انني سأكون قريبا الى جانبك ومعك في هذه المسيرة العظيمة التي نرجو من الله الا يحرمنا شرف المساهمة العملية فيها مرة اخرى على ارض الواقع , وان كنت على ثقة انك وامثالك من شرفاء الجنوب سوف تقومون بالواجب الوطني واكثر ... لا اريد منك هنا – وهذا طلب – اي تعقيب على كلامي هذا لأن ما في قلبك الطاهر تجاهي اعلمه علم اليقين يا صديقي .
لك مني الف تحية محبة واحترام وتقدير ...
اخوك دائما وابدا / احمد عمر بن فريد
|