عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-23, 03:40 AM   #16
alfars
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2008-06-10
المشاركات: 226
افتراضي

النصيحه لأئمة المسلمين:

المراد بهم العلماء والأمراء والحكام على السواء ، فالعلماء هم أئمة الدين الذين يديرون أمور الدين، والأمراء والحكام هم أئمةٌ الدنيا الذين يديرون شؤون المسلمين ، وعامتهم ما سوى الحكام والعلماء .


فأما النصح للعلماء : فيكون بتلقّي العلم عنهم ، والالتفاف حولهم ، ونشر مناقبهم بين الناس ، حتى تتعلّق قلوب الناس بهم ، ومن النصح لهم : عدم تتبع أخطائهم وزلاتهم فإن هذا من أعظم البغي والعدوان عليهم ، وفيه من تفريق الصف وتشتيت الناس ما لا يخفى على ذي بصيرة .


ومن المعلوم أن أعلى المؤمنين إيمانا هم الراسخون في العلم، أو هم أهل العلم العاملون به، كما قال -جل وعلا-) يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )


فالنصيحة لأهل العلم أن يُحَبُّوا، وأن يذب عن أعراضهم، وأن يؤخذ ما ينقلونه من العلم، وأن ينصروا فيما نصروا فيه الشريعة، وأن تُحْفَظ لهم مكانتهم ,ونشرهم للعلم، ونشرهم للدين.


والنصيحة لأئمة المسلمين تكون في:


1- حبهم وحب صلاحهم لأن في صلاحهم صلاح المجتمع كله.


2- إجتماع الأمة عليهم وطاعتهم وإعا نتهم على القيام بما حمّلوا من أعباء الولاية ، وطاعتهم في المعروف ،وشد أزرهم ومعاونتهم على الحق ، وأمرهم به ونهيهم وتذكيرهم برفق ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ، وتأليف قلوب المسلمين لطاعتهم .



3-عدم الخروج عليهم بالقول أو الفعل أو السيف .


4- الدعاء لهم بالهدى والصلاح والتوفيق والسداد.


5- تقديم المشورة لهم عند طلبها بل وحتى لو لم تطلب اذا رأى الناصح ضرورة ذلك.وبذل النصح لهم، وتنبيههم على ما يخطئون فيه، وما يتجاوزون فيه الشرعية .


وهذه المرتبة -كما قال ابن دقيق العيد في شرحه وغيره-: هذه فرض كفاية تسقط بفعل البعض من أهل العلم ونحوهم.


فحق ولي الأمر المسلم أن يُنْصَح، بمعنى أن يُؤْتَى إليه، وأن يُبَيَّن له الحق، وأن يُبَصَّر به، وأن يوضح له ما أمر الله -عز وجل- به، وما أمر به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن يُعان على الطاعة، ويسدد فيها، ويُبَيَّن له ما قد يقع فيه من عصيان أو مخالفة للأمر.


وهذه النصيحة الخاصة لولاة الأمر جاءت لها شروط وضوابط في شروح الأحاديث، ومنها ماذكره ابن رجب -رحمه الله- في "جامع العلوم والحكم" وساق عن ابن عباس وعن غيره أنواعا من الآداب والشروط، التي ينبغي للناصح أن يتحلى بها إذا نصح ولي الأمر المسلم.


فمن ذلك:


1- أن تكون النصيحة برفقٍ، وسهولة لفظ؛ لأن حال ولي الأمر -في الغالب- أنه تعزّ عليه النصيحة، إلا إذا كانت بلفظ حسن، -يعني: لا يقبلون النصيحة- إلا إذا كانت بلفظ حسن. وقد قال -جل وعلا- لموسى وهارون: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ).فربما كان اللفظ خشنا، فأدى ذلك إلى رفض الحق، ومعلوم أن الناصح يريد الخير للمنصوح له. كما قال أهل العلم في تفسير النصيحة: أنها إرادة الخير للمنصوح له.


2- أن تكون النصيحة لولي الأمر سرًّا وليست بعلن؛ لأن الأصل في النصيحة بعامة -لولي الأمر ولغيره- أن تكون سرا، بخلاف الإنكار كما في حديث سعيد الخدري: ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده )إن الأصل في الإنكار أن يكون علنا، وأن الأصل في النصح أن يكون سرا.


فالنصيحة لولي الأمر يجب ويشترط لكونها شرعية أن تكون سرا، بمعنى: أنه لا يعلم بها من جهة الناصح إلا هو، وألا يتحدث بها بأنه نصح وعمل وكذا؛ لأنه ربما أفسد المراد من النصيحة بذكره، وصعب قبول النصيحة بعد اشتهار أن ولي الأمر نُصِح.


وعلى هذا جاء الحديث المعروف الذي صحَّحه بعض أهل العلم، وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن ليخْلُ به، وليدْنُ منه، فإن قبل منه فذاك، وإلا فقد أدَّى الذي عليه)


وقد سئل ابن عباس -رضي الله عنهما- هل أُنْكِر على الإمام علنا؟ فقال: لا، بل دَارِهِ بذلك سرا.


وفي صحيح البخاري -أيضا-: ن أسامة بن زيد جاءه جماعة، وقالوا له: ألا تنصح لعثمان؟ ألا ترى ما نحن فيه؟ فقال: أما إني لا أكون فاتح باب فتنة وقد بذلته له سرا )






أما النصيحة لعامة المسلمين :



أي سائر المسلمين ماسوى العلماء والحكام.

تكون ببذل ألنصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر وتعليمهم وارشادهم وتوجيهم لما فيه الخير والتقى والصلاح لهم ,نحب لهم ما نحب لأنفسنا ، فنرشدهم إلى ما يكون لصالحهم في معاشهم ومعادهم ، ونهديهم إلى الحق إذا حادوا عنه ، وتذكّرهم به إذا نسوه ، متمسكين بالحلم معهم والرفق بهم ، وبذلك تتحقق وحدة المسلمين ، فيصبحوا كالجسد الواحد : ( إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .


فهذه هي مواطن النصيحة التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا عملنا بها حصل لنا الهدى والرشاد ، والتوفيق والسداد .


من فوائد الحديث


أولاً: انحصار الدين في النصيحة لقول النبيصلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة).


ثانياً: أن مواطن النصيحة خمسة: لله، ولكتابه، ولرسوله، لأئمة المسلمين،وعامتهم.


ثالثا - الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة، لأنها إذاكانت هذه هي الدين فإن الإنسان بلا شك يحافظ على دينه ويتمسك به، ولهذا جعل النبيصلى الله عليه وسلم النصيحة فيهذه المواطن الخمسة.


وللنصيحة آداب معينة وطرق علينا مراعاتها في تقديم النصيحة للغير لكي تجني ثمارها ونتائجها ايجابية طيبة.


فما هى هذه الآداب ؟


1- إخلاص النصيحه لله - عزوجل - وان تكون نيتى فى هذه النصيحه وجه الله تبارك وتعالى وان اتقرب بها الى الله واتعبد بها الله - عزوجل - ولا ابتغى بها مصلحه دنيويه او شهره .


2- ان تكون نيتى ارادة الخير للمنصوح سواء كان من حكام المسلمين او من عامة المسلمين او نصيحه لله او لكتابه او لرسوله .


3- ان تكون فى محلها بين الناصح والمنصوح له اى تكون بيننا وبين المنصوح له وان نختار الوقت المناسب والوضع المناسب وقيل انه من نصحك امام الناس فقد فضحك ,وقال الشاعر :


تغمدني بنصحك في انفراد***وجنبني النصيحة في الجماعة


فإن النصح بين الناس نوع***من التوبيخ لا أرضي استماعه


فإن خالفتني وعصيت أمري***فلا تجزع إذا لم تلق طاعــه



وكلنا لا نحب ان ينصحنا احد امام الناس إلا فى حالات خاصه تكون النصيحه فيها امام الناس ، متى ؟ اذا كانت النصيحه عامه لا تخص شيئا معينا فمثلا خطيب الجمعه إذا اراد ان ينبه على شئ فيقول مابال اقوام يعملون كذا وكذا فما بالهم لماذا لا يعملون كذا وكذا, أو قد تكون ظاهرة شائعة بين الناس فيمكن للناصح أن يقول مابال الناس يعملون كذا وكذا فهنا هذه النصيحه تكون ادت ثمارها ونتائجها الإيجابيه التي يريدها الناصح .


4- ان نكون على علم بما ننصح به اى ان الناصح الذى يريد ان ينصح بشئ يكون على علم بالمنصوح فيه والعلم بما دل عليه الكتاب والسنة , والعلم بالطريقه التى انصح بها والعلم لمن ننصح وبم ننصح .


5- استخدام الأسلوب الطيب والكلمات والألفاظ الطيبه الحسنه والحكمه اثناء النصيحه كما نلاحظ ذلك فى قصة موسى - عليه السلام - عندما ارسل واخاه هارون الى فرعون ذلك الطاغيه المتجبر فقال له الله تعلى ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ) فإذا كان هذا القول اللين لكافر فكيف يكون لأخوة المسلمين.



من أهداف النصيحة , ( معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون ).


حتى لو لم يستجيبوا فليس علينا النتائج , نحن ننصح والنتيجة على الله سبحانه وتعالى ولم يعاقب الله الناصح اذا لم تقبل نصيحته أو لم يستجاب له وإلا لعاقب موسى وهرون لما لم يستجيب لهم فرعون , فالنصيحة تؤتي ثمارها في الدنيا على الناصح بأن الله يوفقه ويبارك له في اعماله .




ولكن ما ثمار النصيحه على المجتمع إذا ابناء المجتمع تناصحوا على الخير والتقوى بينهم ؟ اذا عمت النصيحه بين افراد المجتمع سلم المجتمع من عقاب الله اولا لأنهم ائتمروا فيما بينهم بالمعروف .


وسيكونون ممن تبع سنة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - واتبع هديه فى التناصح والدعوه الى الله تعالى والدعوه الى الهدى كما قال من دعا الى هدى كان له مثل اجر من تبعه الى يوم القيامه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا
alfars غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس