عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-29, 07:58 AM   #3
مبعد عدن
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-11
المشاركات: 60
افتراضي

: 3- نوح عليه السلام
نسبه

هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوع ـ وهو إدريس ـ بن يرد بن مهلابيل بن قينن بن أنوشي بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام.

مولده
وكان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة؛ فيما ذكره ابن جرير وغيره. وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة، وكان بينهما عشرة قرون كما قال الحافظ أبو حاتم بن حبان في صحيحه: حدثنا محمد بن عمرو بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا أبو توبة، حدثنا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام سمعت أبا سلام، سمعت أبا أمامة يقول: أن رجلا قال: يا رسول الله أنبي كان آدم؟ قال: "نعم، مكلم". قلت فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: "عشرة قرون".
وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه. وفي صحيح البخاري ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام.
فإن كان المراد بالقرن مائة سنة ـ كما هو المتبادر عند كثير من الناس ـ فينهما ألف سنة لا محالة، لكن لا ينفي أن يكون أكثر باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام، إذ قد يكون بينهما قرون آخر متأخرة لم يكونوا على الإسلام، ولكن حديث أبي أمامة يدل على الحصر في عشرة قرون، وزادنا ابن عباس أنهم كانوا على الإسلام.
وهذا يرد قول من زعم من أهل التواريخ وغيرهم من أهل الكتاب: أن قابيل وبنيه عبدوا النار. فالله أعلم.
وإن كان المراد بالقرن الجيل من الناس كما في قوله تعالى:
{وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} (سورة الإسراء:17)
وقوله:
{ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين} (سورة المؤمنون:31)
وقال تعالى:
{وقرونا بين ذلك كثيراً} (سورة الفرقان: 38 :
{وكم أهلكنا قبلهم من قرن} (سورة مريم:74)
وكقوله عليه السلام: "خير القرون قرني" ... الحديث، فقد كان الجيل قبل نوح يعمرون الدهور الطويلة، فعلى هذا يكون بين نوح وآدم ألوف من السنين، والله أعلم.
سبب بعث سيدنانوح
وبالجملة فنوح عليه السلام إنما بعثه الله تعالى لما عبدت الأصنام والطواغيت، وشرع الناس في الضلالة والكفر، فبعثه الله رحمة للعباد؛ فكان أول رسول بعث إلي أهل الأرض، كما يقول أهل الموقف يوم القيامة.
سنه يوم البعث
واختلفوا في مقدار سنه يوم بعث، فقيل كان ابن خمسين سنة، وقيل ابن ثلاثمائة وخمسين سنة، وقيل ابن أربعمائة وثمانين سنة. حكاها ابن جرير، وعزا الثالثة منها إلي ابن عباس.
قصة سيدنا نوح
مضمون ما جرى لسيدنا نوح مع قومه مأخوذا من الكتاب والسنة والآثار، فقد قدمنا عن ابن عباس؛ أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام، رواه البخاري. وذكرنا أن المراد بالقرن الجيل أو المدة على ما سلف.
ثم بعد تلك القرون الصالحة حدثت أمور اقتضت أن آل الحال بأهل ذلك الزمان إلي عبادة الأصنام. وكان سبب ذلك ما رواه البخاري من حديث ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس عند تفسير قوله تعالى:
{وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً} (سورة نوح:23)
قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلي قومهم أن انصبوا إلي مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وانتسخ العلم عبدت.
قال ابن عباس: وصارت هذه الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد وهكذا قال عكرمة والضحاك وقتادة ومحمد بن إسحاق.
وقال ابن جرير في تفسيره: حدثنا ابن حميد، حدثنا مهران، عن سفيان، عن موسى، عن محمد بن قيس قال: كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلي العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدوهم وبهم يسقطون المطر، فعبدوهم.
وروى ابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير أنه قال: ود ويغوث ويعوق وسواع ونسر أولاد آدم، وكان "ود" أكبرهم وأبرهم به.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا احمد بن منصور، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا يعقوب عن أبي المطهر، قال: فلما انفتل من صلاته قال: ذكرتم يزيد بن المهلب، أما إنه قتل في أول أرض عبد فيها غير الله تعالى. قال: ذكر ودا رجلاً صالحاً، وكان محبباً في قومه، فلما مات عكفوا حول قبره في أرض بابل وجزعوا عليه، فلما رأى إبليس جزعهم عليه تشبه في صورة إنسان، ثم قال: إني أرى جزعكم على هذا الرجل، فهل لكم أن أصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به؟ قالوا: نعم فصور لهم مثله، قال: ووضعوه فيناديهم وجعلوا يذكرونه، فلما رأى ما بهم من ذكره قال: هل لكم أن أجعل في منزل كل واحد منكم تمثالاً مثله ليكون له في بيته فتذكرونه؟ قالوا: نعم. قال: فمثل لكل أهل بيت تمثالاً مثله، فأقبلوا فجعلوا يذكرونه به، قال: وأدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به. قال: وتناسوا ودرس أمر ذكرهم إياه حتى اتخذوه إلهاً يعبدونه من دون الله، وأولاد أولادهم، فكان أول ما عبد غير الله "ود" الذي سموه وداً.
ومقتضى هذا السياق أن كل صنم من هذه عبده طائفة من الناس، وقد ذكر أنه لما تطاولت العهود والأزمان، جعلوا تلك الصور تماثيل مجسدة ليكون أثبت لها، ثم عبدت بعد ذلك من دون الله عز وجل. ولهم في عبادتهامسالك كثيرة جداً قد ذكرناها في مواضعها من كتابنا التفسير. ولله الحمد والمنة
قال الله تعالى(لقد أرسلنا نوحاً إلى قومهِ فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره
إني أخافُ عليكم عذاب يومٍ عظيم ) الاعراف 59
ونوح عليه السلام
وقد كلف الله سبحانه وتعالى (نوح ) بالدعوة عندما بلغ من العمر خمسين عاما
وكان نوح عليه السلام رجلاً فصيحاً قوي الحجة والبرهان
صبوراً على الإيذاء صبوراً عما يلاقيه من قومه
وقد دعا قومه إلى الله ومكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما
وقد قال أهل العلم
أن نوح عاش ألف سنة وخمسين عاما ,والعلم عند الله تعالى
لقد أرسل الله نوحاً عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لاشريك له
وقد قال ابن عباس (مابين أدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام ) البخاري أخرجه ابن حيان
ويبين لهم أن (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا)
إنما هي عبارة عن أصنام لاتبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع ولا تأتي بالخيرولا تدفع الشر
فكان يدعوهم أناء الليل وأطراف النهار ويقيم عليهم الحجج والبراهين
ويأتيهم بالأدلة العقلية والمنطقية ويسعى جاهداً لأخذ قومه إلى مايسعدهم بدنياهم وآخراهم
لكنهم كانوا يتمادون بالطغيان والسخرية وبالإيذاء
مرة وصفوه أنه ذكي
ومرة أنه مجنون
ومرة أنه كاذب
وكان يتحملُ مايتحمل في سبيل نجاة قومه
واشتكى نوح إلى ربه :
( قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً * فلم يزدهم دعائي إلا فراراً *
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً *
ثم إني دعوتهم جهاراً * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً *
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً *
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً *) نوح 5 إلى 12
حتى بلغ بالقوم أنهم سئموا منه : تسعمائه وخمسون سنه يدعوهم إلى الله سئموا منه !!!
(قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين *
قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين *
ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون *)هود 32 ــ 33ــ 34فلما يئس نوح عليه السلام من إيمان قومه ،
وهددوه بالقتل وآذوه ومن آمن معه فما كان منه إلا أن دعا عليهم بقوله :
(رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً
إنك أن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً )نوح 26ــ 27
سفينة نوح:وقال الله تعالى :
وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون *واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون * ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون *
فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم *
حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين
وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل *) هود 36 إلى 40وبقوله (احمل فيها من كل زوجين اثنين )
أي أحمل معك بالسفينة زوجين من النبات والحيوان والأنسان لماذا ؟؟
لأن الله سيقضي على كل الخلائق ولا يبقى إلا المؤمنون الموحدون لله عزوجل ويصنع نوح السفينة
وجعلها على ثلاث طبقات :حمل بالطبقة العليا الثمانين من الرجال والنساء الذين أمنوا به
وحمل بالطبقة الوسطى النباتوحمل بالطبقة السفلى الحيوانات
وقال علماء التاريخ استغرق بناؤها مئة عام والله أعلم
فتهيئت مركبة الإيمان وكان قوم نوح يستهزؤن منه وهو يصنع السفينة
قالوا يانوح بالأمس كنت تدعي أنكِ نبي ورسول واليوم نراك تعمل في مهنة النجارة أرأيت هذاأشرف من النبوة
فقال لهم :*قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون*
سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم*) هود 38ــ 39ونادى نوح ربه :
(فدعا ربه أني مغلوب فانتصر) القمر10
فقال الله تعالى :
(كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر*فدعا ربه أني مغلوب فانتصر*ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر*وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر*وحملناه على ذات ألواح ودسر *تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر*ولقد تركناها آية فهل من مُدكر*فكيف كان عذابي ونذر*) القمر 9 إلى 16هنا بدأ نزول العذاب
وتوجه نوح إلى السفينة ليستعد للقاء امر اللوقال العلماء رزق نوح بثلاثة أولاد بعد الطوفان :حام , سام , يافث
والبعض الآخر قال :أن اولاده الثلاثة كانوا معه بالسفينة وغرق يام لكفره والله أعلم. وإذا به تأخذه عاطفة الأبوة والحنان تجاه ولده (يام )ويسميه أهل الكتاب (كنعان )قال نوح :
(يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) هود42 ولقد قال العلماء لقد عم الطوفان جميع الأرض وزاد إرتفاعه على قمم الجبال ثمانين ذراعاولم يبقى على الأرض من يتنفس ولايوجد عليها أحدٌ حي لم يأبه لكلام والده ونصيحته وقال :
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله
إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) هود 43
وسفينة الإيمان جرت في المياه بين الأمواج التي كالجبال كما وصفها القران الكريم0حتى رست عند جبل ( الجودي )في ديار بكر على الحدود التركية كما قال علماء التاريخ ولكن الاكتشافات الاخيرة اثبت انها رست في وادي حضرموت وذلك عند تطابق ارقام الآيات سورة نوح مع خطوط الطول والعرض فينتج الاسقاط على المنطقة تلقائيا بواسطة جوجل ارث وهذا ماوضحه الباحث التوي.. والله اعلم بالصحيح
وانتهت هذه المأساة وربنا قادر على كل شيء مما علمنا من قصة النبي ( نوح عليه السلام )
أنه بقي يهدي قومه إلى عبادة الله وحده تسعمائة وخمسون عاما
أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين..
مبعد عدن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس