[صقر الجزيرة]

تقرير: كيف بدت عدن بعد الهجوم الإرهابي على المنطقة العسكرية الرابعة؟



(شبكة الطيف ) وكالة خبر


العاب بنات




هيمنت أجواء الانتشار الأمني والعسكري بشكل كثيف على محافظة عدن (جنوب اليمن)، بعد يومين من الهجوم الإرهابي الذي شنته عناصر مسلحة يُعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة الإرهابي على مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بمديرية التواهي.

ويُعد الهجوم المسلح على المنطقة العسكرية الأبرز في أسبوع حافل بالأحداث الدامية عاشته عدن نتيجة لحالة الانفلات الأمني بالرغم من انتشار عدد كبير من نقاط التفتيش في أنحاء متفرقة وفترات متفاوتة.

وشهدت عدن أحداثاً عدة بينها: مصرع مواطن واختطاف جثته في وضح نهار الأحد، وهجوم على المنطقة العسكرية الرابعة، صباح الأربعاء، ثم الهجوم على باص أجرة مساء الخميس، ومقتل مواطنين في مديرية الشيخ عثمان ليل ذات اليوم، وقبلها كان مصرع علوي المحضار الناشط الموالي للحوثيين بعبوة ناسفة، ومقتل ضابط في الجيش بذات الطريقة.

وراح ضحية للهجوم الإرهابي على المنطقة الرابعة أكثر من 25 شخصاً من العناصر المهاجمة والجنود ومواطنين أبرياء من المارين في المنطقة أثناء الهجوم وسكان المنازل المجاورة للمنطقة الرابعة.

وبدأ الهجوم صبيحة الأربعاء عندما فُجع المواطنون إثر سماعهم صوت انفجار عنيف أعقبه اشتباكات بين مجهولين وجنود المنطقة أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود واثنين من المهاجمين، في حين فر الباقون، ولم تمر سوى لحظات قليلة على ارتياح الجنود من صد الهجوم على المنطقة ليكتشفوا سقوط المقر الرئيس بيد العناصر الإرهابية التي تسللت من أبواب منازل يسكنها مواطنون داخل المنطقة العسكرية الرابعة، لتبدأ بعد ذلك اشتباكات عنيفة لتحرير المقر.

وقال أحد الجنود المشاركين في عملية التحرير لـ”خبر” للأنباء، إنهم كانوا يتعرضون لإطلاق نار كثيف من المقر الرئيس ومنازل واقعة أعلى جبل مطل على المنطقة، الأمر الذي اضطرهم إلى طلب تعزيزات عسكرية، وبعد اشتباكات دامت 6 ساعات متواصلة، بحسب ما ذكرت اللجنة الأمنية لمحافظة عدن، تمكن الجيش من تحرير المنطقة العسكرية بعد مقتل 10 إرهابيين و6 جنود ومواطن وإصابة آخرين.

وعقب انتهاء عملية التحرير، أعلنت وزارة الدفاع عن ضبط اثنين من تنظيم القاعدة، لكن مصادر إعلامية أخرى أعلنت الإفراج عنهم بعد أن اتضح أنه لا علاقة لهم بالمهاجمين، في حين لم تذكر الدفاع أي شيء من ذلك.

وما زال المجتمع يتساءل عن سير أعمال التحقيق والبحث والتحري في الهجوم على المنطقة العسكرية الرابعة، وعن حقيقة الإفراج عن من تم ضبطهم خلال عملية التحرير التي تقدمها قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء محمود الصبيحي.

وعلى الصعيد ذاته، سخر رئيس تحرير صحيفة “الأولى”، محمد عايش، مما أسماها تحويل وزارة الدفاع لفضيحتها إلى انتصار، مشيراً إلى أن مجرد وصول مقاتلي القاعدة إلى بوابة وأسوار قيادة المنطقة داخل مدينة عدن، هو بالنسبة للتنظيم، انتصار كامل، حتى لو سقط كل المهاجمين قتلى.
بالمقابل طالب القيادي في الحراك الجنوبي، العميد ناصر الطويل، في اتصال مع وكالة “خبر” للأنباء، الدولة الضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار؛ من أجل إعادة الأمان لمختلف شرائح وفئات المجتمع.
أما وزارة الداخلية فأكدت على ضرورة انتقال الأجهزة الأمنية إلى مرحلة الهجوم على الإرهاب بدلاً من اتقاء هجماته، لافتة إلى أن شروط مواجهة الإرهاب يجب أن تتغير وأن يبقى زمام المبادرة بيد الأجهزة الأمنية التي ستجد الشعب صفاً واحداً من خلفها دفاعاً عن أمن اليمن واستقرارها ومصالحها العليا.

في حين حذر ضابط أمني رفيع المستوى -تحتفظ “خبر” للأنباء بهويته- من استمرار هذه العمليات واستهداف الجنود، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه إضعاف الروح المعنوية للجنود ومنتسبي الجهاز الأمني والعسكري.