عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-01-31, 10:56 PM   #4
توفيق الغول
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-26
المشاركات: 108
افتراضي

بيان صادر عن الاعتصام السلمي لجمعية الشباب
و العاطلـين عن العمل م / عدن

قال تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ))

صدق الله العظيم..

يا شبـــاب عـدن الأحـــرار :

إننا هنا اليوم ندشن إنطلاقتنا الأولى باسم جمعية الشباب والعاطلين عن العمل بمحافظة عدن الشامخة الأبية ، هذه المحافظة التي كانت مهداً للثقافة والحضارة والتاريخ ، وهي المدينة الحاضنة لكافة القوى والحركات الوطنية والمثقفين والأحرار ، عدن التي كانت الرافد الأول للحركات الشبابية والطلابية منذُ منتصف القرن التاسع عشر والتي سطرت ذلك التاريخ المشرِّف في حياتها ذلك التاريخ الذي يعد جزءً هاماً من تاريخ كفاح شعبنا من أجل الحرية والإستقلال والدفاع عن مكاسب ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة الخالدة .

نعم ، إنهم شباب وطلاب عدن ، كيف لا وهم قد لعبوا أدواراً بطولية في تلك الحقبة من التاريخ ، حيث كانت بداية دورهم ، هو انخراطهم في مختلف التجمعات النقابية والتشكيلات الوطنية ، وبدأو بنضال اقتصادي لرفع الأجور وتخفيض ساعات العمل ، وتحسين مستوى معيشة الشعب ثم تصاعد ذلك النضال حتى صار نضالاً ضد الوجود الإستعماري وشارك شباب عدن في الإضطرابات والمسيرات ضد الإستعمار وناضلوا ضد طابع التعليم الإستعماري الخاطئ ، وانخرطت مجاميع كبيرة منهم في الكفاح المسلح الذي تكلل بخروج الإستعمار من أراضي الجنوب الطاهرة .

وانطلاقاً من ذلك الدور الريادي الذي قام به شباب وطلاب عدن خاصة والجنوب عامة ، وأيضاً من الأهمية السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي يمثلونها ، ولأنهم أهم الشرائح وأكثرها وعياً وتأثيراً في المجتمع ، فقد مثلت هذه الشريحة العصب الحيوي في بناء دعائم المجتمع المدني والمتحضر والرافد الحقيقي له في شتى مجالات الحياة لدولة الجنوب ، وإنطلاقاً من ذلك كله فقد أولي الشباب والطلاب رعايةً واهتماماً من خلال تأمين مجانية التعليم وإلزاميته وتطويره وربطه بالتنمية وفقاً لخطة التنمية وسوق العمل . وكذلك نشر مراكز رعاية الشباب والأندية الرياضية والثقافية والفنية وبالتالي كانت الوظيفة العامة وتوفير المسكن وتكوين الأسرة من أبسط الحقوق التي يجب أن يتحصل عليها الشباب دون عناء ومشقة كما هو حالنا اليوم .

الحشد الجماهيري المهرجان العظيم :-

إذا نظرنا اليوم إلى حال الشباب في عدن التاريخ والصمود ، خصوصاً منذُ 7/7/1994م المشئوم فإن حالهم يبعث على الحسرة والألم جراء ما تطبقه السلطة من سياسات إقصائية الغائية عدوانية تنم عن الكراهية والحقد الدفين لعدن التاريخ والأصالة ولأبنائها المثقفين والمسالمين ، وأصبحت معاناة أبناء عدن خصوصاً والجنوب عموماً في حالة تزايد مستمر حتى بلغت حداً لا يطاق ، تلك المعاناة الناجمة عن حرب صيف 1994م الظالمة التي حولت عدن والجنوب إلى إقطاعية وغنيمة من غنائم الحرب العدوانية الآثمة وإطلاق العنان لأيادي المتنفذين للعبث بثرواتها وأراضيها ومؤسساتها العامة والخاصة وإقصاء وإبعاد وتشريد وتوقيف مئات الآلاف من أعمالهم مدنيين وعسكريين وصد أبواب الوظيفة العامة في وجوه أبناء عدن خصوصاً واعتماد نسبة ضئيلة جداً من الوظائف لهذه المحافظة التي يستولي عليها أشخاص وافدين من المحافظات الشمالية ، كما شهدت محافظة عدن هجمة بربرية شرسة استهدفت الإستيلاء على الأراضي الزراعية والسكنية ولصالح حفنة من المسئولين والمتنفذين وعلى حساب أبنائها الحقيقيين سكان مدينة عدن ثم يأتي اليوم من يتحدث عن صرف أراضي سكنية لأبناء عدن بعد أن استقطعوا كل شبر من أراضيها وأكلوا الأخضر واليابس في محاولة يائسة من النظام في احتواءه للحراك الشعبي والجماهيري في الساحة الجنوبية والتي يلعب الشباب والعاطلين عن العمل دوراً متميزاً فيه ولا سيما في محافظة عدن وقد أصبح اليوم الحصول على الوظيفة العامة أو على قطعة الأرض من سابع المستحيلات .

يا شباب عدن الأحرار :
ها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد ليسجل ذلك الدور الريادي والمتميز الذي يلعبه الشباب والعاطلين عن العمل في عدن والجنوب في مسيرة الحراك الشعبي والجماهيري والنضال السلمي الذي تشهده حالياً كافة محافظات الجنوب ، وما سقوط شهداء النضال السلمي في حضرموت والضالع وردفان وعدن وغالبيتهم في ريعان الشباب ما هو إلا خير دليل على ذلك الدور المشرف والمشرق الذي لعبه ويلعبه الشباب والطلاب والعاطلين عن العمل في مواجهة الظلم والجور والتعسف ورفضه ومقاومته سواءً في فترة النضال والكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني أو حالياً في النضال السلمي لأبناء الجنوب ضد الاجتياح العسكري والقبلي .
كما أن لجوء السلطة الحاكمة إلى استخدام العنف في قمع الاعتصامات والفعاليات الاحتجاجية في الساحة الجنوبية ما هو إلا امتداداً لحرب صيف 94م وكان آخرها المجزرة البشعة المرتكبة في ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي يوم 13 يناير 2008م في ساحة الهاشمي بعدن وسقوط الشهيدين صالح أبوبكر اليافعي ومحمد علي محمد تلك المجازر المرتكبة ما هي إلا جرائم ضد الإنسانية حولت السلطة فيها أراضي عدن والجنوب إلى بحيرات دم وسمائها سحاب مكتضة بغازات البارود القاتل والقنابل المسيلة للدموع وجعلت من عدن حالة طوارئ غير معلنة وأحكمت عليها منذ 7/7/94م بالحكم العسكري مما أدى ذلك خلق بيئة طاردة للاستثمار المحلي والأجنبي وضياع الكثير من الفرص لتوفير العمالة للشباب .

إن الخروج من هذا النفق المظلم مرهون بجسارة وإقدام واستبسال شباب عدن في النضال والتصدي لسياسات القهر والإذلال والغطرسة العسكرية القبلية لإنقاذ الجنوب وإخراجه من حكم الهيمنة والقوة والنفوذ المفروض منذ يوليو 1994م .

إن شعب الجنوب اليوم والشباب في طليعة نضاله السياسي قد حسم خياره وهدفه ولا رجعة عن التضحيات ودماء الشهداء وسنواصل النضال السلمي حتى نحقق كافة أهدافنا وتطلعاتنا مطالبين السلطة بالانصياع للعقل والمنطق والاعتراف أولاً بالقضية الجنوبية ما لم فإن الخيارات مفتوحة أمام أبناء الجنوب وعلى مصراعيها.

وفي هذا الصدد يؤكد المعتصمون على الآتي :
1) إننا ندين وبشدة عمليات الاعتقالات واستخدام القوة العسكرية والقمع وجرائم القتل ضد أبناء الجنوب المشاركين في الحراك السلمي وآخرها ما تعرض له لقاء التصالح والتسامح الجنوبي المنعقد في 13 يناير 2008م بساحة الهاشمي من قمع واستخدام للقوة العسكرية أدى إلى سقوط الشهيد / صالح أبوبكر اليافعي والشهيد محمد علي محمد وأكثر من خمسة عشر جريح ، ونطالب السلطة بسرعة تسليم الجناة والقتلة ومن يقف ورائهم إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل .

كما ندين وبشدة ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية مؤخراً من محاولة الاعتداء على مخيم شهيد التصالح والتسامح صالح أبوبكر اليافعي ومحاولة تكسيره وما هذا التصرف الهمجي إلا دليلاً على الهستيريا والتخبط الذي يعيشها النظام الحاكم .

2) ندين ونرفض سياسة التوظيف المعتمدة من قبل السلطة في محافظة عدن وإعطائها نسب ضئيلة جداً من الوظائف لا تتناسب مع مكانة عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية ومنطقة حرة ومع ما ترفده هذه المحافظة من موارد مالية إلى خزينة الدولة ، حتى أن ذلك العدد المحدود من الوظائف لا يتحصل عليها أبناء عدن وإنما يستولى عليها من قبل أشخاص نافذين من خارجها ، ونطالب السلطة بإعطاء عدن النسبة التي تستحقها وتوزيعها لأبنائها وفق الكفاءة والاستحقاق .
3) ندين بشدة سياسة التوطين الهادفة إلى تغيير بنية السكان في الجنوب وعدن خصوصاً تحت ما يسمى مشاريع وأراضي الشباب ومواجهة البطالة وهي مشاريع وهمية على حساب أبناء عدن وسكانها الأصليين أصحاب الحق والأسبقية في الحصول على تلك الأرض.

4) التحية والإجلال لمحافظة عدن الباسلة ، عدن حاضنة شباب الجنوب وينبوع العطاء ومنهل الثقافة والتنوير وتحية لأبنائها وشبابها الشجعان ، ونؤيد وندعم كافة التجمعات والتكوينات الإبداعية والسياسية والشبابية ، وفي هذا الصدد نؤيد ونبارك الخطوة الجبارة التي أدت إلى تشكيل الهيئة الوطنية لأبناء عدن ، معلنين لهم بأننا على خطى واحدة وسنعمل جنباً إلى جنب حتى تحقيق كافة أهدافنا وتطلعاتنا .

5) كما نعلن عن تضامننا مع الناشط السياسي والشخصية الاجتماعية عبده هزاع رئيس جمعية الشط التعاونية القابع في سجون النظام ونطالب السلطة بإطلاق سراحه فوراُ .

6) نوجه التحية والتقدير لصحيفة الأيام وناشريها العزيزين (هشام وتمام باشراحيل) على الدور الذي تتطلع به الصحيفة في إبراز الحراك السلمي لأبناء الجنوب معلنين تضامننا الكامل مع الصحيفة وناشريها وكتابها لما يتعرضون له من هجمة شرسة وملاحقة قضائية .

صادر عن جمعية الشباب والعاطلين عن العمل
م /عدن
يوم الأربعاء الموافق 30/1/2008م
توفيق الغول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس