عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-04, 05:15 PM   #2
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

* تشير الحكومة اليمنية دائما إلى أيادي خارجية في دعم ما تسميهم بـ (الانفصاليين) إلى من تشير حكومة اليمن بهذه الاتهامات حسب رأيك؟
- أعتقد أن الحكومة اليمنية في زعمها إلى الأيدي الخارجية تعني بذلك دول الخليج، ودول الخليج بعيدة كل البعد عن هذه المزاعم . ولكن الحكومة اليمنية تريد أن تصدر مشاكلها الداخلية للخارج ،وشعب الجنوب شعب عظيم فلم يرض بالضيم في زمن الاحتلال البريطاني ، ولن يرضى به اليوم، فهو يطالب بحقوقه التي قال عنها العطروش أيام الاحتلال :
لغة الحقوق إذا الحق انعدم
نار ودم في الأرض ســـاح
سأنزع اليوم حقي بيدي فأنا الشعب
أبقي حقوقي بزندي بالسلاح
إن السلاح إذا الليل انعدم
في صوته نور الصــــــــباح

* ما الذي على الجنوبيين – حسب رأيك - أن يقوموا به لأجل تحقيق أهدافهم؟ وهل ترى أنه على دول الجوار أن تساند الجنوب أم أن تقدم دعمها لترسيخ وحدة اليمن . بمعنى ما هي أولويات دول الجوار اليمني؟
- أرى بأن على الجنوبيين الاستمرار في مطالبهم حتى يستعيدوا حقوقهم أما دول الجوار فلا شك أن اليمن تؤثر وتتأثر بهم . وقد كانت مواقف دول الخليج مع اليمن شمالا وجنوبا سواء كان ذلك من خلال المشاريع التنموية أو الضغط على حكومة صنعاء بإيقاف الحرب بين أبناء الوطن عام 1994م .
ولكن أعتقد أن القيادات الخليجية تعي ما يجري في اليمن وهي على تواصل مع الطرف اليمني لأن الأمور لازالت في إطار الحراك السلمي ولم تصل إلى حد القتال المسلح، ونتمنى أن لا يحدث ذلك أبدا .


* ككاتب وباحث اهتم باليمن وقضاياه وطالما أشاد بالوحدة فهل يمكن إصلاح مسارها أم أن الوضع القائم لا يبشر بذلك ؟
- بلا شك أن إصلاح الأمور في اليمن لا يتأتى إلا بتنازل السلطة عن تعنتها وإعادة الحقوق لشعب الجنوب والإقرار بالوضع الذي أدت إليه حرب 1994م لأن لغة المنتصر والمهزوم أوجدت شرخا كبيرا لدى أبناء الجنوب وبدون ذلك لا يمكن إصلاح الوضع.

* كيف تنظر إلى الوضع العام في اليمن اليوم ؟
- بلا شك إن الوضع في اليمن لا يسر صديق ولا عدو ، ففي الجنوب نرى قمع المظاهرات والاعتصامات السلمية ناهيك عن الوضع في صعدة والأوضاع الاقتصادية الأخرى التي يعاني منها أبناء اليمن في كافة المحافظات اليمنية.

* من خلال متابعتك للشأن اليمني ما هي أبرز أخطاء الحكومة اليمنية في معالجة آثار حرب 94م وما الذي كان ينبغي عليها أن تعمله حتى لا تصل الأمور إلى حد المطالبة بفك الارتباط بين الجنوب والشمال؟
- نحن لم نكن نتصور بأن تصل الأمور في يوما من الأيام إلى حد المطالبة بفك الارتباط بين الشمال والجنوب ،وقلنا في عدة لقاءات ونقول مرارا إن القيادة السياسية لو أرادت معالجة الموضوع فإنها قادرة أن تضع حدا لحالات السلب والنهب والتهميش لأبناء الجنوب كما أنها قادرة على فرض دولة النظام والقانون فثلاثين عاما من الحكم من المفروض أن تكون جاءت بجيل جديد ينظر إلى مستقبل اليمن ومكانتها بين دول مجلس التعاون الخليجي وليس جيل يعمق حالة الفوضى والانقسام ، فلن يكون مكان لليمن بين أشقائه في دول مجلس التعاون إلا بفرض دولة النظام والقانون والاستفادة من التجربة الجنوبية في ذلك.

* بحكم علاقاتك الوطيدة بكثير من الشخصيات الهامة جنوبا وشمالا ما الذي وجدته لديهم من أفكار ورؤى عن الوضع في اليمن وحالة الاحتقان الماثلة اليوم بكل مناحي الحياة عامة والحالة السياسية خاصة؟
- كما قلت في إجابتي على سؤال سابق : إن العلاقة التي ربطتني بالشخصيات اليمنية فهذه هذه الشخصيات لم تعد فاعلة وبينت ذلك في إجابة سابقة ، وجميع من عرفتهم كانوا ينظرون إلى أهمية الشريك الجنوبي في الوحدة ، وممن أتواصل معهم من القيادات والمسئولين اليمنيين الذين هم خارج السلطة اليوم كلهم يؤكدون على ذلك، وعلى أنه لا يوجد إنصاف في الوحدة وحتى تستمر هذه الوحدة لا بد من إعادة حقوق شعب الجنوب الذي هضمت حقوقه وخيراته.

* في اللقاء الذي استضافتك فيه قناة الدولية الفضائية - قبل أيام قليلة - قلت أنها لا توجد ديمقراطية في اليمن ؟ كيف ذلك والتحضير للانتخابات النيابية على قدم وساق وانتخابات رئاسية عام 2006 م شهدها العالم كله،هل ممكن أن تفسر لنا ذلك؟
- بالنسبة للديمقراطية في اليمن فهي ليست مثل يحتذى به فحزب واحد يحكم اليمن هو حزب المؤتمر الشعبي العام منذ 1979م وفي عام 1994م تقاسم السلطة مع الإصلاح وبعدها أقصى جميع الأحزاب ، ومؤخرا نرى بأنه يقمع كل المظاهرات والاعتصامات بما فيها المظاهرة الأخيرة في صنعاء والتي دعت إليها أحزاب اللقاء المشترك فأين الديمقراطية التي تنادي بها الحكومة اليمنية وهل هذه الديمقراطية – في رأيك – تصلح لأن تطبق في أي بلد أو تتخذ نموذجا كما يدعي النظام في صنعاء؟


* في شأن آخر هل تعتقد أن حرب صعدة انتهت ؟ أم أن احتمال تجددها وارد ؟ وهل تعتقد أن إيران لها دور فيها؟
- حرب صعدة إضافة لأعباء الحكومة اليمنية التي أطلقت عنان هؤلاء في البداية وغذتهم لمواجهة أخطار وهمية كما اعتقدت ، وأصبح اليوم بعبع يهدد اليمن واستقراره . وإذا صحت الرواية اليمنية بأن هناك دعم ايراني للحوثيين فهذه مصيبة ، لأن استمرارهم في التصعيد يشتت جهود اليمن ، ومن هنا أرى بأن على الحكومة اليمنية أن تعيد الحقوق للجنوبيين للتفرغ لمشكلة صعدة. وأعتقد أن لدول الجوار الجغرافي دورا أيضا لدرء هذا الخطر الذي يهددهم جميعا . وأعني أن أبناء الجنوب والمواقف الخليجية ستشكل سندا قويا لمواجهة هذه الفئة .

* تتحدث العديد من التقارير الدولية والحقوقية أن اليمن على شفى مرحلة انهيار اقتصادي واجتماعي وحتى سياسي مهول .. بنظرك ماهي أبرز الأسباب التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه اليوم؟
- تحدث الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الرجل القوي في اليمن عن هذا الوضع قبل وفاته بقوله" أن ما ينتظر اليمن مستقبل مجهول" وبالتأكيد أنه حينما نرى بلدا بهذا المستوى ، المساعدات تذهب لجيوب المسئولين والرئيس يأمر بمشاريع على هواه بدون العودة لخطط الدولة وانتشار حالة الفوضى والفساد والرشاوي ووجود سطو مسلح على كل من يستثمر في اليمن فماذا عسانا أن نجد بالنهاية؟ بالتأكيد دولة منهارة اقتصاديا واجتماعيا.

* ما هو برأيك الحل الناجع للخروج من الأزمات المتتالية في اليمن؟
- كما قلنا لابد من فرض دولة النظام والقانون والجلوس على طاولة واحدة مع أبناء الجنوب لعرض مشاكلهم وحلها بالطرق السلمية هو عين الصواب. وكذلك الاستفادة من القروض والمساعدات الاجتماعية لتنمية اليمن وليس بنهب الأموال لمصالح شخصية فذلك لن يخلق إلا مزيدا من الفوضى والفساد ودائما الظلم لا يدوم ولنتذكر قول الشاعر الكبير عبدالله هادي سبيت :

يا ظالم ليش الظلم ذا كله
كم نايم في العالم صحا عقله
يا ظالم لابد يوم ما تندم
باتعلم إن الكل بك يعلم
* هل ترى أن أحزاب اللقاء المشترك تستطيع أن تدفع إلى تغيير الأمور نحو الأفضل أم أنها والسلطة وجهان لعملة واحدة؟
- لابد أن نجد الخيرين في كل زمان ومكان وهناك من أحزاب اللقاء المشترك من طالب ويطالب بحقوف شعب الجنوب ، ولا يجب أن نعمم على الكل ، وهناك من له مصالحه الخاصة وينتهي دوره بالحصول على منصب أو هدف مادي وهناك من لديه قضية وطنية . ولكن المطلوب من أحزاب اللقاء المشترك أن تتفاعل أكثر مع قضية الجنوب وتجعل المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار هذا إذا كانت تسعى لرأب الصدع الذي خلقته حرب 1994م.

* أنت نلت وسام من الرئيس اليمني تقديرا لك على جهودك وكتاباتك لأجل الوحدة اليمنية ماذا يمثل لك ذلك؟ وهل كانت لك لقاءات أخرى مع الرئيس ؟ وما الذي تداولتم فيها أن وجدت؟
- بلا شك أن الوسام رمز يعتز به الإنسان نتيجة مجهودات قدمها وأنا كتبت عن الوحدة اليمنية أكثر من عشرة كتب ووثقت كل صغيرة وكبيرة عن الوحدة قبل قيامها وحتى تحقيقها ، وكان منحنا وسام الوحدة اليمنية انطلاقا من هذه الجهود.
ولقاءاتي برئيس الجمهورية قصيرة ونتداول فيها شأن اليمن وكان آخرها عام 1996م وكنت أصارح الرئيس وقتها ببعض السلبيات التي أراها في المناطق الجنوبية وذلك كقولي مثلا للرئيس في أحد المرات ونتيجة ما رأيته في الحوطة بمحافظة لحج عند مرورنا إلى صنعاء : إن المدينة بحاجة إلى التنمية والنظر إلى سكانها نظرة أخرى فهي قطعة من اليمن الكبير وقد لا تكون وجدت من ينصفها في العهد السابق.

* ماذا كان رد الرئيس على نصيحتك تلك؟
- رأيت مستشار الرئيس الإعلامي عبده بورجي يدون الملاحظة والرئيس لم يعلق أو يرد عليها.

* ما هي أبرز الوسائل الإعلامية التي من خلالها تتابعون التطورات لأحداث الجنوب خصوصا وأن النظام الحاكم فرض حظرا مشددا على مختلف وسائل الإعلام المرئية وحتى المقروءة؟
- نتابع أحداث الجنوب من خلال بعض ما تسمح به اليمن من تغطيات متواضعة ومن لقاءاتنا ببعض اليمنيين الذين يشرحون لنا الوضع ومن خلال المواقع الإخبارية في الانترنت ولا تنسى أني مطلع على الشأن اليمني منذ زمن طويل.

* قلت في حوار مع موقع صحيفة الجيش اليمنية (26 سبتمبر نت) "لا أمن بدون اليمن ولا استقرار بدون اليمن" هل لازلت ترى صوابية هذه المقولة ؟ وما هو مستقبل العلاقات الخليجية اليمنية في ظل الاستحقاقات الحاصلة اليوم على الساحة؟
- مقالاتي ومقابلاتي في صحيفة 26 سبتمبر لها مناسباتها في السابق أما الآن فلا توجد علاقة، وما قلناه عن اليمن والخليج بلا شك أن اليمن تؤثر وتتأثر بدول الجوار التاريخي وعدم استقرار اليمن يؤثر على دول الجوار فالإرهاب وعمليات التهريب التي تأتي من اليمن لدول الجوار أسبابها الوضع الأمني الحالي في اليمن.

* لك عدة كتب عن الأغنية اليمنية ، ما سر اهتمامك بالفن اليمني ؟ وما هي أهم مؤلفاتك في هذا الجانب؟
- اهتمامي بالأغنية اليمنية يعود الى ندوتين قدمتهما في بغداد : الأولى عام 86م حيث قدمت فيها بحث بعنوان " الأواصر الموسيقية بين اليمن والخليج" والثانية في أبريل 87م تقدمت فيها ببحث تحت عنوان " البعد القومي والوحدوي للغناء في الخليج والجزيرة العربية" ولاشك أن الفن اليمني يشد الباحث والكاتب المتخصص في الشئون اليمنية خاصة وأن هناك جذور تريخية تربط هذا الفن فقد كانت دراساتنا من هذا الجانب .
فالأغنية الوطنية في اليمن – مثلا – مرتبطة بفترة الاستعمار البريطاني في عدن والجنوب ، والأغاني التراثية كالأغنية الصنعانية التي عمرها يقارب 500عاما ، والأغنية الحضرمية التي أبرزها بشكل لافت الثنائي حسين أبوبكر المحضار وأبوبكر سالم بلفقيه والفن اللحجي الذي كان للقمندان بصماته في وجودها والفن اليافعي الذي أخذ من أشعار يحيى عمر طابعا مميزا . وقد تناولنا هذه الفنون في مؤلفاتنا المشار إليها ببطاقة التعريف.

* هل لك أن تحدثنا عن العلاقات الثقافية التي تربط اليمن بالخليج فيما يختص بالغناء والجذور التاريخية لها؟
- الجسور الثقافية بين اليمن والخليج من خلال الأغنية اليمنية كانت ذات جسور تاريخية منذ فترة التبادل التجاري حيث كان تجار الخليج يصلون إلى عدن وحضرموت مصدرين ومستوردين للبضائع وكان هناك من يقوم بدور التطريب للبحارة أمثال: ضاحي بن وليد ومحمد زويد اللذان جلبا الفن اليمني لمنطقة الخليج والذي وجد شهرته في أغاني محمد عبده وطلال المداح وعبدالله رويشد والأخير استطاع من خلال تعاونه مع حسين المحضار أن يقدم ألوانا رائعة من الفن الحضرمي التي أصبحت سمة مميزة لهذا الفنان .
وهكذا نجد أن الفن اليمني كشجرة وارفة تستظل تحت أغصانها كل فنون الجزيرة العربية.

* دكتور خالد القاسمي هل من كلمة أخيرة تود أن تقولها ؟
- أتمنى أن نرى اليمن تسوده المساواة والأمن والاستقرار ونقول للشعب اليمني في الشمال وفي الجنوب لا يضيع حق وراءه مطالب.

- للتواصل مع الدكتور خالد القاسمي
رقم الهاتف
00971504778400

صور للدكتور خالد محمد القاسمي في اليمن:
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس