عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-04, 05:14 PM   #1
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي نص الحوار الكامل ..الدكتور خالد القاسمي :"ألغى الطرف الآخر شريكه في الوحدة تماما بل و

الخميس 04 ديسمبر - كانون الأول 2008
نص الحوار الكامل ..الدكتور خالد القاسمي :"ألغى الطرف الآخر شريكه في الوحدة تماما بل وتعمد إلى إهانة أبناء الجنوب والاستيلاء على خيرات أرضهم "
--------------------------------------------------------------------------------



الطيف - الإمارات - خاص
- وصلنا في بحثنا إلى ثلاث إجابات إما أن يقبل الشمال بفلسفة النظام في الجنوب.وإما أن يقبل الجنوب بفلسفة النظام في الشمال ، أو إسقاط احد النظامين بالضم أو الإلحاق
- الفترة الانتقالية من عام 90م إلى 94م كانت بمثابة تمكين للطرف الشمالي لفرض سيطرته بعد أن أصبح الجيش الجنوبي في أرض شمالية
- ألغى الطرف الآخر شريكه في الوحدة تماما بل وتعمد إلى إهانة أبناء الجنوب والاستيلاء على خيرات أرضهم
- شعب الجنوب شعب عظيم فلم يرض بالضيم في زمن الاحتلال البريطاني ، ولن يرضى به اليوم
- المساعدات تذهب لجيوب المسئولين والرئيس يأمر بمشاريع على هواه بدون العودة لخطط الدولة
- المطلوب من أحزاب اللقاء المشترك أن تتفاعل أكثر مع قضية الجنوب
- لقاءاتي برئيس الجمهورية قصيرة وكنت أصارح الرئيس وقتها ببعض السلبيات التي أراها في المناطق الجنوبية
----
دكتور وباحث إماراتي مخضرم .. أفرد جزء من حياته العلمية والعملية في سبر أغوار الوحدة اليمنية منذ بدايات تكوين جيناتها الأولى أيام دولتي الشمال والجنوب مع تنامي المد القومي في الثمانينات ، له العديد من الأبحاث والكتب والرسائل والمقالات بهذا الاختصاص حتى أن مشروع تخرجه لرسالة البكالوريوس في جامعة الإمارات عام 84 كانت بعنوان
( الوحدة اليمنية حاضرا ومستقبلا ) .. ولأنه كان على إطلاع مستمر لنتائج هذه الوحدة وما أعقبتها من جرائم حرب بحق أبناء الجنوب ولتطورات الواقع اليمني .. حرصا موقعا "شبكة الطيف الإخبارية" و "المكلا برس" استضافة الدكتور خالد محمد القاسمي – الذي تكرم بالموافقة على طلبهما - وطرحا عليه جملة من الأسئلة والاستفسارات ليستخلصا وجهة نظره في عدد من القضايا والمسائل اليمنية وتطورات الأحداث على الساحة الجنوبية والعلاقات اليمنية الخليجية.

حاوره / أبو عامر اليافعي

* بداية .. بطاقة تعريف خالد محمد القاسمي؟
- الدكتور/ خالد بن محمد القاسمي باحث وكاتب معروف في شئون الخليج والجزيرة العربية.
من مواليد: الشارقة 31/12/1960م.
* مدير دار الثقافة العربية للنشر والترجمة والتوزيع بالشارقة - الإمارات العربية المتحدة.
* له اكثر من 40 كتابا في تاريخ الخليج والجزيرة العربية والدراسات الاسلامية.
* له أول كتاب عن وحدة اليمن قبل قيامها. ويحمل عنوان ( الوحدة اليمنية حاضرا ومستقبلا ) وقد صدر عام 1985م وهو باكورة أعماله الأدبية.
* من مؤلفاته الأخرى عن اليمن والإمارات العربية المتحدة:
- الوحدة اليمنية إرادة شعب.
- يوميات ووثائق الوحدة اليمنية.
- اتفاق صنعاء مسار جديد في طريق الوحدة.
- الوحدة اليمنية في مواجهة التحديات.
- مسيرة التنمية والوحدة في اليمن الديمقراطية.
- دراسات في تاريخ اليمن والخليج.
- التاريخ السياسي والاجتماعي لدولة الإمارات.
- التاريخ الحديث والمعاصر لدولة الإمارات.
- التطور التاريخي لقيام دولة الإمارات .
- الجزر الثلاث بين السيادة العربية والاحتلال الإيراني.
- الخليج العربي في عالم متغير.

* الشيخ خالد القاسمي منذ متى بدأت علاقتك باليمن ومتى كانت أول زيارة لك إلى اليمن ؟ وما سر اهتمامك بهذا البلد؟
- كانت أول زيارة لي لليمن في يناير 1986م إلى صنعاء بدعوة من وزير شئون الوحدة آنذاك يحيى حسين العرشي، وكان التنسيق مع محمود عشيش وزير شئون الوحدة في الجنوب لزيارة عدن بعد زيارتنا لصنعاء. ولكن أحداث 13 يناير حالت دون إتمام زيارتنا لعدن ، والتي زرناها في العام التالي أغسطس 1987م.
أما سرّ اهتمامي باليمن فيأتي من خلال الأطروحة التي تقدمت بها في جامعة الإمارات للحصول على البكالوريوس في العلوم السياسية وكانت عن الوحدة اليمنية وذلك عام 1984م وحينها بدأت علاقتي مع اليمن من خلال التواصل مع سفارتي الشطرين في أبو ظبي وتوجت بزيارة عاصمتي الشطرين عامي 1986م و 1987م ، ووجدت حينها إقبالا على كتابي الأول " الوحدة اليمنية حاضراً ومستقبلاً " وبدأت من حينها توثيق كل ما يتعلق بشئون الوحدة حتى قيامها في 22 مايو 1990م ، مما جعل مؤلفاتي مرجعاَ لجميع من كتب في الوحدة اليمنية بعد ذلك.

* متى كانت آخر زيارة لك إلى اليمن ؟ وهل لازلت على تواصل مع أصدقائك هناك ؟
- آخر زيارة لليمن كانت عام 2003م أي منذ خمس سنوات تقريباً والتي ألقيت خلالها عدة محاضرات عن اليمن ومجلس التعاون الخليجي في جامعتي صنعاء وعدن ، ومؤسسة هائل سعيد أنعم الثقافية في تعز.
أما العلاقة التي تربطني في شمال وجنوب اليمن فهي علاقة أزلية بنيت جسورها خلال 17 عاما من العلاقة مع اليمن ، أما العلاقة مع المسئولين فشبه منتهية نتيجة التحولات التي حدثت في اليمن فبعضهم من أقصي من وظائفهم وبعضهم من استشهد أو تقاعد من وظيفته وهكذا .. فدوام الحال من المحال.

* كتبت حوالي عشرة كتب عن اليمن ووحدة اليمن ، بصراحة هل هذه هي الوحدة التي حلمت بها وكتبت عنها؟
- الوحدة حلم عظيم ، وقد انطلقت في دراساتي عن الوحدة اليمنية من هدف سامي وهو أن وحدتنا في دولة الإمارات إنجاز تاريخي عظيم فهذا التنوع الفريد والتناغم بين إمارات الدولة هو الأساس لاستمرارية هذا الاتحاد الذي نحتفل بالذكرى الـ37 لتأسيسه. فمن هذا المنطلق كان سعينا نحو الوحدة اليمنية التي شاهدنا من خلال زيارتنا للشطرين أنها أمل كل يمني مخلص لوطنه، وبالفعل لم أكن أتوقع أن تكون الوحدة في 22مايو 1990م وكنت آمل أن تأتي هذه الوحدة على خطوات وليس بهذه السرعة ، وكنت أتوقع أن تكون الوحدة فيدرالية كما هو الحال في دولة الإمارات ، فالوحدة العربية السريعة لم يتحقق لها النجاح وأمامنا أمثلة منها الوحدة السورية المصرية.

* عفوا د. القاسمي سوريا ومصر شعبين ودولتين لا يمكن إسقاط حالهما على اليمن فاليمن شعب واحد؟
- نحن جميعا عرب والأمة العربية أمة واحدة والتجزئة اليمنية هي نسخة مكررة من التجزئة العربية بشكله العام .

* كيف تقرأ إذن الكيفية التي تمت بها الوحدة بين الدولتين الجنوبية والشمالية ، وهل تطرقت في بحثك لمراعاة خصائص معينة لتحقيقها؟
- دراستنا عن الوحدة اليمنية انطلقت من سؤال بحاجة إلى إجابة مستقبلية وهو: هل يمكن للوحدة اليمنية أن تتحقق؟ ووصلنا في بحثنا إلى ثلاث إجابات وهي:
1- إما أن يقبل الشمال بفلسفة النظام في الجنوب.
2- إما أن يقبل الجنوب بفلسفة النظام في الشمال.
3- أو إسقاط احد النظامين بالضم أو الإلحاق.
وذلك انطلاقا من وجود نظامين لا يمكن أن يلتقيان ، أحدهما يتبنى أسلوب الاشتراكية العلمية والآخر يأخذ بالنظام الرأسمالي إلا أن الجانب الاقتصادي كان متشابها بين الشطرين حيث أن كلاهما يعتمدان على القروض والمساعدات الدولية ، وتحويلات المغتربين. بالإضافة إلى نسبة التقارب في القطاع الحكومي الذي يمثل بين 70 – 80 % في كلي الشطرين ولكن هذا التقارب الاقتصادي يصطدم بالواقع السياسي الذي بدوره يؤثر على التقارب الاجتماعي والثقافي بين البلدين.
أما الكيفية التي تمت بها الوحدة فيجب أن تنظر إلى العوامل الداخلية والخارجية : فالعوامل الداخلية تتلخص في أحداث 13 يناير 1986م التي أنهكت الوضع في الشطر الجنوبي ، ومن خلال زيارتي للجنوب في 1987م لاحظنا هذا الشرخ واضحا فالكثير من القيادات الفاعلة في المجتمع هي إما مهمشة أو خارج أرض الوطن أو في السجون وقد استفاد الشمال من هذا العامل في التعاطي مع مسألة الوحدة مع الجنوب وهو الطرف الذي كسب الرهان ، بالإضافة إلى سقوط المنظومة الاشتراكية في عام 1990م والتي عجلت بمسعى الوحدة واقتصرت المسافة من نوفمبر 1989م إلى مايو 1990م بالإضافة إلى المشاكل الداخلية التي كان يعانيها الشمال في مأرب والجوف .
كل تلك القضايا بالإضافة إلى الوهم لدى القيادات السياسية بين البلدين بوجود عدو خارجي يتربص بالوحدة .. كل ذلك أسرع بتحقيق إعلان الوحدة التي لم تكن متكافئة وكان غياب الرأي الشعبي حولها واضحا بالإضافة إلى عدم الأخذ بآراء المحللين والباحثين في الدراسات المستقبلية وقد لعبت العاطفة دورا كبيرا والتي من المفترض أن لا يكون لها دور في تقرير مصير شعب ووطن.

* ما هو الأساس الذي كان ينبغي الأخذ به عند توحيد الدولتين؟
- لاشك أن الوحدة التي تبدأ بالبنية الاقتصادية الأساسية ، وأخيرا تتجه نحو التنظيم السياسي هي الوحدة الحقيقية ، كذلك دراسة الأوضاع الاجتماعية لكلي الشطرين بالإضافة إلى العدالة الاجتماعية كل ذلك عامل رئيسي وأساسي لاستمرار الوحدة ، أما ما تم في اليمن فهو عكس ذلك ، بمعنى آخر وحدة سريعة دون أخذ وجهة نظر الشعب في الجنوب والشمال على الأقل في هذه الوحدة، وهو ما نراه من ظلم وقع على أحد الطرفين والذي يعيشه نتيجة حرب أهلية عام 1994م لم تأخذ في الاعتبار السابق ذكره.
وفي اعتقادي أن العاطفة وحدها ليست مقياس لأن تتنازل دولة بمقياس اليمن الديمقراطية لدولة أخرى دون الأخذ بعين الاعتبار لمقدرات شعب الجنوب.

* في لقاء تم مع الشاعر الكبير عبدالله البردوني رحمه الله مع صحيفة النداء عام 1995م قال : ( إن كل وحدة قابلة للانفصال، لكن وحدتنا من أساسها منفصلة) كيف تقرأ هذه النظرة الاستشرافية للشاعر مع ما يحدث اليوم في اليمن؟
- الشاعر الكبير عبدالله البردوني رحمه الله كان يعني ما يقول فأشعاره تعدت حدود اليمن إلى وطنه العربي الكبير وكان ينقل هموم اليمن إلى الأمة العربية قبل وبعد الوحدة . وأتذكر حديث له يقول فيه : إن اليمنيين كانوا " أحن على بعضهم البعض قبل الوحدة" وهو يصف الحالة التي تعيشها اليمن .

* ربما تابعتم تطورات الأحداث التي أعقبت إعلان الوحدة في 22 مايو 90م والتي وبعد سلسلة أحداث تأزمت الأمور بين الطرفين وانتهت بإعلان الرئيس الشمالي علي صالح الحرب على الجنوب في ميدان السبعين في 27 أبريل 94م وما أعقبها من إعلان فك الارتباط عن دولة الجمهورية العربية اليمنية في 21 مايو 94م . ما تقييمكم لهذه الفترة ؟ وما أبرز الأسباب – في نظركم كمختصين – التي دفعت الأمور بهذا الاتجاه؟
- ليست هذه المرة الأولى التي يخوض فيها الشطران الحرب فقد حدث ذلك عام 72م وعام 79م وفي عام 85م كادت أن تندلع الحرب بينهما على حقلي صافر وشبوة ، ولكن الحرب في ظل الوحدة التي تمت بالتراضي فاعتقد إنها محاولة من الشمال لبسط الأمر الواقع . فلا شك أن وجود شريك آخر في الوحدة هو على خلاف تماما مع حالة الفوضى والفساد التي يعيشها الشمال أدى إلى ما حدث عام 94م هذا بالإضافة إلى أن الفترة الانتقالية من عام 90م إلى 94م كانت بمثابة تمكين للطرف الشمالي لفرض سيطرته بعد أن أصبح الجيش الجنوبي في أرض شمالية ، بالإضافة إلى الانقسام الذي حصل عام 86م والذي أوجد مجموعة من القيادات الجنوبية في الشمال كانت مستعدة للانتقام من القيادات التي قدمت دولة الجنوب هدية للشمال لأن شرخ يناير كما أسلفنا لم يندمل ولم تكن هناك مصالحة بين طرفي الفرق الجنوبية كما هو حاصل اليوم والذي كان للحراك الجنوبي دورا أساسيا في تقريب وجهتي النظر وقد كان هذا من المفترض أن يكون قبل تحقيق الوحدة فالوطن للجميع وتقرير مصيره كان يجب أن تشارك فيه جميع القيادات وخاصة المخضرمين الذين عاشوا فترة الحروب والعلاقات بين الشمال والجنوب.
وفي اعتقادي أن ما توصلنا إليه في دراستنا " الوحدة اليمنية حاضرا ومستقبلا " حول كيفية تحقيق الوحدة اليمنية هو الأسلوب الذي تعامل فيه الشمال مع الجنوب وهو " إسقاط احد النظامين" لتتم الوحدة.
ومن يقرأ مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – قضايا ومواقف ، الصادر عام 2007م وخاصة الصفحات من 293 – 282 يدرك حقيقة ما كانت تنوي عليه قيادة الشمال من الانقضاض على الجنوب وإنهاء دوره كشريك في الوحدة.

* ما كان موقف الإمارات العربية المتحدة حينها من قرار قيادات الجنوب بإعلان جمهورية اليمن الديمقراطية ؟ وما أبرز الأسباب آنذاك التي لم تساعد الجنوبيين على تأليب المجتمع الدولي للاعتراف بدولتهم الجديدة؟
- بلا شك كانت الإمارات العربية منذ البداية معارضة للحرب الأهلية عام 94م واستيلاء الشمال على الجنوب بالنظر إلى ما يمثله التركيب الديموغرافي في الشطرين : فالجنوبيين قلة قياسا بعدد سكان الشمال ، ولا يمكن أن تقاس الوحدة بهذه الفرضية وبالتالي سيطرة الطرف الأقوى على مقدرات الطرف الآخر، وكان صاحب السمو الشيخ زايد رئيس الدولة حكيما لأنه بنى دولة بالتراضي وهو لا يفرض الوحدة على أحد كما يقول في جميع تصريحاته وانطلاقا من هذا المبدأ كانت مواقفه متعاطفة مع الجنوبيين الذين جاءوا إلى الإمارات بعد أن تقطعت بهم السبل نتيجة هذه الحرب التي فرضت على الجنوب، كما أن العديد من أبناء الجنوب تلقوا العلاج في أبوظبي أثناء الحرب والشيخ زايد ينظر إلى أبناء الجنوب بأنهم أهله وعشيرته ولذلك لم يكن تواجدهم على أرض العاصمة أبوظبي غريبا علينا فهم في بلدهم ومع أهلهم وعشيرتهم.

ولنقرأ ما جاء في مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عن موقف الشيخ زايد في الحرب الأهلية حيث يقول : "زيارتي للإمارات كانت في الأيام الأخيرة للحرب بعدما بدأت وسائل الإعلام الإماراتية تسمي البيض فخامة الرئيس دون اعتراف رسمي وكان ذلك من الأشياء التي احتجينا عليها وطرحناها لهم في الزيارة التي قابلنا فيها الشيخ زايد ، وقد أوضحنا لهم أولا: أن هؤلاء تمردوا واختلقوا أزمة سببت وألحقت بالشعب أضرارا ومتاعب كبيرة وتعطل كل شيء وقدمنا لهم تنازلات كثيرة واستجبنا لمطالبهم وأخيرا أملوا علينا وثيقة فيها كل ما يريدون وقبلناها واشترطوا ألا توقع إلا في عمان وذهبنا إلى عمان ومن عمان يذهبوا إلى الرياض وسلطنة عمان والإمارات والكويت وأنتم تستقبلونهم كأنهم دولة وهم متمردون؟ ثانيا: إن موقفكم هذا الذي أصبح واضحا ما كنا ننتظره أو نتوقعه منكم فهم أعدائكم قبل أن يكونوا أعدائنا وهم حزب شيوعي ثم إن الوحدة قد تمت واعترفتم بها وباركتموها فتمردوا على الشرعية وأعلنوا الانفصال وأنتم مؤيدون لهم.

وكان موقف الشيخ زايد واضحا – لا زال الكلام هنا للشيخ الأحمر - في دعم الاشتراكي فكان طرحنا له صريحا وواضحا وقويا وإجابته كانت أكثر وضوحا وصراحة وتعصب بشكل فضيع ما كنا نتصوره. قال:أولا: حكاية شيوعية ما عادوا شيوعيين . وثانيا: الوحدة لا تفرض بالقوة والحرب. وثالثا: لجوئهم إلينا وانفتاحنا عليهم لأنهم أضعف منكم وأنتم تجبرتم واعتديتم عليهم، فاشتد بنا النقاش إلى أن بلغ حد ارتفاع الأصوات وكان معي الأستاذ عبد الوهاب الآنسي نائب رئيس الوزراء في حينه وبعض المشايخ من الإمارات اسكتونا وانتقلوا إلى مكان آخر وبقيت أنا والشيخ زايد كل واحد متسمر في كرسيه لا يكلم الآخر ولا ينظر إليه. وعادوا إلينا برأي أن تنفض الجلسة ويجتمع نائب رئيس الوزراء عبدالوهاب الآنسي مع الشيخ فلان والشيخ فلان ، وخرجنا دون الوصول إلى شيء والشيخ زايد مصمم على أنه لا بد أن نوقف الحرب . قلت : الحرب مقدسة بالنسبة للوحدة والوحدة تستاهل الدماء . قال: تريدون سفك الدماء والوحدة ليست بالقوة . قلت : نعم الوحدة تستحق التضحية ونحن مستعدون لبذل المزيد من التضحيات من أجلها ، والوحدة ليست بالقوة فهي وحدة شعب واحد وإنما الانفصال هو الذي يريد أن يفرض بالقوة.
وانتهت الزيارة بهذا الشكل دون الوصول إلى أي نتيجة ".
- " انظر : مذكرات الشيخ عبدالله – قضايا مواقف ص 277 - 278 .

* كيف تنظر لقراري مجلس الأمن الدولي الصادرة أثناء الحرب رقم 924 و 931 والتي أكدت على عدم فرض الوحدة بالقوة والرجوع الى طاولة الحوار؟
- قرارات مجلس الأمن هي الشرعية الدولية وفي اعتقادي لا زالت قضية الجنوب مفتوحة حتى اليوم حيث لم يتوصل مجلس الأمن إلى إصدار قرار حتى الآن بخصوص القرارين المشار إليهما ويمكن للجنوبيين الرجوع إلى هذين القرارين إذا لم يتوصلوا إلى حل لدى الطرف الآخر في استعادة حقوقهم المسلوبة. كما أن القرارين فيهما إدانة واضحة لحكومة صنعاء وتسببها في هذه الحرب وبالرغم من صدورهما من مجلس الأمن إلا أن قيادة الشمال واصلت الحرب حتى حققت أهدافها بإخضاع الجنوب لسيطرتها وطرد القيادات التي وقعت معها اتفاقية الوحدة ، وهذا يدل دلالة واضحة أن الهدف من هذه الحرب هو إخضاع الجنوب لسيطرة الشمال وقد شاهدنا جميعا على شاشات التلفاز عمليات السلب والنهب التي قام بها الشماليون في الجنوب ، وهي صورة واضحة في مخيلة كل من عاش تلك الأحداث.
وكانت عمليات السطو على أراضي الجنوب وطرد المواطنين من الأعمال الحكومية بعد الحرب استكمالا لهذا النهج المنظم الذي يهدف إلى إفراغ الجنوب من مواطنيه وإلحاقه بالتبعية للمحافظات الشمالية.

* كيف تنظرون للحراك الحاصل المتصاعد في الجنوب خصوصا بعد إنشاء هيئات جنوبية ومجلس وطني أعلى يتبنى قضية أبناء الجنوب؟
- على الحراك الجنوبي أن يتواصل حتى يحصل شعب الجنوب على حقوقه أما تشكيل هيئات ومجالس وطنية متعددة فإننا نعتقد أن تكوّن تشكيلة واحدة طالما والهدف منها واحد وهو الحصول على حقوق الجنوبيين أو تقرير مصيرهم إلا إذا هناك اختلاف بالأهداف وكما أعتقد فإن الأهداف واحدة وبالتالي يكتفي بإطار واحد يمثل الجنوبيين لما لذلك من أهمية في قيادة الجنوبيين والتواصل مع المحيطين الإقليمي والدولي.

* ينادي ويطالب الجنوبيون من خلال الحراك الحاصل الآن إلى الاستقلال والتحرير هل باعتقادك أن الوحدة الحالية هي عبارة عن ضم وإلحاق واحتلال للجنوب ؟ أم أن المطالبة بالتحرير مبالغ فيها؟
- بالتأكيد شعب الجنوب عانى الكثير فقد مر بفترات تاريخية هامة ، فمن الاحتلال البريطاني الذي فرض القيود على هذا الشعب الأبي إلى فترة الحزب الاشتراكي الذي همش دور أبناء الجنوب ، إلى فترة الوحدة التي جاءت نتائجها بعد 1994م حين ألغى الطرف الآخر شريكه في الوحدة تماما بل وتعمد إلى إهانة أبناء الجنوب والاستيلاء على خيرات أرضهم .

* وما هو الحل الأمثل لكي يبقى اليمن موحدا؟
- باعتقادي أن الفيدرالية بين الشطرين هي الأنسب لليمن ، وستكون مثل هذه الوحدة نموذجية حيث ستتعدد اليمن بعطاءاتها وتنوعها وتنوع مصادرها التنموية وسيكون لكل المحافظات نصيب من ثرواتها في بناء مستقبلها ، واعتقد لو تم الأخذ بوثيقة العهد والاتفاق حينها لكان وضع اليمن مختلف عما هو حاصل الآن. كما أن نصيحة الشيخ زايد رحمه الله لدولتي اليمن قبل الوحدة بأن يكون هذا النموذج هو الأنسب للوحدة والذي أبقى على وحدة الإمارات كما تراها اليوم.

*لكن هل تؤيدون مطالب الجنوب في استعادة دولتهم؟
- نؤيد مطالب أبناء الجنوب في استعادة حقوقهم ، ونرى أن فك الارتباط هو آخر المطالب إن لم تتحقق الأهداف من مشروع المطالبة السلمية.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2008-12-04 الساعة 05:18 PM
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس