[فحمان]

القبائل تتوسط مع الرياض وتحارب مع صنعاء
مقتل وإصابة 7 عسكريين سعوديين في هجوم للحوثيين آخر تحديث:الأحد ,15/11/2009


صنعاء، الرياض صادق ناشر، وكالات: الخليج الامراتية

لقي 3 عسكريين سعوديين مصرعهم أمس، فيما أصيب 4 آخرون في هجوم نفذته مجموعة من المقاتلين الحوثيين قرب الحدود مع اليمن، وفقاً لما أعلنته مصادر طبية في مستشفى جازان السعودي.



وقالت مصادر عسكرية إن “الهجوم يعكس تحولاً في نهج القتال الذي سلكه الحوثيون في الأيام الماضية”، مشيرة إلى أن الهجوم كان نتيجة كمين نصبته مجموعة يتراوح عددها من 6 إلى 8 أفراد لبعض المشاة العسكريين الذين كانوا يمشطون الشريط الحدودي.



وتوقعت مصادر عسكرية تكثيف العمليات التي يشنها الحوثيون على القوات السعودية في الأيام القليلة المقبلة نتيجة لاستمرار الرياض في تشديد حملتها العسكرية ضدهم. وقالت إن تراجع الحوثيين في الأيام الماضية كان الهدف منه إنهاء العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السعودية، لكن مع إصرار الرياض على إيجاد منطقة أمنية عازلة لم يعد بمقدور هؤلاء مواصلة التراجع كون ذلك يقلص مساحة تحركهم خصوصا في المناطق الجبلية الوعرة ويجعلهم مكشوفين للجيش اليمني.



وشهد الشريط الحدودي بين السعودية واليمن هدوءاً أمس، للمرة الأولى بعد عدة أيام قام خلالها الطيران السعودي بطلعات جوية استهدفت الحوثيين، خاصة في جبل دخان.



وقال مصدر عسكري في جازان إن أمس شهد هدوءاً تاماً، خاصة بعد الظهر ولم يشهد “أي احتكاكات بين أفراد حرس الحدود والعناصر الحوثية”. وأضاف أن الحدود “آمنة ولم تصلنا أية إفادة عن حالات تسلل”،



وكان مصدر رسمي أعلن أن قوات حرس الحدود السعودي تمكنت ليل الجمعة/السبت، من إلقاء القبض عن 17 متسللاً حاولوا الدخول إلى أراضي المملكة لم تكشف عن هويتهم. وقالت الإدارة العامة لحرس الحدود في جازان في إحصائية إنها سجلت 142 حالة تهريب لمواد ممنوعة متنوعة وبندقيتين وحربة عسكرية ورشاشي كلاشينكوف، وقنبلة يدوية و287 ذخيرة متنوعة وثلاثة أسلحة بيضاء. وشهد الليل قصفاً كثيفاً من الطيران السعودي على جبل دخان، نتج عنه مقتل عدد من الحوثيين لم تحدده المصادر.



على الجانب الآخر من الحدود، شدد الجيش اليمني من ضرباته ضد الحوثيين في محوري صعدة وحرف سفيان، حيث تدور معارك شرسة، وقالت مصادر محلية في صعدة إن منطقة باب نجران شهدت تبادلاً للقصف المدفعي والقنص، وأسكتت مدفعية الجيش مصادر إطلاق النار والقذائف، مشيرة إلى أن عمليات تبادل القصف أدت إلى مصرع أربعة حوثيين من بينهم شخصيات ميدانية تقود المعارك في صعدة القديمة والمناطق المحيطة بها.



واستهدفت مدفعية الجيش وسلاح الجو رتلاً من السيارات في منطقة الملاحيظ، وتم تدمير عدد منها كانت تحمل 19 متمرداً لقوا مصرعهم من بينهم القيادي ضيف الله حسن غنا.



ومشطت وحدات الجيش عدداً من جيوب الحوثيين في الجرائب، ودارت اشتباكات شرسة بين الطرفين، سقط فيها جنديان وتسعة جرحى، في حين سقط العشرات من الحوثيين بين قتيل وجريح في القصف على السقوة والمجدعة والعشاعش والبخية وتبة المدورة وتبة الخزان.



وتصدرت القبائل المواجهات ضد الحوثيين، وشهدت الساعات الماضية مواجهات بين رجال القبائل والحوثيين، في منطقتي الشبكة وبني عوير بعد قيام عدد من الحوثيين بمحاولة تسلل، وأسفرت المواجهات عن سقوط 15 قتيلاً وجريحاً حوثياً.



وشهدت الوضع نفسه منطقة الأزقول بمديرية سحار، حيث شن الحوثيون هجوماً على أبناء قبائل آل المحرق أسفر عن مقتل مواطن، وشهدت منطقة دماج اشتباكات بعدما قام أبناء قبيلة آل قلال وادعة بالتصدي لمحاولة تسلل، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 4 حوثيين وإصابة أحد أبناء القبيلة.



على صعيد قريب، تكثفت خلال الأيام الماضية المساعي الرامية لتهدئة التوتر على الشريط الحدودي، وخلقت الأوضاع الملتهبة أحاديث عن عدد من “المبادرات” تبذل من أطراف عدة لتهدئة الاحتقان، وتردد أن شخصيات قبلية وسياسية تبذل مساعيها للتوسط لدى الحوثيين لتهدئة التوتر عبر الإفراج عن نحو أربعة جنود سعوديين، مقابل الإفراج عن المعتقلين الحوثيين وعددهم بالعشرات، إلا أن رئيس حزب رابطة اليمن (رأي) عبد الرحمن الجفري، الذي تردد اسمه من ضمن الشخصيات التي تتوسط لذلك نفى أن تكون له صلة بأية وساطة.



وكانت مصادر مقربة من القائد الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي أشارت إلى اعتزام الحوثيين تقديم مبادرة جديدة لإنهاء المواجهات، مشيرة إلى أن المبادرة التي يتوقع أن يطلقها الحوثي خلال أيام ستكون عبر وسطاء قبليين وتهدف إلى تسوية الخلافات مع السعودية.



وتتضمن المبادرة وقف إطلاق النار على الحدود، وتسليم الجنود السعوديين مقابل إطلاق سراح الأسرى الحوثيين.



من جهتها، اتهمت مصادر رسمية الحوثيين بفبركة أفلام لجثث جنود وإحراق مركبات، وقالت إن معلومات مؤكدة كشفت أنهم يقومون بنشر مقاطع فيديو مفبركة لجثث قتلى يتم تلبيسها بملابس عسكرية يمنية وسعودية.