عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-21, 03:41 AM   #19
شمالية حداوية
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-26
المشاركات: 1,519
افتراضي

قد يكون تغيير لمسار الموضوع .. ولمقام الأستاذ الكاتب لم أجد عذراً للإبتعاد عن رواية الحقيقة التي تسكن معاطف فكري .. فأرجوا ممن لا يستحسنها تجاهلها ..

مما قلته في ردك / فقط أختي الفاضلة أود أن ادخل معك بنقاش بشأن رؤيتك ما إذا كانت احداث المرحلة الراهنة تقود الى تغيير سلمي حقيقي لنظام صنعاء حسب تقديرك الشخصي؟؟ هل شعب الشمال توافرت لديه الاسباب والدوافع التي تكمنه من انجاز هذه المهمة؟؟ سؤال حيرني كثيرا برغم معرفتي المتواضعه بسكان أمانة العاصمة، لماذا اقتصر الغليان على الجامعة وما جاورها وعلى محافظة تعز فقط..؟؟ هل يمكن أن يحدث سقوط النظام دون سقوط صنعاء؟؟ هل يمكن أن تسقط صنعاء بدون رضا حاشد وبكيل؟؟؟ اعتقد أن الاجابة على هذه الاسئلة بفهم وعمق يمكن يوضح لنا امكانية اسقاط النظام من عدمه..تقبلي فائق تقديري واحترامي

إعترف أنك مارست الذكاء حين سألتني عن نظام صنعاء تحديداً , وليس عموم اليمن
وأطيق جهداً ونظرةً أن اجيب على سؤالك التالي : هل شعب الشمال توافرت لديه الاسباب والدوافع التي تكمنه من انجاز هذه المهمة؟؟
مقدمة :
هناك مقولة تقول :
" إن سير الحركة التاريخية لا يخضع بالضرورة لقيود سببية مرحلية أو حتمية دائرية, وحدوث استثناء يخالف القانون أمر ممكن يجعل من المراحل التاريخية قابلة للتغيير، ويمنح إنسان ما بعد الحضارة إمكانية التحرك من جديد "إقتباس من صحيفة الكترونية
الإجابة :
إن المجتمع بأكمله ساخطٌ على وضعه لكن هناك نوعٌ من المثول الإجتماعي أمام ذلك السخط يتجسد في ثقافة الرضا والقبول .. وربما عدم التمكن من أدوات الإعتراض والتغيير المناسبة .. وهي ذاتها التي جعلت السنين في اليمن تبلغ مقدارها وجعلت مثلها في تونس ومثلها في مصر ومثلها في أي مجتمع لا يستدل الى الأدوات اللازمة لخروجه من وضعه الغير مقبول الى وضعٍ مطلوب .. أضف أن الوضع الايدلوجي للمجتمع اليمني تحديداً يوصلنا إلى نتيجة وصل إليها بعض المحللين والكتاب اليمنيين أنفسهم .. وتقول بلغة مختصرة : لقد تم تنحي المثقفين والأيادي المبتكرة والمبدعة ( بمعنى الأيادي القادرة على التغيير )خلال عقودٍ من القبلية والأحكام العرفية القاسية .. وكان الأغلب متنحي إمًّا إختياراً لإحساسه بالغربة الفكرية والثقافية في مجتمعه .. وإمَّا قسراً وكلاهما فضل البقاء بعيداً عن أرض الوطن وأختار أن يسكن منها في داخله رائحة الحنين .. الذي يقسو بقسوة البعد .. وتبادله عائلته أمثال حنينه ..
وسأصل معك إلى أني .. أُجزم أن الوضع سيكون أكثر تحرراً لكن : بشروط إجتماعية وتراكب مقومات إجتماعية مهمة لإحداث التغير الدقيق أو الكامل , فالمنطق يخبرنا أن الايدلوجية اليمنية الحالية لن تموت بسهولة .. والتغيير الذي سيحدث إن نجحت الثورة لن يكون التغيير المتكامل الذي نرجوه .. وبيأسٍ مجبرةٌ أنا على التفاؤل لأن التغيير وارد خاصةً مع سقوط العائق الأكبر ورمز الفساد الأعظم أمام أي إصلاح يمني .. وفي داخلي نفورٌ أسمعه مع كل عودة للواقع .. تُرى هل تستطيع ثورة الشباب الحالية مهما كانت معدلات نجاحها القضاء على عملية التوريث في الوزارات والمصالح الحكومية .. والمهم القضاء السلوكيات السلبية التي تعدت في أي مجتمع مدني غير اليمن كونها ظاهرة إلى أن تصبح داخل اليمن سلوكٌ بشعٌ مشاع .. وهل سيتم القضاء على أي نظرة سلبية متمسكة بواقعها ولا تجرؤ على التغيير .. ؟ أيضاً هل ستنجوا اليمن أخيراً من ركن العلم والشباب المثقف .. في كل أراضيها ؟ ونزعهم من المربع الأسود الضخم الذي سبق وتقصَّاه وتحدث عنه الغائب الحاضر الأستاذ منصور بلعيد .. ؟

خلاصة مشوارٍ من الحيرة والتفاؤل التي أعلم يقيناً أنها ستصطدم ببعض أحلامكم .. إذ أني أرى بسقوط النظام خدمةً للجنوب أكثر منه للشمال .. ذلك أن أمام الشمال حمولةٌ مثقلة من التفكير المتحجر صعب المراس .. وغير قادر على التغيير بسهولة .. و33 سنةً أخرى من النهوض ..( تقديراً ) بينما يُبدي أكثر الشعب الجنوبي استعداده لتكوين دولة مع وجود الصعوبات التي دائماً ما يجعلها موضوع دراسته وبالتالي يُثبت أنه على استعدادٍ حقاً لتكوين أسس دولته الجديدة ,

إني لست أخون قضيتي حين أحلم بدفعةٍ تحقق للجنوب حرية تقرير المصير .. ليس لشيء إلا أنه من حقه .. لكني وبإنصافٍ غير مطلوب الأجر منكم .. أتسائل أسفاً حين أرى أي كاتبٍ ومفكرٍ جنوبي لايزال يبحث عن الوطن .. ويكتب في هذا العصر بدماءٍ من شهيد وركامٍ من دمار .. وخيبةٍ في أيِّ تخطيطٍ له ولأبناءه على أرضه .. وإلى متى يعيش ويموت الطفل الجنوبي مغتربٌ حتى على أرضه وداخل داره .. إنه بؤسٌ لا يُطاق وطمسٌ لكل معاني الحرية .. أتأمَّلها أحياناً حسرةً وأحياناً بكمٍّ من القهر .. ففي أي عصرٍ صرنا ؟.. ولأي نكسةٍ نعدُّ قدراتنا .. ؟

لذلك أراني أخفي في كتاباتي معكم أحلامٌ لا يحق لي أن أُرتلها على مسامعكم .. ولأجلها أُعلِّقُ أمالاً على الوحدةِ لا تُحصى .. مثلي مثل أي عربيٍ ينشد وحدة وزعامةً على أرضه وتقدماً يليق بأعرافه ويبني كل وسائل التطور السليم والمنشود كنوعٍ من حداثة الفكر فباتالي لن أكون وحيدة في فكري هذا بل يوجد بالتأكيد من يراها معي .. وباتت تلك الأحلام حقَّاً لكم أن تحملوها معي .. فمتى يحين .. أن تحتوي كتابات ؟؟.. على كتابات لوضع ودراسة التخطيط المدني لتحقيق النجاح المطلوب في الشبكة الحديثة للمواصلات أو الاتصالات .. والكاتب ؟؟ .. هل سنقراء له يوماً .. الصيغة التربوية الأكثر عصريةً وفاعلية والتي تدرس أكاديمياً ليتم تطويرها وتمريرها عبر الوزارات المعنية لتساعد في تحسين الاداء والإنتاج للطلبة ؟ أنت أيضاً أستاذي القدير .. هل قد يجيء يوماً أن أقراء كتابةً في التربية الطلائعية تخطها بفكرك وثقافتك ؟
وباختصارٍ باكيٍ أكتب .. ألم يأن أن نكتب سلماً لا حرباً ..

فـ تبت يداهم من أرهقوكم بُعداً عن حقوقكم وطموحاتكم .. ولكَم أشاطركم كرهكم ومقتكم لهم .. وأشاطر داخلي حسرة فقدكم .. ليس مجاملةً ولا تمسحاً بألفاظكم المتعاطفة .. ولك أن تتجاهل هذه العبارة .. بل حقيقةً لا مفر منها وأعلم مشاركتم لي بها مهما منعتكم كبريائكم والامكم , وقسوة التعبير في أقلامكم ,

وهنا .. أليست هذه الأحلام من حقي أن أحلم بها وأن تكون أحلاماً يمنية وليست جنوبية فقط .. وشرفاً لي ولليمن أن تحتوي كل الأفكار والأقلام والسواعد الجنوبية لنبني وطن السلم معاً وأن يكون كل شخصٍ مناسبٍ في مكانه المناسب الذي يستحقه منكم .. وأن يتحول البؤس الى فرح .. والشقاء الى سعادة .. والحلم الى واقع عصريٍ ملموس .

لكن الحق يقول .. أنها أحلامكم وحدكم وروياتكم لأجيالكم .. وإذا لم يُرد الشعب بعد تصويت دولي شريف يختار بموجبه الجنوب الى أين سينتمي ويحل السلم على الأرض البائسة .. فليس لنا إلا القبول .. وليتهم يعلمون كم خسروا حين غذوا الكره والتفرقة في داخلكم .. وكم خسروا حين جعلوا من المشاركة في الأرض عار .. وكم خسروا حين أفقدوا اليمن أمثالكم ..
وإن اختار الجنوب الوحدة بمقدار الشرعية الدولية ذاتها .. فشرفٌ لا يعدله شرفٌ بالوجود .. وقوةٌ في الفكر والتطبيق سنرسمها يدًا بيد ..

أخيراً .. كل هذة الثورة والأقلام التي تنزف غضباً وحماساً .. وحتى الخربشات .. هي أحلامٌ يحملها المثقفون من كل الفئات في المجتمع اليمني ... والوضع التاريخي والحالي لا يسمح لنا أن نتفائل في نتيجة متكاملة وتغيير حقيقي سليم ..

فمهما كانت أدبيات الحوار التي نملكها إلا انا نخشى أن تكون سراباً ربما في العقد القادم من السنين فأي فشلٍ قد يصيب مساعي وأحلام الشباب الذي خرج في شوارع الشمال ليس مسؤوليته .. بل مسؤولية كل تلك الضروف والتركيبة الايدلوجية من حولهم ..

أستاذي .. هل تصلح إجابتي هذه تفنيداً لإختصار أعده لسؤالك .. هل شعب الشمال توافرت لديه الاسباب والدوافع التي تكمنه من انجاز هذه المهمة؟؟

فإجابتي لن تكون أكثر من بعض الحروف .. فهل ستكفي الإجابة بالنسبة للوضع الشمالي بـ ليس بعد ......... ليس بعد يا بائع المسك .. وقد فندته لأني أعتبره حقاً شمالياً يجب علي إحترامه .
خاتمة :
أمّا أنت فأنت تسأل وأنت مدركٌ للإجابة .. وتعلم يقيناً بمرارتها .
وحتى من يضن أنَّا قد نكتب عبثاً .. لا نملك الا ان نقول له ربما تكون اليمن إحتاجت لـ 33 سنة لتسقط .. لكن قد يكفيها ثلث هذه الفترة لتصعد
فقط إن تعادلة الثقة بين المجتمع والشباب المثقف .. وخضع الأول رضاً ورغبةً في التغيير على يد الثاني .

التعديل الأخير تم بواسطة شمالية حداوية ; 2011-02-21 الساعة 03:54 AM
شمالية حداوية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس