تقرير عن رمزية ساحة العروض بالعاصمة عدنعدن لايف-خاص:
تكمن أهمية إعتصام العاصمة عدن المفتوح في مكانه أيضا. ساحة العروض التي تحتضن خيم الإعتصام اليوم، هي نفسُها من إحتضنت أول مهرجانٍ، نظمته جمعية المتقاعدين العسكريين عام ألفين وسبعة. وهي الساحة التي إحتضنت أكبرَ الفعاليات الجنوبية في المناسبات الوطنية.
التفاصيل في التقرير التالي:
هنا ساحة العروض في مدينة خور مكسر وسط العاصمة عدن، ساحة تحمل مكانة خاصة في قلوب وعقول الجنوبيين، عدة اسباب تقف وراء ذلك
إلى عقود خلت يعود الامر، منذ سبعينيات القرن الماضي تحتضن هذه الساحة أهم الاحتفالات والمناسبات في هذا البلد.
وهنا كان الحيش الجنوبي يستعرض قواته وسط زخم واحترام كبير من عموم جماهير الشعب، وفي هذه المنصة وقف رؤوساء ومسؤولي الدولة الحنوبية على مر السنين.
من هنا ايضا انطلقت الثورة الجنوبية السلمية العام 2007 بشكل رسمي، حين نظمت جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبين اول مهرجان لها في العاصمة عدن، فيما عُد النواة الاساسية لهذة الثورة الكبرى التي نشاهدها اليوم في الساحة نفسها.
في هذه الساحة سقط مئات الشهداء من ابناء الجنوب برصاص الالة العسكرية اليمنية اثناء التظاهرات السلمية خلال السنوات القليلة الماضية.
ساحة العروض احتضنت اكبر الفعاليات المليونية الجنوبية الامر الذي يجعل لهذة الساحة رمزية خاصة في قلب كل جنوبي، كما ان سلطة الاحتلال اليمني كانت تمنع الحنوبيين من اقامة اي مهرجانات هنا منذ مايقارب العام، لذلك فان وصولهم إليها في الرابع عشر من اكتوبر للاحتفال بالذكرى 51 لثورة اكتوبر المجيدة يعد نصرا سياسيا ومعنويا خاصة بعد ان ظن المحتلون ان قمع وقتل المحتجين في 21 من فبراير من هذا العام واستخدام كل انواع الاسلحة في سبيل ذلك سيكون حائلا بينهم وبين هذه الساحة، فاعطى الجنوبيون درسا جديدا للمحتلين وكان الرد بمليونية كبرى اذهلت الجميع.
ومن الناحية الجيوسياسية فان ساحة العروض تقع في منطقة عسكرية تحيط بها معسكرات الاحتلال من نواح مختلفة.
شمال الساحة نجد معسكر بدر اكبر معسكرات الاحتلال اليمني في العاصمة عدن وتتمركز فيه عدة الوية مدرعة.
اما في جنوبها فيقع مبنى ادارة الامن العام والبحث الجنائي، وفي الشرق من الساحة تقع مباني القنصليات الاجنبية المعتمدة في عدن ومبنى ممثلية الامم المتحدة، كما ان مدينة خور مكسر ذاتها تتوسط مدن العاصمة عدن
مقومات كثيرة تعطي لساحة العروض اهمية خاصة، واعتصام الجنوبيين فيها للمطالبة بتحرير بلدهم واخراج المحتل اليمني منه، يعد احتيارا موفقا بكل المقاييس ومن مختلف النواحي
اليوم تجتذب ساحة العروض مئات الالاف من الجنوبيين يشاركون في اعتصام يقولون انه لن ينتهي الا بتحقيق استقلال ناجز لكامل التراب الوطني الجنوبي وان لم فانه سيفضي
الى مرحلة جديدة في سلسلة خطوات من شانها ان تنتزع الاستقلال وتجبر المحتلين على مغادرة هذه الارض الى الابد.
صلاح بن لغبر