أصوات الناس في عدن بدأت تتعالى والصامتون لعام بدأوا (الحديث).
وما كان محرم وممنوع بات مسموح به وغداً سيصبح واجب لابد منه ..
بالنسبة لي لا أود ان أرى في يوم ما عامة الناس وهي تنهش في المحافظ "الزبيدي" أو تسبه أو تلعنه ، لكنني في المقابل لا أود له يظل في مربعه هذا لا يغادره .
نتفق جميعاً ان المحافظ الزبيدي وجميع إدارته يعملون كل جهدهم لإخراج مدينة عدن من أزمتها الحالية ، لكننا نتفق أيضا ان المزاج العام للمواطن البسيط تتحكم به أمور كثيرة أولها الخدمات العامة والأمن والاستقرار والمرتبات وقائمة طويلة من المطالب التي لاتنتهي ومن يوفرها له سينال حبه واحترامه وتقديره ومهما كانت محبته لشخصية ما فان هذه المحبة قد تتضرر كل ماتضرر الانسان العادي جراء معاناته .
ومهما كان حب "امة" ما لزعيم ما من أبنائها إلا ان هذا الحب سرعان مايذوي تحت وجع الناس ومعاناتها .
وفي "عدن" رحبت الناس قبل أشهر بتعيين الزبيدي مثلما رحبت بتعيين "جعفر محمد سعد" من قبله .
وجاء ترحيب الناس لأنها أحست ولأول مرة ان لها محافظا من أهلها ولكن لان قوى الفساد الضاربة جذورها في الأرض ليست راضية ان تكون هنالك سلطة "جنوبية" فقد عمدت إلى خلق العراقيل والمشاكل في طريق هذه الإدارة الوليدة .
وتطمح فيما تطمح هذه القوى الفاسدة ان يكون السقوط للزبيدي وإدارته بيد العامة من الناس التي أرهقتها المعاناة وقوى الفساد ذكية فيما تطمح إليه وتسعى بكل جهد لتحقيقه .
تدرك هذه القوى ان إسقاط هذه السلطة الوليدة من باب "معاناة الناس" يعني إسقاطا لكل أمل جنوبي بالمشاركة في الحكم في الجنوب مستقبلا والأمر سينسحب لاحقا على السلطات الجنوبية الأخرى وسينتهي المطاف بان تخاطب هذه القوى الشعب بالقول :" انظروا إليهم لقد "فشلوا"!!..
وأمر كهذا لانريده ولانتمنى حدوثه ولكن يجب التنبيه على ضرورة الا تواصل إدارة العزيز "الزبيدي" دس رأسها في الرمال في حين ان هناك من يحيك الدسائس لإسقاطها كل لحظة ويسعى لتعميق ازمات الناس ومعاناتها.
وانطلاقا من ذلك فإننا نرى انه حان الوقت ان يواجه الزبيدي كل الأطراف دونما استثناء (حكومة شرعية – دول التحالف) بالحقيقة .
وللحقيقة مفردة واحدة اما ان تقوم هذه الأطراف بمعاونة السلطة المحلية بعدن في رفع كاهل المعاناة عن الناس والوقوف إلى جانبها أو مصارحة إدارة الزبيدي الناس بان الحكومة الشرعية هي المسئول الأول عنهم وتسليمها المهام وتركها تواجه غضب الناس والانصراف ولايزال رصيد المحبة "عاليا" والتجربة الوطنية الجنوبية في الحكم قابلة للحياة في مرحلة قادمة.
#فتحي_بن_لزرق
|