بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الهيئة الوطنية العلياء فرع م| شبوة في مهرجان الثلاثاء 27 ابريل في الشعبة وادي يشبم
المقدمة
الأخ المناضل العميد الركن ناصر علي النوبة رئيس الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب الأخوة قيادات الحراك السلمي الأخوة المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية , ضيوفنا الأعزاء الحاضرون جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اسمحوا لي بأسم أخوانكم في فرع الهيئة الوطنية م|شبوة قيادة وقواعد أن أرحب بداية بالجميع أجمل ترحيب وبما إننا نجتمع لهذه المناسبة في هذا اليوم 27 ابريل ففي هذا اليوم من عام 1994م شنت الجمهورية العربية اليمنية حرباً على الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) والتي أنهت موضوع الوحدة بين البلدين وفي هذه المناسبة بدا التنفيذ الفعلي للمؤامرة على الجنوب وتحول الجنوب إلى ارض محتله بشكل حقيقي ذلك أمر لم يعد يختلف عليه اثنان .
هذا وبعد إن فرض المنتصر شروطه واحتل الأرض ونهب الثروة واستبد على السكان فقد قاوم شعبنا في الجنوب بإشكال مختلفة ولكن هناك أيام في تاريخ الشعوب هي عبارة عن محطات مضيئة ترسم وتحدد مستقبل تلك الشعوب التي ترفض الاحتلال والظلم والاستبداد وعليه لابد أن نشير صراحة إلى إن تاريخ الجنوب سيسجل للأجيال القادمة يوم 7|7| 2007م وهو بداية الحراك السلمي المنظم للجنوبيين والذي بدا بجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين والذي كان للأخ المناضل ناصر النوبة بحسب اختيار زملاءه شرف قيادة ذلك العمل الحقيقي المنظم وحينما استمر ذلك فترة من الزمن وكان لابد من حامل سياسي للقضية الجنوبية فقد نشأت الهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب بتشاور واتفاق مجمل القوى في الحراك في ذلك الوقت وتم إعلان ذلك في مدينة المكلا في يناير 2008م حيث تم انتخاب الأخ العميد ناصر النوبة باعتباره أول قائد للحراك رئيس للهيئة والأخ حسن باعوم أميناً عاماً كل ذلك محفوظ لدينا وموثق للتاريخ .
وبصرف النظر عن ما حصل بعد ذلك حينما بدأت وجهات النظر في التباين ونشأت أو تفرعت عدت مكونات للحراك لأسباب مختلفة وقد كانت يوماً داخل إطار الهيئة الوطنية العلياء المذكورة وليس هذا مكان شرح ذلك فقط وجب التنويه للأمانة والتاريخ نتحدث .
والمهم أريد بهذه المناسبة أن أوضح إن موضوع الاختلاف أو التباين لا يفسد للود قضية كما يقولون أذا صلحت النوايا وأردنا سلوك الطريق الصحيح ونتحاور حوار العقول لا حوار العجول لان العقول تتجاوز تتحاور والعجول تتناطح وبما أن لنا في الجنوب تجارب كثيرة سيئة في موضوع الاختلافات لإننا كنا ولا زلنا لم نستوعب موضوع التعددية والديمقراطية وكان ذلك في الماضي يتحول إلى تناحر وصراعات نتمنى من الله أن لا تعود ولذلك نحن نريد عدم عودة أسبابها والقضاء عليها في مهدها والفرنسيين يقولون قد أخالفك في الرأي ولكني مستعد أن ادفع حياتي ثمن كي تبدي رأيك , والاهم من ذلك أن ديننا الأسلامي يعلمنا أدب وطريقة الخلاف والاختلاف والحوار ورحم الله الأمام الشافعي حيث قال ( رأيي صواب ولكنه يحتمل الخطأ ورأيك خطا ولكن يحتمل الصواب ) وأضاف الشافعي انه لم يحاور شخصاً إلا ويكون الحق معه لكي اتبع رأيه فهل لاحظتم الفرق بين ذلك وما يجري ألآن على ارض الواقع فكل طرف يصر على رأيه ولا يقبل رأي الأخرين بل معتبراً انه هو الوحيد الذي رأيه صحيح وعلى حق فهو الممثل الشرعي والوحيد في الوحدة وفي الاستقلال اليس كذلك وكيف يمكننا في وضعيه كهذه ان نتفق ونتعاون وهنا تكمن المصيبة .
الاخوة الاعزاء ان ما دفعني لكتابة هذه المقدمة الضرورية هو ان كثيراً من الثوابت تجمعنا كجنوبيين واهمها مثلاً :
1. يجب ان نتفق على ان الوحدة المقدوره قد ماتت وشبعت موتاً وأن من اماتها هو الجمهورية العربية اليمنية ولذلك هم الانفصاليون ونحن نطلب الاستقلال .
2. ان ما جري بعد 94م هو احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
3. أننا جميعاً نريد الاستقلال واذا كان ضمن الشواذ فالشاذ لا حكم له .
4. نتفق على ان النظام الشمولي والحزب الواحد ذهب الى غير رجعة ولا نريد عودته ولو بأشكال ومسميات مختلفة لا دولة ولا هياكل ولا ادارة لانها سبب كل المصائب .
5. ونتفق على ان الديمقراطية هي الاسلوب الامثل والجديد لبناء دولتنا الجديدة والصندوق هو الحكم .
اذا اكدنا واتفقنا على هذه الخطوط العامة والرئيسية فلماذا نختلف بعد ذلك ؟
هنالك اسباب فرعية بسيطة يمكن حلها اذا رفضنا الاقصاء لبعضنا او التهميش والهيمنة واعتبرنا جنوبنا ملك لكل ابناءة وانه يحق للجميع تشكيل احزاب او كيانات طالما وهي تؤمن بالاستقلال وتشترك او تتحالف في أي عمل جبهوي او جبهة وطنية عريضة حتى الاستقلال ونتفق من الان على ان الصندوق هو الحكم بيننا مستقبلاً وعلى تحييد كل من الجيش والامن والمال العام والوظيفة العامة لكي لانكرر ما حصل لجبهة التحرير في 68م ولا لقيادات الجبهة القومية بعد ذلك ولا نكرر يناير 86م ولا احتلال 94م بسبب كل ما ذكرناه انفاً , اليس كذلك ؟ فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ومن جرب المجرب حلت به الندامة وبالنسبة لنا في الهيئة الوطنية م|شبوة وبتعليمات من قيادة الهيئة نتواصل مع زملائنا في بقية محافظات الجنوب وكذلك مع كل القوى المؤمنة والفاعلة في المجتمع الجنوبي التي تتبنا خيار الاستقلال عن طريق الجبهة الوطنية الواحدة التي تدعوا اليها الهيئة الوطنية العلياء للاستقلال التي تضم كافة شرائح والوان الطيف السياسي الجنوبي .
كما انا وبعد ان استكملت نخبة من قياداتنا العلياء من دكاترة واكاديميين واصحاب الخبر والاختصاص وباشراف ومتابعة من الاخ رئيس الهيئة استكملنا برنامجنا السياسي ونظامنا الداخلي فاننا في كل نضالنا السلمي نسترشد بتلك الوثائق التي لا تخرج عن الثوابت الجنوبية مستكملين هياكلنا التنظيمية والتي هي الان ولله الحمد تشمل مجمل مناطق ومحافظات ومديريات الجنوب الحبيب .
هذا ونؤكد من جديد اننا بكل تواضع نمد ايدينا الى الجميع للعمل المشترك فلم نتعلم نحن من ألإقصاء أو التهميش ونرفض أن يمارسه ألاخرون معنا معتبرين ان الجنوب للجميع ولم ندعي يوماً إننا ممثل شرعي ووحيد له رغم إننا ولا فخر نحن في الهيئة الوطنية المؤسسين في العمل الوطني في مرحلة ما بعد 94م وكان ذلك بالاشتراك مع الكثير من أبناء الجنوب الوطنيين الشرفاء.
أيها الأخوة الأعزاء :
قبل الختام لابد من الأشارة هنا إلى إننا في فرع الهيئة الوطنية م|شبوة قد أصبنا بصدمة عميقة ونحن نتابع نضالنا السلمي بشكل حضاري مع شعبنا في الجنوب ونرفض العنف ووقفنا باهتمام بالغ أمام تلك المحاولة الهمجية الفاشلة في يوم الأربعاء 14|4|2010م في وضع تلك العبوة الناسفة في تلك السيارة التي كانت متجهة الى مخيم الهيئة التي نسميها ( خيمة الحرية ) بهدف واضح وهو تصفية الاخ المناضل العميد ناصر علي النوبة رئيس ومؤسس الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب وذلك اثناء اجتماع كان مقرر في ذلك اليوم والتي كانت لاسمح الله في حال نجاحها تستهدف الاخ النوبة ومعه الكثيرين من القيادات الوطنية الشابة التي كانت مستهدفة هي الاخرى وعلى موعد مع نفس الاجتماع لولا عناية الله سبحانه الذي أفشلها وحصل ما حصل .
ان الهيئة الوطنية وقد تابعت ولا زالت تتابع بتحري دقيق كل ما يتعلق بالحادث المذكور من اسباب ومسببات ودوافع حتى نتمكن انشاء الله من معرفة كل من خطط ودبر ومول ونفذ تلك العملية والتي لانشك مطلقاً في انها من صنع قوات الاحتلال عبر شبكاتها المختلفة فأننا نحذر تلك الاجهزة والتابعين لها ان مسألة ارسال عبوات ناسفة وسيارات مفخخة الى أماكن وقيادات النضال السلمي سوف لن نقابلها بالورود والرياحين ونقول لهم ( اذا رأيت انياب الليث بارزة فلا تظن ان الليث يبتسم ) .
كما ان تحويل ارض الجنوب الى كابول او بغداد اخرى ليس امراً سهلا للاحتلال ومن معه كما ان ذلك الامر وتلك الرسالة رغم خطورتها لن تخيفنا او تعيقنا عن مواصلة نضالنا السلمي ونسير مع المثل القائل ( ان السم الذي لا يميتني يزيدني قوة ) مؤكدين للجميع انه برغم من تمسكنا بخيار النضال السلمي كخيار استراتيجي فاننا في م|شبوة والجنوب عموماً فاننا نحتفظ لانفسنا بحق الدفاع المشروع بحق الدفاع المشروع عن النفس وفي الزمان والمكان المناسبين وبالطريقة التي يفهمها المحتل واعوانه وليعلموا ان تحت الرماد شرارة مشبوبة ومن الشرارة شعلة وتوقد ومن شعرنا الشعبي ( قال الربيزي بن علي معور *** ما ينقصني خمسة ولا ستة مقاتيله
ولا يالمني سوى الباطل **** والمــكر لا جــابـــوه وألحيـله )
هذا وقد اعذر من انذر والبادي اظلم ونختتم بقوله تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) صدق الله العظيم
الرحمة لشهداء النضال السلمي والشفاء للجرحى والحرية للأسرى ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته