عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-22, 12:22 PM   #6
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

(صالح) و(هادي).. تنافس محموم على دماء الجنوبيين
زمن القتلة الجُدد











(صالح) و(هادي).. تنافس محموم على دماء الجنوبيين



ينافس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سلفه المخلوع علي عبدالله صالح في إراقة دماء الجنوبيين بذات الأدوات التي كان يستخدمها المخلوع، وما يزال الجيش اليمني والقوات العسكرية بمختلف تسمياتها تتعامل بحدة وصرامة بالغة تجاه الجنوبيين بشكل عام والأحداث الجارية في محافظات الجنوب، على عكس تعاملها مع الجماعات المسلحة والمليشيات القبلية والتطورات الأمنية في الشمال..

وعلى الرغم من مرور ثلاثة أعوام على ما يسمى بثورة الشباب التي أطاحت بالرئيس علي عبدالله صالح، ونصّبت الرئيس هادي في سدّة الحكم، والتطمينات التي لا يكلّ المجتمع الاقليمي والحكومة اليمنية من تكرارها للجنوبيين، إلّا أن ما يشهده الواقع الجنوبي مناف ومغاير لكل ذلك، فالآلة العسكرية الحكومية ما تزال تحصد أرواح الأبرياء في الجنوب، تارة بحجة الإرهاب وتنظيم القاعدة، وتارات أخرى بدعوى الرد على مسلحين مجهولين، في حين أن النقاط العشرين والإحدى عشر التي أقرتها اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار لم تجد لها حيز التنفيذ بعد مرور عام على إقرارها.

وبالعودة إلى الماضي القريب، سنجد إن المخلوع (صالح) قد ارتكب جرائمه ضد الجنوبيين على مدى حقبة زمنية استمرت لأكثر من عشرين عام، والتي كان أكبرها حرب 94 وقصف منطقة المعجلة بأبين في منتصف ديسمبر من العام 2009 بحجة استهداف الإرهاب، بينما قضى في تلك الحادثة العشرات من الضحايا الأبرياء بينهم 21 طفلا، إضافة إلى ما لايقل عن مائة قتيل صرعوا في مصنع 7 أكتوبر بمنطقة الحصن في ذات المحافظة أواخر مارس من العام 2011 الذي شهد احتجاجات شعبية ضد نظام حكم صالح.. وبالنظر إلى أبشع جرائم صالح سنجد أن الفارق الزمني بين كُبرى جرائمه لا يقل عن سنة أو سنتين يتخلل ذلك عدد من القتلى في محافظات متفرقة من الجنوب، غير أن التنافس المحموم قد بلغ أشده بينه وبين الرئيس الحالي هادي الذي لم تتجاوز فترة حكمه ثلاث سنوات، بينما الجرائم التي ارتكبت فيها تبدو مشابهة لنهم سلفه إلى الدماء.

المشهد قد يبدو مغايرا في الشمال عموما، وفي شمال الشمال على وجه الخصوص، حيث تتخذ القوات العسكرية باختلافها المواقف المحايدة تجاه الجماعات المسلحة بشتى تبايناتها، ولا تكترث بارتفاع معدل أنشطة هذه الجماعات ولا بتوسع دائرة نفوذها.

على العكس من ذلك، يظهر الجيش اليمني بتعدد ألويته مكشّرا عن أنيابه في المحافظات الجنوبية، في محاولات يائسة لكسر شوكة الثورة السلمية التي يشهدها الجنوب، مزهقا أرواح الآمنين الأبرياء، لا يكاد يميّز بين طفل ومسلّح.

ولعل الأحداث التي تشهدها محافظة الضالع كافية لإثبات ذلك؛ حيث لا يبدو الرئيس هادي غاضبٌ من تجاوزات المؤسسة العسكرية، ولا عابئ بأرواح الأطفال والنساء والعجزة، وموقفه السلبي (المعتاد) إزاء ما يجري في الجنوب كفيلٌ بتحميله مسؤولية ذلك، وما تكرار قائد اللواء 33 مدرع المرابط بالضالع لمجازره في غضون أيام قلائل إلا تجسيدا لمدى ارتياح وزير الدفاع ورئيس منظومة الحكم.

توقّع المراقبون بُعيد مجزرة العميد الركن عبدالله ضبعان في أواخر ديسمبر الماضي أن يكون العام المنصرم هو الأخير لضبعان في الضالع، وبدأت التسريبات الإعلامية تتسلل بإقالة وتقديمه للمحاكمة، غير أن (هادي) فاجئ الجميع بتشكيل لجنة رئاسية للتحقيق في تلك الحادثة، في حين أن (اللجان الرئاسية) أصبحت سمة ملازمة لتمييع أي قضية أو حرفها عن مسار الحقيقة.

بضعة أيام كانت كافية لتكرار حرب ضبعان ضد الإنسانية في الضالع، طالما وأن الأمر لا يستدعى سوى لجنة رئاسية أخرى، تستمتع بـ(قات) الضالع بضعة أيام، وتعود تروى ذكريات جلسات ضبعان الشيقة بدلا عن كشف سرد وقائع الحادثة الإجرامية، ولا يتطلب ذلك سوى أن يظهر (الضفع) على وسائل الإعلام بطلا يتصدى لحفنة (متمردين) حاولوا التقطّع لـ(أمواس الحلاقة) الخاصة بذقنه.

ولم تكن جرائم (ضبعان) في الضالع هي الأولى، حيث سبق وأن اقتحم ساحة الحرية في تعز إبان ثورة أطاحت بصالح وأبقت على نصف حكومته منتصف العام 2011، ولعل معظم أبناء المحافظات الشمالية لم ينسوا بشاعة ذلك الاقتحام، وصبّت قوى المعارضة المتحالفة والجهات الثورية حينها جام غضبها على (ضبعة) ضبعان الأولى في تعز، وعلى غير المتوقع تشابهت المواقف المؤيدة لضبعان في بشاعاته المستمرة في الضالع في مشهد مستفز للشارع الجنوبي، وسرعان ما أوجدت بعض القوى السياسية والمثقفين وحتى (الثوريين) التبريرات لضربات ضبعان تجاه المدنيين، بحجة أنهم (شوية انفصاليين).

وبين (ضبعة) ضبعان الأولى في تعز، و(ضبعاته) المتكررة في الضالع، مشاهد تدل على أن المواقف تتبدل سريعا تجاه الجنوبيين، وتغدو صلبة تجاه (الوحدة).. ولا يعني أن مسقط رأس (هادي) ووزير الدفاع وبقية الجنوبيين في تركيبة (الوفاق الو.. طنّي..) كفيلة برد المظالم التي بلغت حد حرمان الأطفال من مواصلة حياتهم.. وصدق صديقي حين قال : من أكل (سلتة) قوم أربعين يوما، صار منهم.
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس