عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-07, 01:19 AM   #14
ابوشلال الحريري
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-14
المشاركات: 70
افتراضي الجنوب العربي في هيئه الامم المتحده 1963 الجزء الخامس السنه الحاسمه

جزء ( 5 )



السنة الحاسمة

كان عام 1962 هو العام الذي استطاعت فيه الحركة الوطنية في الجنوب – حركة الرابطة –أن تشق لقضية الجنوب العربي الطريق الى هيئة الامم المتحدة .

كان تقديم المذكرة الشهيرة في شهر مارس 1962 الى لجنة تصفية الاستعمار ، ومطالبة الرابطة لهذه اللجنة بالاستماع الى شكوى الشعب العربي في الجنوب ، ومناشدة دول العالم المتحرر الوقوف بجانب نضاله في سبيل حريته ووحدته وتقدمه ، كان ذلك مفاجأة مذهلة للاستعمار البريطاني ورجاله سواء في عدن ام في لندن .

كما كان ذلك مفاجأة مذهلة للقوى المتآمرة على قضية الجنوب واستقلاله ولقد توجه الأمين العام للحزب الى هيئة الامم في اكتوبر سنة 1962 ولجنة تصفية الاستعمار المنعقدة ، وبعد انصالات بسكرتارية اللجنة تقرر انعقاد لجنة تصفية الاستعمار في شهر ابريل سنة 1963
لبحث قضية الجنوب العربي ( عدن والمحميات ) والاستماع الى مندوب الرابطة والى من
يريد التحدث من المواطنين في الجنوب .

الموقف عند نظر اللجنة للقضية

ووقف مندوبنا الاخ شيخان الحبشي امام لجنة التصفية يشرح حقائق الوضع في الجنوب
ويندد بأفاعيل الاستعمار ويصدع بمطالب الشعب ، ويرد على اسئلة السائلين واستفسار
المستفسرين .

ولاول مرة في تاريخ الجنوب العربي تطرق اسماع العالم مشاكله وأمانيه بصدق وشجاعة واخلاص ومسئولية .

وهنا ظهرت امام اللجنة القضية من كافة وجوهها ، وهنا بزغت الاطراف او وجهة نظر
الاطراف المعنية بالقضية وبصرف النظر عن شرعية هذه الاطراف الاخرى او عدم شرعيتها ، وصدقها او عدم صدقها ، وايمانها بالقضية وبالشعب في الجنوب ام ايمانها بمصالحها او مصالح من تمثله
فاننا نعرض وجهات النظر هذه للحقيقة وللتاريخ وليطلع الرأي العام في الجنوب العربي
خاصة ، والرأي العام في الوطن العربي عامة على ماجرى وعلى نظرة كل طرف من هذه الاطراف الى هذه القضية .

ان ماعرض على مسامع هذه اللجنة العالمية تستنتج منه وجهات النظر الاربع :


وجهة النظر الأولى :

محمد فريد العولقي وهو وزير الخارجية في الاتحاد الفدرالي للجنوب طلب الكلمة امام لجنة تصفية الاستعمار فوافقته اللجنة على ان تكون كلمته ليست بصفته وزير خارجية الاتحاد بل بصفته مواطنا من الجنوب العربي ، وفي نظرتنا بل وفي واقع الامر كانت كلمة محمد فريد تعبر عن رأي الشخصيات والاحزاب والجماعات الغارقة في التعاون مع المستعمر السائرة في ركابه .
وكانت كلمته واضحه الدلالة على تسلسل تفكير هذه الجماعة . تحدث فيها عن الجنوب وعن صلة بريطانيا بالجنوب ، وعن الخدمات التي تؤديها في سبيل تقدمه ، وبرر الكثير من اعمالها ، واشار الى انها تهيؤه للاستقلال ، وأن ليس في الامكان ابدع مما كان ، والا داعي لان تزج هيئة الامم المتحدة بنفسها في موضوع ( الجنوب العربي )



وجهة النظر الثانية :

سعيد صحبي المحامي قدم نفسه بصفته ممثل حزب الشعب الاشتراكي في عدن وتحدث حديثا طويلا خارجا عن الموضوع وركز في حديثه على :

1-أن عدن والمحميات جزء من اليمن لايتجزأ وأن على اللجنة أن تقرر ضم هذه المناطق الى اليمن بعد أن تهدم الاتحاد القائم والمجلس التشريعي في عدن .

2-أن عدن المستعمرة بلد متقدم ومتطور وأن المحميات متخلفة ومتأخرة ولذلك فقد هاجم موضوع انضمام عدن الى الاتحاد وطالب بالغاء ذلك .

وفي نظرنا بل في واقع الامر كانت كلمة سعيد صحبي المحامي من ناحية تعبر عن رأي اخواننا العمال اليمنيين في عدن وأغلبهم من عمال اليومية وهؤلاء جميعا ليسوا بثقل سياسي عملي في عدن ولا في بقية مناطق الجنوب .

ومن ناحية اخرى تعبر كلمته عن رأي الانفصالية الغاربة في عدن وهي الانفصالية التي تؤيدها الجاليات الاجنبية العديدة والتي يهمها حفظا لمصالحها ابقاء عدن مستقلة بذاتها وجزء من املاك التاج البريطاني .ولست اتحمل مسئولية اتهام سعيد صحبي او الحزب الذي يمثله بالعمالة للانفصالية في عدن او للاستعمار ولكن اسجل أن نتائج مطالب هذا الحزب وسياسته انما هي في خدمة هذه الانفصالية وفي خدمة اهداف المستعمر .

وليست العبرة في مثل هذه الامور الخطيرة بالنوايا – على فرض حسن هذه النوايا – ولكن العبرة بالنتائج الحتمية التي ستترتب على اعمال وسياسة موجهي هذا الحزب وقادته .

وجهة النظر الثالثة :

محمد علي لقمان المحامي قطب الجمعية العدنية المنحلة وقطب الحزب الصغير (حزب المؤتمر الشعبي الدستوري) وصاحب( فتاة الجزيرة) (وايدن كرونيكل) .

كان في زيارة للولايات المتحدة الامريكية في شهر سبتمبر سنة 1962 في امور تتعلق بالمطابع دبرت الزيارة له القنصلية الامريكية في عدن ، وكانت لجنة تصفية الاستعمار منعقدة فطلب الكلمة وتحدث حديثا غريبا مشبوها ، تحدث عن عدن وتقدمها من كافة النواحي ، وهاجم أبناء المناطق الاخرى من الجنوب العربي وأبناء اليمن ، واستنكر ربط مدينة عدن بالجنوب للفوارق الكبيرة من الناحية الادارية والعمرانية والحقوق العامة وغيرها .

وطالب باستفلال عدن ( المستعمرة ) ، ومحمد علي لقمان المحامي ذو رأي معروف في مستقبل عدن فهو صاحب فكرة نيل عدن الحكم الذاتي وضمها الى الكومنولث ، واعتبار ابناء المحميات اجانب فيها ، وحصر الحقوق في عدن على مواليد عدن عرب وغير عرب وحرمان العرب غير المولودين في عدن من كافة الحقوق حتى ولو كانوا مستوطنين بها .

هذه الفكرة هي الفكرة التي كانت تحملها(الجمعية العدنية ) ثم انشقت هذه الجمعية الى قسمين ، الاول بزعامة المرحوم حسن علي بيومي رئيس الجمعية الذي الف فيما بعد( الحزب الوطني الاتحادي ) ، والثاني بزعامة علي محمد لقمان الصحفي الذي كون فيما بعد(حزب المؤتمر الشعبي الدستوري ) .

ولقد تخلى الحزب الوطني الاتحادي عن فكرة الانفصالية العدنية ، وان كان قد نهج نهجا تعاونيا مع الادارة البريطانية .

اما حزب المؤتمر الشعبي فيبدو انه لايزال متمسكا بانفصاليته . وفي نظرتنا بل وفي واقع الامر فان الجمعية العدنية بقيادة لقمان وحزب المؤتمر الشعبي المتفرع عنها انما تعبر عن احاسيس ورغبات ومصالح ابناء الجاليات الاجنبية التي استوطنت عدن وتعرب الكثيرون منهم ، كما انها تعبر عن المخطط الاستعماري في مراحله الاولى .


وجهة النظر الرابعة :

شيخان عبدالله الحبشي المحامي ، أمين عام حزب الرابطة ، واحد الدعائم الكبيرة للحركة الوطنية في الجنوب ، رائد من الرواد وهب هو وزملاؤه انفسهم للقضية ولتحقيق اهداف الشعب العربي في الجنوب .

تحدث امام اللجنة : كان حديثه هو صوت الجنوب العربي المنبعث من اعماق النفس العربية في هذا الجنوب . حلل الوضع في الجنوب ، صور المأساة التي يعيشها شعبه ، كشف العدوان البريطاني على الجنوب شعبا وارضا ، افرادا وجماعات ، غاص في صميم المشكلة واستخلص
من اعماق هذه المشكلة الحلول العملية لها .

نبه اللجنة الى أن الموضوع ليس هو هل تضم عدن الى الاتحاد او لاتضم ؟! ولا هل يلغى الاتحاد او لايلغى ؟! وليس الموضوع هو : هل الجنوب العربي جزء من اليمن او ليس بجزء من ؟!
وليس ادخالنا القضية في هذه اللجنة لامور فرعية ومشاكل جزئية او جانبية ، ان الموضوع أن هيئة الامم المتحدة قد اصدرت قرارها بانهاء الاستعمار في دورتها عام 1960 وأكدت هذا الاعلان عام 1961 وكونت بناء على ذلك لجنة تصفية الاستعمار .

وذكر شيخان الحبشي أن مطالبنا السياسية التي نطالب هيئة الامم المتحدة بتأييدها معتمدين في هذه المطالبة على إعلانات الهيئة وقرارتها و هي :

اولا : إنهاء الاستعمار من الجنوب ونيله لاستقلاله وحريته .

ثانيا : تحقيق وحدة الجنوب العربي .

ثالثا : انتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب العربي في الجنوب .

كما شرح مندوب الرابطة الخطوات التي تقترحها الرابطة لتحقيق هذه المطالب وهي :

اولا : اطلاق الحريات العامة في سائر الجنوب وضمان هذه الحريات .

ثانيا : الغاء قرارات النفي والابعاد التي دأبت بريطانيا على اصدارها ضد رجالات الحركة
الوطنية .

ثالثا : اجراء انتخابات عامة لكل الجنوب ( عدن والمحميات الشرقية والغربية ) تحت اشراف دولي محايد لتكوين مجلس يمثل الشعب ، وتنبثق عنه حكومة وطنية تقود البلاد نحو اهدافها الوطنية التقدمية .


هكذا تحدث ممثل حزب رابطة الجنوب العربي ، وفي هذا الكتاب نص المذكرة التي قدمتها الرابطة الى لجنة تصفية الاستعمار ، ونص الخطاب الذي القاه الاخ الامين العام والاسئلة والاجوبة التي دارت بينه وبين اعضاء اللجنة المحترمين حول القضية .

وفي تقديرنا بل وفي الواقع كانت كلمة شيخان الحبشي هي كلمة الشعب ، كل الشعب في الجنوب
العربي ، المثقفون العمال ، القبائل في كافة المناطق : في عدن وفي حضرموت وفي لحج والعوالق ويافع وغيرها من مناطق الجنوب ، كل هؤلاء يقفون صفا واحدا وراء هذه المطالب ، لايعارض في ذلك سوى :

1-المتعاونين مع الاستعمار البريطاني الغارقين حتى الاذقان في الاوحال المتآمرين المستغلين للشعب ولخيراته .
2-ممثلي الجاليات الاجنبية في عدن المتسترين وراء الانفصالية العدنية ممثلة في الجمعيةالعدنية السابقة وفي حزب المؤتمر الشعبي الدستوري حاليا .
3- بعض من اخواننا اليمنيين المغرر بهم في عدن .
ان كلمة الرابطة التي قالتها امام لجنة تصفية الاستعمار وتقولها دائما هي كلمة الشعب النابعة من ضميره ، المعبرة عن رغبته ، المحققة لمصالحه ، المعالجة لصميم مشاكله .



جزء ( 6 )



كلمة المندوب البريطاني
ابوشلال الحريري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس