[علي المفلحي]

((رسالة الى القائد هيثم قاسم وقوات التحالف))
((حتى لاتتكرر الهزيمة))
********
النصر في معركة لا يعني النصر في الحرب
والقائد العسكري المحترف والناجح ليس هو من يستطيع ان يتقدم فقط ولكنه من يستطيع اكمال النصر او التموضع لتثبيت النصر الذي تحقق حتى تتغير الظروف .

* ((دراسة الاخطاء وتلافيها))
**************
علينا دراسة الاخطاء المرتكبة قبل وبعد الهزيمة في 94م ومنع تكرارها لان الاطراف هي نفسها مع اختلاف بسيط وتغيير بعض المواقع لبعض القوى ولذلك اقول لاصحاب القرار ان وجد اصحاب قرار ! :

اصنعوا المتارس ودشم الحماية على مضارب حدود الجنوب فانهم عازمون على العودة من جديد !؟

عودوا الى دياركم ؟ وابنوا الجيش النظامي وامنعوا تفريخ القوى والمليشيات والفرق المنفصلة .

عززوا الامن الداخلي وامنعوا استفحال الانفلات الامني المدعوم واقضوا على خلاياهم الارهابية فهذا هو النصر وهو مايستحق التضحية .

واعلموا انهم يخوضوا معكم حرب استنزاف طويلة ويتجهزون للقادم ؟ فافعلوا كما يفعلون .

لديهم من الوسائل والفيروسات المزروعة في الجسد الجنوبي وبعضها تحيط بالرأس ووتسكنه وتسكن القصور ايضاً وتعمل بكل قوة لتحقيق اهداف الطرف الاخر !! وتستخدم وسائل كثيرة ومختلفة .

انهم يخوضوا حرب نفسية تعمل على عودتنا الى الوضع الذي سبق 94م ويعملوا على فكفكة النسيج الجنوبي بدواعي مناطقية اومصالحية او حزبية او ماشابة ذلك .

انهم يعملوا على التدمير للمعنويات من خلال وسائل كثيرة (الاهمال للجرحى ومعاناة اسر الشهداء والتهميش للمقاومة وانعدام الخدمات ومعاناة الرواتب وغيرها).

** لذلك لاتشتتوا قوانا كما حدث في عام 1994م حيث تم نشر القوات الضاربة والاسلحة القادرة على حماية الجنوب في الشمال وابتلعتها الارض ولم يستطع هيثم (وزير الدفاع انذاك) تامين عدن ولم يتبقى لديه من الدبابات مايكفي لحماية مقر وزارة واحدة وليس حدود بلد !! فكان الغزو وكانت النكسة .
* ((بعض التفاصيل لاخذ العبر))
*************
كان الجنوب يمتلك بحدود 16 لواء بمختلف التخصصات والاسلحة مدرعات ومدفعية وصواريخ ودفاع جوي والوية مشاة ، وقد تم نقل معظم الالوية الضاربة الى مناطق في الشمال وتموضعت في مواقع دون دراسة مسبقة ودون التفكير في جدوى هذا التموضع وكذلك دون وضع الاحتمالات السيئة واحتمالات الغدر في عقلية القيادة بحيث اصبحت في موضع القوى الميتة والمحاصرة (ساعة الصفر) ولم تشكل اي خطورة على الجهة المعادية بل اصبحت لقمة سائغة وسهلة الابتلاع منذو ايصالها الى هذه المواقع ؟ على سبيل المثال لواء باصهيب في ذمار واللواء الثالث مدرع في عمران واللواء الخامس في حرف سفيان واللواء الاول مدفعية في يريم وكلها تقع ضمن محيط شبه مغلق ومعادي ومقطعة الاوصال والخطوط .
وهنا اتذكر محاضرة لقائد اللواء العاشر طيران عمودي حينها العقيد الطيار علي محمد النقيب عند بداء الحرب حيث اجتمع بالعناصر الطائرة في اللواء وابلغنا بان نجهز انفسنا للدعم الجوي والتمويني لبعض الالوية الواقعة في عمق العدو ! وهي مجازفة قد نقدم عليها في الحالة الاضطرارية ، وعندها ادركت رغم صغر سني وخبرتي البسيطة اننا مقبلين على انتكاسات ! .

وفي الجانب الاخر فقد قام العدو بتوزيع قواتة وفق حسابات سابقة ودقيقة ولديها الخطة والمهام التي تم رسمها مسبقاً بخُبث وذكاء عسكري واحتراف حتى اني كنت اعتقد بان خبراء عراقيين هم من وضع الخطط لهم منذوا اول يوم للوحدة وحتى اخر يوم للحرب ويبدو انني كنت مخطئً في ذلك فالزمن اثبت انهم يجيدون السياسة والخساسة ولديهم خبراء عسكريين من الدرجة الاولى عكس ماكنا نظن وماتم تعبئتنا به قبل الوحدة من خلال الفيروسات الخبيثة المغروسة في صفوفنا منذو زمن ؟ .
فقد تم تموضع قواتهم في عدن ( كتائب الامن المركزي)بحيث تستطيع الوصول الى المراكز الهامة في قلب عدن كالمطار والميناء وتهدف الى (الارباك)وليس السيطره بدليل الحجم والاعداد الغير كبيرة ومع هذا فقد فشلت ، وكذلك تواجد الوية العمالقة ( قوامها بحدود اربعة الوية مدرعة) التي انتشرت في ابين واللواء الثاني مدرع في الحرور وردفان وشق الطرق التي توصلها ببعضها البعض ولغرض فصل وتقطيع الجنوب الى مناطق عسكرية معزولة واسبات القوى الجنوبية ومنعها من دعم بعضها البعض وكذا تحييد عدد منها من خلال شراء الذمم لاكثر من موقع واكثر من قائد دون الدخول بالتفاصيل فالتصالح والتسامح يمنعنا من الدخول في التفاصيل والاسماء ؟ .

وفي حين ذلك استطاعت قواتهم التهام القوات الضاربة الجنوبية المعزولة في مناطق الشمال وتم القضاء عليها رغم مارافق ذلك من معارك وبطولات اثبتت صلابة المقاتل الجنوبي ولكن الصلابة وحدها لاتكفي لتحقيق النصر .
وخلال مرحلة ماقبل الحرب كان الطرف الاخر يعمل بدهاء لتدمير القوات الجنوبية بوسائل التدمير (البطئ البارد) وذلك من خلال تجميد العقل والفكر الجنوبي وجر الجميع نحو الذات وعبر جرّ القادة والغالبية المؤثرة الى السعي نحو الكسب الشخصي والتساوي مع نظرائهم في الشمال من خلال توزيع الاموال والاراضي وغيرها من المغريات حتى اصبح معظم الضباط يداومون في المساحة العسكرية والاسكان والاراضي وتم لهم ما ارادوا فقد تحول معظم النشاط نحو مخططات توزيع الاراضي وكذا نحو بقية المكاسب وماتبعها من مغريات .
والجانب الاخر للتدمير البارد فقد عملوا على اخراج القوات الجنوبية من جاهزيتها ومثالاً على ذلك القوى الجوية فقد حدث خلال هذه الفترة محاولات مستميتة لانهيارها بكافة الوسائل وابسط مثال ان عمليات الترميم التي كانت تجري للطائرات لم تعد تسير وفق الخطط السابقة التي كان يسير بها نظام الجيش سابقاً حيث كان لابد من بقاء الجاهزية بالنسب التي يتم تحديدها من قبل وزارة الدفاع وكانت الطائرات التي تذهب الى بلد المنشاء بغرض الترميم (العمرة المصنعية) بعد استكمال ساعاتها الطيرانية لايتم ارسالها الابعد وصول العدد السابق الذي ذهب للترميم سابقا بحيث تكون الجاهزية 100٪‏ وفق الخطة الموضوعة ولكن ماحدث خلال مرحلة مابعد الحرب ان وصلت الجاهزية الى 20٪‏ فقط باسباب مالية وادارية وتم ايقاف كثير من الطائرات عن الطيران بعد استكمال ساعاتها الطيرانية المقررة دون ارسالها للمصنع ، وهذه باعتقادي خطة مدبرة ومسبقة وللاسف لم تكن القيادات العسكرية الجنوبية تدرك ذلك وتم اشغالهم باأمور اخرى جزء منها شخصي واندماجهم مع الاسلوب الجديد للقادة ؟ ، ولكن تم تدارك هذه الامور بالوقت الضائع بفضل الكادر المتخصص والعزيمة التي ظهرت عند ادراك الجميع للخطر وتم اعادة الجاهزية لمعظم الطائرات محلياً واعيدت الجاهزية بنسبة كبيرة للقوى الجوية ، وهذا مثال لما حدث وكيف تم التعامل مع خبث وذكاء الجانب الاخر .

* (( لا نصر وسط البيئة المعادية ))
***********
ومع كل ماجرى في حرب 1994م فعلينا ان ندرس ماجرى ونقيم الخطط التي اعتمدها العدو وكذا تصحيح الاخطاء بكيفية التعامل مع الخطط الفاشلة التي اعتمدها القادة الجنوبيين انذاك وعدم تكرار الخطاء .

ولهذا فاعتقد انه من الافضل تعزيز وتقوية القوى القادرة على حماية حدود النصر المحقق وفقاً للبيئة القادرة على احتضان هذا النصر وهذه القوى .
واعتقد ان تعمق القوى في مساحات وبيئة معادية بحاجة لاعادة الدراسة العميقة والمستفيضة وحساب مقدار التضحية وما ينتج عنها من مكاسب عسكرية بناء على الواقع واعادة الخطط وفق لذلك مالم تتحرك قوى المقاومة في الشمال لاحتضان هذا التقدم والمبادرة فيه وعلى القيادة الجنوبية والشرعية وقيادة التحالف اعادة النظر بكل مايجري وعدم اللهث وراء السراب .

* ((اننا نزيدهم قوة))
********
هل ندرك اننا تزيدهم قوة ؟
فارسال الجنوبيين الى الجبهات في الشمال ومايرافقها من حملات اعلامية ودعاياء سبب كبير لزيادة التحام الشعب في الشمال خلف عفاش والحوثي ! .
فهكذا هي سيكلوجية البشر( انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب)
وببساطة اقول لن يتحقق النصر الا اذا كل واحد يصلح سيارتة بنفسة ! .

انهم يستنزفوا التحالف مالياً وعسكرياً ويتقووا منه دون تحقيق شيء ! وقد يصيب التحالف ما اصاب سنمار ؟ .

** ولهذا انصح الجميع باعادة القوات الجنوبية والعمل على تثبيت النصر في مناطق الجنوب وتعزيز حدودة فتثبيت النصر وعدم تشتيت القوى يمنع الانتكاسات المستقبلية ويحث بقية المناطق الى الحذو بالمثل فيما اذا تم جعل المناطق المحررة (نموذج افضل) في كل المجالات .
وبالمقابل على التحالف الدفع بالمقاومة الشمالية وحثها الى تحقيق النصر الخاص بها في مناطقها وفق آلية تناسبهم ودعمهم بانعزالية تامه بناء على خطط الاقلمة التي رُسمت ويبدو ان التحالف عازم على تطبيقها .

* (( للاستمرار بالتقدم ))
***********
الامر الاخر وهو خيار الاستمرار بالدخول في العمق وهذا الامر يتطلب من وجهة نظري ادخال القوات المسلحة لدول التحالف وبقوة وليس الاعتماد شبه الكامل على المقاومة ، وعلى التحالف تقبل التضحية اذا اراد تحقيق النصر الكامل فالمقاتل المحترف والمتدرب من الجيوش النظامية لدول التحالف هو من يستطيع تحقيق هذا النصر في هذه الظروف وليس المقاوم البسيط الذي لم يندمج في المجال العسكري ولم يتدرب سوى بضعة اشهر فمابالك بمن يتم جلبة من مختلف المناطق دون اي تدريب ( ومن ينكر ذلك فانه يخدم العدو ويسعى الى الهزيمة وزيادة حجم الضحاياء دون نتائج تستحق ) .

وعليكم النزول بجيوش الدول ولو بنسبة النص بالنص مع المقاومة وعندها ستكون فرصة النصر النهائي ممكنة .
مالم فعليكم جلب قوات اجنبيه محترفه كما حدث في حرب تحرير الكويت .

* ((نصيحة))
*****
الارتباط بقوى (الحزب الاشتراكي اليمني) سابقاً وتنفيذ اجندتة دون تفكير او اعتراض هو نفس الحاصل اليوم مع تغيير القوى من (الحزب)الى (التحالف) .

وعلى القادة ان يتحملوا المسؤلية بحيث لايساهموا بجعل التضحيات الجسيمة للجنوبيين مجرد وسيلة ضغط سياسي وابتزاز للوصول الى حلول ترتضيها هذه القوى او تلك .

وعلى القادة ان يفكروا بعقلانية بعيدا عن الضغوط او ارضاء هذه الجهة او تلك مع العلم ان قوات دول التحالف ليست مجربة للحروب الفعلية بالاعتماد الذاتي حتى يتم الركون لخططها دون التدخل ولو بابداء الرائ وعلى الجميع اخذ العبرة من سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، ففي غزوة الخندق كان لرأي سلمان الفارسي وبفعل التجربة دور في تمكين المسلمين من الصمود وتحقيق النصر .
وعلى المؤمن ان لايلدغ من جحرٍ مرتين ولهذا لابد من الحذر من الجحور والافاعي فانها كثيرة وخطيرة ومتعددة الالوان والاشكال والنواياء .

ولثقتنا بحنكة وقدرة واحترافية القادة الجنوبيين في صفوف الشرعية والتحالف لن نقول (ان استخدام نفس الوسائل والادوات لن ينتج الا نفس النتائج السابقة) فالظروف غير والزمن غير وجنوب 1994م ليس جنوب 2017م .
****
افكار وشخبطات على عجل ارجوا ان اكون مصيب فيها وان يكون لها مكان في عقول اصحاب القرار .

ونسئل الله سبحانه وتعالى ان يوفق التحالف العربي الى النصر المبين وان يكونوا عونا لكل مظلوم في دحر الظلم والعدوان وان يعينوا الجنوب على عودة حقه المسلوب انه القوي العزيز القادر الناصر المعين وهو على كل شيءً قدير .
💐خواتم مباركة على الجميع💐
===
#عبدالعزيز_المنصوري 24يونيو2017م
===
منشور قديم تم نشره في حسابي المغلق بفعل ايادي خبيثة وقد تم نشره في يافع نيوز وسماء نيوز وعدد من الموا